تسلم الرئيس الجديد للاتحاد الأفريقي، روبرت موغابي، رئيس زيمبابوي، وأكبر زعماء العالم سنا، مهامه رئيسًا للاتحاد في دورته الحالية لعام 2015، اليوم الثلاثاء بمقر الاتحاد الأفريقي في أديس أبابا. وبحسب مراسل الأناضول، قام موغابي بجولة على مختلف الإدارت التابعة لمفوضية الاتحاد الأفريقي بغرض التعرف على العاملين بالاتحاد، وكان في استقباله رئيسة مفوضية الاتحاد الأفريقي، دلاميني زوما، ونائبتها ايراستوس موينتشا. وفي خطاب وجّهه موغابي إلى العاملين بالاتحاد الأفريقي من قاعة نيلسون مانديلا للمؤتمرات بمقر الاتحاد الأفريقي، قال إن "أفريقيا للأفارقة". وأضاف: "مفوضية الاتحاد الأفريقي يجب أن تكون منشطة للقارة، ودعونا نرى البرامج والمشاريع المنبثقة من المفوضية وهي تنفذ بالكامل بفضل التزامكم والروح التواقة والطموحة لضمان مستقبل أفضل للأم أفريقيا". وحثّ موغابي العاملين بالاتحاد الأفريقي لبذل المزيد من الجهود لتفعيل برامج الاتحاد الأفريقي وتحقيق أهدافه من خلال تهيئة أجواء متكاملة وموحدة تؤدي إلى ازدهار أفريقيا. وطالب الرئيس الجديد للاتحاد الأفريقي العاملين بالاتحاد، قائلا: "علينا أن نثبت أن الاتحاد الأفريقي سيكون قويًا أكثر من ذي قبل، مكتفيا ذاتيا من حيث انتهاء الأمية والجهل والفقر". وتابع: "ما يجب أن نعرفه بأن أفريقيا للأفارقة، وينبغي على الحكومات الأفريقية أن تتأكد بأن الموارد لصالح شعوب أفريقيا في المقام الأول ولتحقيق ذلك يجب أن نعتمد على الذاتي بأن يكون منا العلماء والفنيون الذين يمكنهم أن يضيفوا القيمة الحقيقية والمعنوية لأفريقيا الغنية بالموارد الطبيعية". واختتم الرئيس الجديد للاتحاد الافريقى خطابه بشعاره القائل: "إلى الأمام دائماً ولارجعة إلى الوراء". من جانبها قالت رئيسة المفوضية، دلاميني زوما، "إننا اليوم في الوقت المناسب، لتحقيق شعار هذه الدورة الذي يدعو إلى تمكين المرأة والنهوض بها". بدوره، قال رئيس العاملين بالاتحاد الأفريقي، صلاح حماد، متحدثًا باسم العاملين، إن مفوضية الاتحاد الأفريقي في حاجة إلى الدعم المعنوي من رئيس الاتحاد الأفريقى لتنفيذ المشاريع الهامة للمفوضية. وفي الجلسة الافتتاحية للقمة الأفريقية الماضية 30 يناير/كانون ثاني الماضي، في أديس أبابا، تسلم موغابي رئاسة الاتحاد الأفريقي، وهو منصب شرفي، من سلفه، رئيس موريتانيا، محمد ولد عبد العزيز، الذي شغل الرئاسة خلال العام الماضي. ويعتبر الرئيس الزيمبابوى أكبر زعماء العالم سنا وهو من أحد مؤسسي الاتحاد الأفريقي، فهو من مواليد 1924، ويتولى السلطة في بلاده منذ عام 1980، يوقره أنصاره باعتباره أحد دعاة الوحدة الأفريقية، بينما يتهمه منتقدوه بالعنصرية. وفي ستينيات القرن الماضي، صعد موغابي على الساحة السياسي كأمين عام لحزب "اتحاد شعب زيمبابوي الأفريقي"، الذي عارض حكومة إيان سميث، ذات الأقلية البيضاء، مما أدى إلى اعتقاله، والزج به في السجن بين عامي 1964 و1975. بعد الإفراج عنه، انضم إلى مقاتلي "حرب العصابات"، وأصبح رمزا ثوريًا، وخرج من الحرب بطلًا، وفاز في انتخابات عام 1980، ليصبح أول رئيس وزراء لزيمبابوي. وعندما حصلت بلاده على استقلالها من بريطانيا، توج موغابي بمنصب الرئاسة عام 1987، قبل أن يلغي منصب رئيس الوزراء. وموغابي، بحسب ملفه الشخصي على الموقع الرسمي للحكومة، أب لأربعة أبناء، وتزوج من سالي هايفرون عام 1961، وظلا متزوجين حتى وفاتها عام 1992. وبعد أربع سنوات، تزوج غريس ماروفو، سكرتيرته السابقة. موغابي، المنتمي إلى المذهب الروماني الكاثوليكي، من خريجي جامعة لندن، وجامعة فورت هير في جنوب إفريقيا، أعيد انتخابه رئيسا لزيمبابوي، وسط مزاعم عن تزوير الانتخابات وترهيب المنافسين، في أعوام 1990 و1996 و2002. مجددا، أعيد انتخاب موغابي عام 2008 في انتخابات شهدت سجالا حادا، وأعقبها التوقيع على اتفاق لتقاسم السلطة مع خصمه السياسي اللدود مورجان تسفانغيراي، رئيس حزب "الحركة من أجل تغيير ديمقراطي"، ثم أعيد انتخابه مرة أخرى في 2013، ومن المقرر أن تنتهي ولايته في 2018. خلال ثمانينيات القرن الماضي، ساهمت سياسات موغابي الاشتراكية في ازدهار اقتصاد بلاده. رغم ذلك، ومن حينها، انخفض الناتج المحلي الإجمالي بنحو 40%، وفقا لأرقام البنك الدولي، وهو ما يعود، في جانب كبير منه، إلى التضخم وإصلاحات الأراضي، التي شهدت استيلاء السود على مزارع يملكها البيض. وأدت إصلاحات الأراضي المناهضة للبيض إلى فرض الدول الغربية عقوبات على زيمبابوي، وتعليق عضويتها في الكومنولث (اتحاد يضم 53 دولة جميعها من ولايات الإمبراطورية البريطانية سابقاً باستثناء موزمبيق ورواندا). وعلى مر السنين، يتهم موغابي الولاياتالمتحدةالأمريكية والمملكة المتحدة بانتهاج سياسات "استعمارية".