باتت عائلة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في صلب الدعاية الانتخابية في البلاد، فبعد الكشف عن ما بات يطلق عليه "فضيحة الزجاجات الفارغة"، كُشف النقاب عن مسودة تقرير استقصائي حول تمويل رجال أعمال، وجهات خارجية، رحلات خارجية لنتنياهو وعائلته. وفيما يركز نتنياهو حملته الانتخابية على ما يسميه "الخطر الإيراني"، فإن الأحزاب الإسرائيلية المعارضة له تركز على القضايا الاقتصادية والاجتماعية وسط غياب كامل لعملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين عن هذه الدعاية. وذكرت صحيفة"معاريف" الإسرائيلية، اليوم الإثنين، أن السلطات القانونية توشك على فتح تحقيق جنائي ضد عقيلة رئيس الوزراء، سارة، بتهمة إساءة استخدام الأموال العامة. وأشارت الصحيفة إلى أن المدعي العام، يهودا فاينشتاين،عقد اجتماعاً بمشاركة كبار مساعديه للتشاور بشأن ما بات يعرف ب"فضيحة الزجاجات الفارغة". وكانت وسائل إعلام إسرائيلية قالت، إن "سارة ، وربما آخرين يقعون تحت مسؤوليتها، أخذوا أموالاً مقابل بيع زجاجات المشروبات الروحية الفارغة على الرغم من شراء هذه المشروبات على نفقة الدولة لمنزل رئيس الوزراء". ويمكن الحصول على أموال قليلة مقابل بيع زجاجات فارغة يعاد استخدامها بعد معالجتها من قبل شركات خاصة. من جهته، اعتبر نتنياهو أن منافسيه يقفون خلف ادعاءات تهدف لإسقاط حزبه في الانتخابات التي من المقرر أن تجرى في ال17 من مارس المقبل. وكتب نتنياهو، قبل أيام، في تدوينه على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "مهاجمة وسائل الإعلام لزوجتي سارة هو موقف خسيس من قادة وسائل الإعلام الذين يستخدمون كل الوسائل لإيذائي ومساري السياسي". وأضاف "أنا أكتب هنا بوضوح، من يريد مهاجمة سياستي بطريقة جادة أهلا به، اتركوا عائلتي وشأنها". غير أن الهجوم على نتنياهو وعائلته لم يتوقف. فقد نشرت القناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي، أمس الأحد، ما قالت إنه مسودة تقرير للمراقب العام للدولة، يوسف شابيرا، حول رحلات خارجية لرئيس الوزراء في إطار ما يطلق عليه "سفريات بيبي". و"بيبي" هي الكنية التي تستخدم بين الإسرائيليين لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. ويتناول التقرير رحلات خارجية لنتنياهو في الفترة ما بين نهاية التسعينيات وحتى بداية الألفية الثانية (خلال توليه حقيبة المالية) جرى تمويلها من قبل مقربين أثرياء (لم تُذكر هويتهم). وقد أغضب نشر مسودة التقرير، المراقب العام للدولة الذي لم يكن ينوي نشرها قبل شهر مايو/آيار المقبل، بحسب القناة. وقد أشار شابيرا في تقريره إلى أن جهات أجنبية (لم يسمها)، ورجال أعمال، مولوا رحلات لنتنياهو وعائلته بما يصل إلى عشرات آلاف الدولارات وهو "بمثابة تلقي هدية بشكل غير قانوني". وقالت صحيفة "معاريف"، إن شابيرا طلب من المدعي العام، فاينشتاين، التحقيق في تسريب مسودة التقرير إلى القناة العاشرة، واصفاً ما جرى بأنه "ظاهرة غير ملائمة، وانتهاك للقانون". يذكر أن فاينشتاين كان قد قرر في سبتمبر/أيلول الماضي، إغلاق النظر في ملف هذه القضية، بعد أن أشار إلى أنه لم يتمكن من إيجاد أساس لفتح تحقيق جنائي في هذه القضية، بحسب الصحيفة نفسها. وقد أظهرت استطلاعات أخيرة للرأي العام الإسرائيلي، تفوق طفيف لحزب "الليكود" برئاسة نتنياهو على "المعسكر الصهيوني" برئاسة يتسحاق هرتسوغ، رئيس حزب العمل المعارض، ووزير العدل المقالة رئيسة حزب الحركة الوسطي، تسيبي ليفني (اللذان تحالفا مؤخراً).