جددت جماعة الإخوان المسلمون موقفها الرافض لوضع أى قيود على البرلمان المقبل فى وضع الدستور سواء بإصدار مبادئ حاكمة أو تحديد معايير لاختيار لجنة كتابة الدستور، مشيرة إلى وجود تسريبات وتلميحات بمحاولات لتأجيل الانتخابات البرلمانية وبالتالي وضع الدستور وانتخاب الرئيس المقبل واستمرار الفترة الانتقالية لإبقاء المجلس العسكري في الحكم. وفى بيان لها اليوم، اعتبرت الجماعة كل ذلك مخالفا لمبادئ ومكاسب الثورة ومحاولة إنتاج النظام السابق في صورة جديدة، وإهدارًا لدماء الشهداء، قائلة "وهذا ما نعتقد أن الشعب الذي ذاق طعم الحرية بكل طوائفه لن يسمح به". وذكر بيان جماعة الإخوان "إن الشعب هو السيد، وقد قال كلمته واتخذ عن قراره في الاستفتاء وعلى الجميع أن ينصت وأن يمتثل، وهو الذي يمنح نفسه دستوره عن طريق اللجنة التي ينتخبها مجلسا الشعب والشورى اللذان ينتخبهما الشعب بإرادته الحرة وهو الذي يوافق عليه في استفتاء حر نزيه، وهو الذي يحميه من الغلو والشطط ويحميه من الانحراف والعدوان". وشددت جماعة الإخوان على ضرورة أن تمضى الثورة إلى غايتها، بتطهير البلاد من النظام الفاسد وأذنابه، والوصول إلى حالة الاستقرار بإقامة المؤسسات الدستورية والدستور وتقوية مؤسسات الدولة، ثم الانطلاق إلى مرحلة البناء والنهضة، وكل من يعوق هذه المسيرة لأغراض شخصية أو فئوية أو حزبية أو خارجية فإنما يهدر مصلحة الوطن والشعب، ويعرض البلاد لمخاطر جسيمة. ووجهت الجماعة أربع رسائل، الأولى إلى المجلس العسكرى، خاطبته فيها بقولها "إن الشعب ليقدر لكم موقفكم من الثورة والشعب، وينتظر منكم الوفاء بالوعود المتكررة التي سمعها منكم، والالتزام بخريطة الطريق التي حددها الإعلان الدستوري، ويذكركم بموقف الفريق عبدالرحمن سوار الذهب الذي وعد وعدا والتزم به ولا تزال الدنيا كلها تذكره بالإجلال والإكبار والاحترام". ورأت فى الرسالة الثانية التى وجهتها إلى السياسيين والقانونيين "أن أول مبادئ الديمقراطية هو احترام إرادة الشعب وتحقيق مطالبه والنزول على اختياره ولو كان ضد المصلحة الخاصة، ونحن نطالبكم كما نلزم أنفسنا بذلك، فذلك مقتضى الإخلاص للوطن وحب الشعب". وخاطبت فى الثالثة إلى الشعب المصري العظيم، بقولها "لقد بذلت وضحيت كثيرا من أجل التخلص من الاستبداد والفساد ونحن نعلم أنك كنت ولا تزال على استعداد لمزيد من التضحيات من أجل ألا يعود الاستبداد والفساد في أية صورة جديدة، ولذلك ندعوك للتيقظ والانتباه إلى محاولات الالتفاف على إرادتك ومحاولات خداعك والمكر بك، لذلك عليك أن تحدد موقفك حاسما وتلفظ تماما كل أولئك المخادعين، وأن تتمسك بكامل حقوقك وحرياتك وأن تتتبع كل الفاسدين والمفسدين والمجرمين الذين تعرفهم بالاسم وتقديم البلاغات القانونية ضدهم". أما الرسالة الرابعة فحدثت فيها مجلس الوزراء، قائلة "إنكم في مناصبكم مؤقتون، والأمانة تقتضى أن تؤدوها بمنتهى الشفافية، وأن مشروعية وجودكم إنما هي من الشعب، فعليكم أن تكونوا في خدمته وتحقيق إرادته، وأن تعزلوا من بينكم من يخرج على ذلك، وألا تستجيبوا لضغط من هنا أو من هناك".