على الرغم من عدم توجيه أصابع الاتهام لإسرائيل، حتى ولو ضمنيًا، في الهجمات التي تشهدها سيناء وكان آخرها الهجمات التي استهدفت مقار أمنية وعسكرية مساء الخميس الماضي ما أسفر عن مقتل مالايقل عن 30شخصًا، إلا أن خبراء سياسيين رأوا أنها المستفيد الأول من عدم استقرار سيناء وإظهارها أمام العالم، بأنها منطقة خطرة وتشكل تهديدًا كبيرًا على أمنها. ورجحوا سعيها إلى تمويل عدد من الجماعات الإرهابية، من أجل استهداف الجنود المصريين وتحقيق مصالحها دون أن يكون لها تدخل مباشر من أجل تحقيق حلمها ودخول سيناء، بعد أن خرجت منها ذليلة، بجانب إبعاد أنظار العالم على ما تفعله من قمع الفلسطينيين واستكمال مخططها في السيطرة الكاملة على الأراضي المقدسة. وقال مجدي حمدان، عضو الهيئة العليا لحزب "المصريين الأحرار"، إنه "من غير المستبعد تدخل إسرائيل في سيناء لزعزعة أمنها وإظهار هذه المنطقة للعالم وكأنها مصدر للعنف والإرهاب"، لافتًا إلى أن "إسرائيل تريد إبعاد الأنظار عن مخططاتها التي تستهدف السيطرة على فلسطين". وأشار إلى أن "إسرائيل قد تستخدم عملاءها من حماس؛ لضرب الجنود المصريين وتمويل بعض الجماعات الموجودة في سيناء، لا سيما منطقة جبل الحلال". وتساءل حمدان عن عدم وجود تفسير من قِبل جهاز المخابرات المصري عن الأحداث في سيناء، مضيفًا أن مصر يجب أن تقوم ب "الفعل" لمنع هذه الهجمات الإرهابية وتبتعد عن موقف رد الفعل. من جانبه، قال محمد سامي، رئيس حزب "الكرامة"، إن "إسرائيل هي العدو الأكبر لمصر إلا أنها تقف في موقف المتفرج وهي تشاهد ما يحدث في سيناء من عمليات إرهابية ولكن لا تتدخل". وأضاف "المسئول عما يحدث في سيناء هى جماعات إرهابية متطرفة، تمتلك السلاح ولديها قدرات ومهارات تدريبية على أعلى مستوى، بالإضافة إلى امتلاكها مصادر تمويل كبيرة". واتهم "حماس" بالوقوف وراء التفجيرات في سيناء، مشيرًا إلى أنها امتدادٌ لجماعة الإخوان المسلمين التي تحاول وقف عملية الاستثمار وهدم الاقتصاد المصري من خلال تكرار التفجيرات التي تهدر دماء الكثير من الجنود المصريين. وأوضح رئيس حزب "الكرامة" أن "الأنفاق لم تغلق بشكل كامل، وأن بعضها تم إغلاقه من جهة المخرج في مصر فقط أما جهة المصدر مازالت مفتوحة". وأشار إلى أنه لا يعلم أسباب استمرار استهداف "حماس" للجنود المصريين، كما أنه حتى الآن لم يتم القبض على أحدهم ليكون دليلاً دامغًا على شروعهم في هذا العمل.