قال اللواء نجات علي مدير أسايش (الأمن الكردي) في مدينة كركوك شمال العراق، إن الهدوء عاد إلى المدينة بعد مواجهات دامية بين أسايش وعناصر تابعة لتنظيم "داعش" اقتحمت كركوك صباح اليوم الجمعة. وفي تصريح لوكالة "الأناضول"، قال "علي" إن الهجوم على كركوك بدأ صباح اليوم بتفجير انتحاري لسيارة مفخخة كان يقودها بالقرب من فندق قصر كركوك وسط المدينة، فيما تمكنت قوات "أسايش" من قتل انتحاريين آخرين وإلقاء القبض على ثالث خلال تسللهم وتحصنهم داخل الفندق. وفيما لم يشر المصدر إلى حصيلة القتلى في صفوف القوات الكردية، أعلنت مصادر كردية عن مقتل قائد اللواء الأول للبيشمركة العميد "شيركو فاتح"، في اشتباكات بين تنظيم "داعش" والبيشمركة بالقرب من كركوك، ليلة أمس الخميس. وأشار مدير الأمن إلى عودة الهدوء إلى مدينة كركوك، مشيراً إلى أن "الوضع تحت سيطرة القوات الأمنية الموضوعة في حالة تأهب تحسبا لأي طارئ". واستدرك بالقول "كانت لدينا معلومات مسبقة بان تنظيم داعش سينفذ هجمات انتحارية في كركوك اليوم، لذلك كانت قواتنا في حالة التأهب وهذا ما مكننا من السيطرة على الوضع سريعا". ولفت الى وجود أكثر من 500 ألف نازح يقيمون في المحافظة، مشيراً إلى أن ذلك يشكل "خطرا إضافيا وثغرة امنية من الممكن أن يستغلها تنظيم داعش بتجنيد نازحين أو دس عناصره بينهم بغية تنفيذ هجمات". بدورها أكدت وزارة البيشمركة في حكومة إقليم شمال العراق، في بيان أصدرته ظهر اليوم "عودة الحياة إلى طبيعتها في كركوك"، مبينة أن القوات الأمنية "تتحكم بالوضع وليست هناك مخاوف في المدينة وما حولها". ويأتي هذا التطور بعد ساعات من تعرض قوات البيشمركة (جيش إقليم شمال العراق) في مواقع جنوب وجنوب غربي كركوك لهجوم كبير من قبل عناصر تنظيم "داعش". وقال مصدر من قوات البيشمركة في تصريحات سابقة لوكالة "الأناضول"، إن عددا كبيرا من عناصر "داعش" شنوا في وقت متأخر من مساء أمس الخميس هجوما واسعاً على مواقع البيشمركة وسيطروا على قريتي "مكتب خالد" و"ملا عبد الله" بعد مواجهات عنيفة معها. وأعلنت اللجنة الأمنية في محافظة كركوك شمال العراق، صباح اليوم الجمعة، فرض حظر شامل للتجوال الى أجل غير مسمى، بعد شن تنظيم "داعش" هجوماً كبيراً على مواقع لقوات البيشمركة الكردية جنوبي مدينة كركوك ووقوع انفجار وسطها. وفي بيان أصدرته، ووصل مراسل "الأناضول" نسخة منه، قالت اللجنة الأمنية، إنه "تم فرض حظر شامل للتجول في محافظة كركوك"، مشيرة إلى أن الحظر "بدأ اعتباراً من الساعة العاشرة صباحاً بتوقيت بغداد(7)تغ ويستمر حتى إشعار آخر"، لم تحدده. واستثنى القرار العاملين بدوائر الصحة والكهرباء وغيرها من المرافق الخدمية الأخرى من حظر التجول. وأشار مراسل "الأناضول" إلى أن حالة حظر التجول في كركوك ما تزال مستمرة حتى الساعة (12.30)تغ، إلا أنه قد يرفع في أي وقت مع عودة الهدوء إلى المدينة. وتخضع غالبية محافظة كركوك التي تعتبر من المناطق المتنازع عليها بين حكومة اقليم شمال العراقوبغداد، لسيطرة قوات البيشمركة بعد انسحاب الجيش العراقي منها في يونيو/حزيران الماضي ابان هجوم وسيطرة تنظيم "داعش" على مناطق في شمال وغرب العراق، فيما يخضع قضاء الحويجة جنوب غرب المحافظة لسيطرة التنظيم. وتمتاز المحافظة بأهمية كبيرة نظرا لاحتوائها على حقول نفط كبيرة وتعتبر ثاني أكبر محافظة عراقية من حيث الانتاج النفطي بعد البصرةجنوب البلاد. وفي 10 يونيو/ حزيران 2014، سيطر تنظيم "داعش" على مدينة الموصل مركز محافظة نينوى، قبل أن يوسع سيطرته على مساحات واسعة في شمال وغرب وشرق العراق، وكذلك شمال وشرق سوريا، وأعلن في نفس الشهر، قيام ما أسماها "دولة الخلافة". وتعمل القوات العراقية وميليشيات موالية لها وقوات البيشمركة (جيش إقليم شمال العراق) الكردية على استعادة السيطرة على المناطق التي سيطر عليها "داعش"، وذلك بدعم جوي من التحالف الدولي، بقيادة الولاياتالمتحدة، الذي يشن غارات جوية على مواقع التنظيم.