أعلنت اللجنة الأمنية في محافظة كركوك شمال العراق، اليوم الجمعة، فرض حظر شامل للتجوال الى أجل غير مسمى، بعد شن تنظيم "داعش" هجوماً كبيراً على مواقع لقوات البيشمركة الكردية جنوبي مدينة كركوك ووقوع انفجار وسطها. وفي بيان أصدرته، ووصل مراسل "الأناضول" نسخة منه، قالت اللجنة الأمنية، إنه "تم فرض حظر شامل للتجول في محافظة كركوك"، مشيرة إلى أن الحظر "بدأ اعتباراً من الساعة العاشرة صباحاً بتوقيت بغداد(7)تغ ويستمر حتى إشعار آخر"، لم تحدده. واستثنى القرار العاملين بدوائر الصحة والكهرباء وغيرها من المرافق الخدمية الأخرى من حظر التجول. ويأتي هذا التطور بعد ساعات من تعرض قوات البيشمركة (جيش إقليم شمال العراق) في مواقع جنوب وجنوب غربي كركوك لهجوم كبير من قبل عناصر تنظيم "داعش". وقال مصدر من قوات البيشمركة لوكالة "الاناضول"، إن عددا كبيرا من عناصر "داعش" شنوا في وقت متأخر من مساء أمس الخميس هجوما واسعاً على مواقع البيشمركة وسيطروا على قريتي "مكتب خالد" و"ملا عبد الله" بعد مواجهات عنيفة معها. وأضاف أن المعارك بين الطرفين أسفرت عن مقتل العديد من عناصر "داعش"، وجثثهم في حوزة قوات البيشمركة وكذلك قتل عدد من عناصر البيشمركة، لم يبين عدد قتلى أي من الطرفين. وأشار إلى أن البيشمركة بدأت بهجوم معاكس لاستعادة المواقع التي خسرتها جنوبي المحافظة، لافتاً إلى أن طائرات التحالف الدولي بدأت باستهداف مواقع تجمع عناصر التنظيم وما تزال الاشتباكات مستمرة بين البيشمركة و"داعش" حتى الساعة (8.15)تغ. في سياق متصل، أفاد مصدر أمني في كركوك، بأن انتحاريا من تنظيم "داعش" يقود سيارة مفخخة فجرها بالقرب من فندق "قصر كركوك" وسط المدينة مستهدفا المركز القديم لمديرية الشرطة، مضيفا ان "قوات أسايش (الامن الكردي) وبعد الانفجار مباشرة تمكنت من القاء القبض على انتحاريين اثنين آخرين من عناصر التنظيم بالقرب من موقع الانفجار كانا يرتديان حزامين ناسفين. وأوضح المصدر أن "قوات أسايش كان لديها معلومات مسبقة بإمكانية حدوث هذا الهجوم لذلك أخلت الموقع ووضعت عناصرها في حالة تأهب، ولهذا لم يسقط أي ضحايا في الهجوم في صفوف القوات الأمنية أو المدنيين". وتخضع غالبية محافظة كركوك التي تعتبر من المناطق المتنازع عليها بين حكومة اقليم شمال العراقوبغداد، لسيطرة قوات البيشمركة بعد انسحاب الجيش العراقي منها في يونيو/حزيران الماضي ابان هجوم وسيطرة تنظيم "داعش" على مناطق في شمال وغرب العراق، فيما يخضع قضاء الحويجة جنوب غرب المحافظة لسيطرة التنظيم. وتمتاز المحافظة بأهمية كبيرة نظرا لاحتوائها على حقول نفط كبيرة وتعتبر ثاني أكبر محافظة عراقية من حيث الانتاج النفطي بعد البصرةجنوب البلاد. وفي 10 يونيو 2014، سيطر تنظيم "داعش" على مدينة الموصل مركز محافظة نينوى، قبل أن يوسع سيطرته على مساحات واسعة في شمال وغرب وشرق العراق، وكذلك شمال وشرق سوريا، وأعلن في نفس الشهر، قيام ما أسماها "دولة الخلافة". وتعمل القوات العراقية وميليشيات موالية لها وقوات البيشمركة (جيش إقليم شمال العراق) الكردية على استعادة السيطرة على المناطق التي سيطر عليها "داعش"، وذلك بدعم جوي من التحالف الدولي، بقيادة الولاياتالمتحدة، الذي يشن غارات جوية على مواقع التنظيم.