يحدو بعض العراقيين أمل في أن تمثل الحكومة العراقية الجديدة بداية مرحلة جديدة لبناء عراق جديد بمكافحة الفساد المستشري في البلاد ووضع حد للانهيار الذي تشهده البلاد سواء من الناحية الاقتصادية أو الأمنية، غير أن بعض الصحف الأجنبية سارعت في اليوم التالي لاختيار الكتلة الشيعية لإبراهيم الجعفري رئيس الوزراء الانتقالي، لمنصب رئيس الحكومة الجديدة التي ستكون ولايتها كاملة من أربع سنوات، لتتنبأ بفشل هذا الرجل "الضعيف" في إحداث أي تغيير مرجو في بلاد الرافدين. فقالت صحيفة نيويورك تايمز في افتتاحيتها بتاريخ 14/2/2005 إن "الكتلة الشيعية في العراق – بانتخاب مرشحها إبراهيم الجعفري – لمنصب رئيس الوزراء لولاية ثانية، خانت آمال جميع هؤلاء الذين كانوا يريدون من أول حكومة عراقية منتخبة دستوريا، تدشين بداية جديدة لإعادة توحيد البلاد، وإعادة بناء الاقتصاد ووضع نهاية لضرب وتعذيب وقتل المدنيين من قبل عناصر الميلشيات الشيعية في القوات الأمنية الرسمية وخارجها. وتضيف الصحيفة : كان الجعفري فاشلا في جميع هذه الجبهات خلال الشهور العشرة الماضية. ومن غير المحتمل أن يقوم بأداء أفضل في المرة الثانية، خصوصا منذ عزا انتخابه إلى صفقة سياسية مع أتباع مقتدى الصدر. وتعتبر نيويورك تايمز أن دعم تيار الصدر كان "حاسما" في فوز الجعفري بفارق صوت واحد على أكثر أعدائه الواعدين "عادل المهدي"، الاقتصادي العلماني ونائب الرئيس العراقي. فقد أوضح المتحدث باسم الصدر أن "ثمن هذه الأصوات سيكون الدعم لبرنامج الصدر السياسي، الذي يتضمن التضامن مع حكومات إيران وسوريا المعادية للولايات المتحدة". وتتطرق الصحيفة إلى أن ترشيح الجعفري من قبل الكتلة الشيعية غير مساو تماما لانتخابه من قبل البرلمان الجديد. فالائتلاف يسيطر على 130 مقعدا فقط من مقاعد البرلمان، بينما أغلبية الثلثين مطلوبة في البرلمان للموافقة على رئيس الوزراء الجديد وتشكيله الوزاري. وهذا يعطي قوة هامة للأكراد، الذين لديهم 50 صوتا، والعرب السنة والمستقلين. "ومثاليا، هذه الجماعات سوف تسخدم قوتها لتسهيل خروج الجعفري. وأقل القليل الذي ينبغي أن تفعله هذه الجماعات هو أن تقاوم النفوذ المدمر والمتصاعد للصدر". من جانبها قالت صحيفة الإندبندنت البريطانية تحت عنوان "اختيار رئيس الوزراء الضعيف لقيادة الحكومة العراقية الجديدة" إن رغم ترشيح الجعفري ليظل رئيسا للوزراء، فإن المشاحنات الممتدة من المحتمل أن تستمر لأسابيع. وقالت الصحيفة إن فوز الجعفري على المهدي يمثل "تحولا حادا" في حظ الجعفري منذ شهور قليلة عندما انخفضت مكانته ك "قائد ضعيف" وحصوله على فرص ضعيفة لإعادة انتخابه. وتقول الإندبندنت إن الجعفري أثبت ضعفه وعدم قدرته على الإمساك بمقاليد الحكم طوال الفترة التي شغل فيها منصب رئيس الوزراء, وذلك على الرغم من أنه كان في هذه الفترة لا يحظى بكم العداوة التي يواجّهها الآن من قبل العديد من الزعماء والقادة العراقيين. واعتبرت الصحيفة البريطانية أنه من أخطر التحديات التي تواجه الجعفري في المرحلة المقبلة استمرار العداوة بين الطوائف الكردية والسنيّة والشيعية, بالإضافة إلى مواقفهم المختلفة من الاحتلال الذي تقوده الولاياتالمتحدة. ونقلت الصحيفة عن الجعفري قوله في مؤتمر صحفي عقب ترشيحه، إن : "أولويات الحكومة الجديدة ستكون تمامًا مثلما كانت أولويات الحكومة السابقة وهي التركيز على الاقتصاد والأمن وإعادة بناء العراق". ولكن الصحيفة تنقل أيضا عن المراقبين تأكيدهم أنه طوال فترة حكم الجعفري السابقة لم يتحسن الوضع الأمني في العراق كما ازداد الوضع الاقتصادي سوءًا وفشلت العديد من مهام "إعادة الإعمار". واعتبرت الإندبندنت أن نجاح إبراهيم الجعفري في الفوز بمنصب رئيس الوزراء في الحكومة الجديدة لن يكون مرحبًا به بشكل كامل من قِبل الولاياتالمتحدة. وتحت عنوان "اختيار العراق المتواضع" ، قالت صحيفة بوسطن جلوب الأمريكية إنه إذا لم يكن الجعفري والوزراء الذين سيعينهم قادرين على تحمل المهام التي ستواجههم، فإن عرض التواضع للجعفري سيظهر سريعا. واعتبرت الصحيفة – بحسب ما نقلته الجزيرة - أن هناك أسبابا تستدعي القلق من وراء اختيار الجعفري رئيسا للوزراء. وأوضحت أن من إخفاقات الجعفري: العجز عن تحسين الحالة الأمنية أو تحقيق تقدم على صعيد الخدمات الأساسية، إضافة إلى عدم التمكن من كبح المسئولين الشيعة في وزارة الداخلية عن اعتقال وتعذيب العرب السنة، الذين يزعم انخراطهم في "التمرد". وترى الصحيفة أن على رأس "الأسباب المقلقة" هي الوسيلة التي حصل بها الجعفري على منصبه، موضحة أن هذا الاختيار سيترجم بدون أدنى شك إلى اختياره البرلماني الرسمي كأقوى شخصية سياسية على مدى أربع سنوات. واعتبرت الصحيفة أن على إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش أن يستغل نفوذه للضغط من أجل التوصل إلى حكومة وحدة وطنية تدرأ أي حرب طائفية بين السنة والشيعة، مشيرة إلى ضرورة انخراط السنة في الحكومة، ووقف استخدام المليشيات الطائفية تحت غطاء وزارة الداخلية، فضلا عن تأمين حصة متكافئة من الواردات النفطية للسنة. ومن وجهة نظر أخرى ترى أن الجعفري - الذي جاء على دبابة أمريكية من إيران - وحكومته الانتقالية مرحلة، أو حلقة، من مراحل أو حلقات المخطط الأمريكي لإضفاء الشرعية على الاحتلال، قد يصدق تفسير هيئة علماء المسلمين في العراق لطلب حكومة الجعفري من القوات الدنماركية، البقاء في العراق رغم مطالبة أبناء جنوب العراق برحيل الدنماركيين احتجاجا على الإساءة بحق رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو: "أن هذه الحكومة ومن وراءها من الساسة ربطوا أنفسهم مع الاحتلال وجودا وعدما لذلك هم حريصون على بقاء هذه القوات لضمان بقائهم في السلطة ليس إلا" .. لا من أجل مصلحة العراق وشعبه. الاهتمام بالقضايا الداخلية والوطنية، تطوير قدرات الإخوان, الإصلاح الداخلي، توحيد مراكز الجماعة ومؤسساتها وفعالياتها المتعددة، التي كادت أن تحول الجماعة إلى جزر متناثرة، ووضعها كلها تحت قيادة المكتب التنفيذي في الجماعة، تحديد مسارات العمل السياسي بما لا يؤثر على الجوانب الأخرى للمشروع، الاهتمام بقضايا التنمية والنهضة على المستوى الداخلي الأردني، وإعادة الاعتبار للبعد الدعوي الإصلاحي للجماعة في المجتمع المحلي، كانت هذه القضايا الرئيسة التي رفعها "الوسط" تحت عنوان "المراجعة الذاتية"، منذ منتصف التسعينيات. وقد تمكن الوسط في سنوات قليلة من تشكيل تيار قوي مؤثر من الشباب المؤثرين والنافذين في الجماعة، وسحب البساط من تحت أقدام كل من تيار الصقور والحمائم. وكان عماد أبودية العقل المفكر داخل الوسط، وتمكن بشخصيته الكارزمية من قيادة الوسط إلى المكتب التنفيذي في الجماعة، وأصبح أبودية نفسه نائبا للمراقب العام. إلا أن عصر الوسط الإخواني لم يدم طويلا، ودخل في صراع مع قوى داخل الجماعة، وتمت عملية تشويه كبيرة لأهداف الوسط وصورته، وبالتحديد أبودية، الذي تعرّض لحملة تشهير غير مسبوقة داخليا وإعلاميا، وتحالف ضده الصقور والحمائم والتيار الرابع مجتمعين. ولم يألوا جهدا في كيل الاتهامات له بالإقليمية تارة والعمالة للحكومة تارة أخرى ومعاداة حماس تارة ثالثة، فيما اتخذ عماد مبدأ "الصمت" وعدم الرد على الحملة العنيفة، وعدم تصدير الأزمة الداخلية إلى الخارج، ما أضعف الوسط ونشّط منافسيه، فانتهت المعركة ضد الوسط إلى اعتزال أبودية القيادة وكثيرا من النشاطات الإخوانية. اليوم، تدور الجماعة دورة أخرى، وتدفع الشروط السياسية الموضوعية إلى عودة مشروع "الوسط" وبرنامجه الإصلاحي إلى بؤرة الاهتمام الإخواني، فيما تظهر النتائج الأولية للانتخابات التنظيمية وجود إرهاصات لعودة رموزه السابقين إلى مراكز القيادة والنفوذ، لكن عودة الوسط لن تتم في المرحلة القادمة إلا بقاعدة تحالفات جديدة، وبإعادة جزء كبير من شباب الإخوان إلى برنامج التيار، وسيكون هذا هو الاحتمال الأكبر إذا ما تفكك التيار الرابع كأحد تداعيات فوز حماس على الإخوان الأردنيين المصدر مفكرة الاسلام