أجلت محكمة جنايات أمن الدولة العليا طوارئ في جلستها المنعقدة الأحد، محاكمة 48 من المتهمين فيما تعرف بأحداث "فتنة إمبابة" إلى جلسة الثاني من أكتوبر، لاستكمال سماع أقوال شهود الإثبات حول الأحداث التي وقعت في مايو الماضي، وأدت إلى مقتل 16 شخصا وإصابة أكثر من 50 آخرين، في أعقاب احتجاز سيدة تدعى عبير فخري داخل مبنى تابع كنيسة لمنطقة إمبابة بعد اعتناقها الإسلام. وقال اللواء فايز أنيس مصباح أباظة مدير إدارة المباحث الجنائية بمديرية أمن الجيزة في شهادته أمام المحكمة، إنه تلقى بلاغًا يفيد بتجمهر عدد من المواطنين أمام مسجد النور، وروى له المتهم ياسين ثابت، أنه متزوج من أسماء محمد والتى كانت تدعى عبير طلعت فخرى قبل إشهار اسلامها، وأنه عم منها بعد اختفائها من منزل الزوجية عبر اتصال هاتفي أنه تم احتجازها داخل عقار مجاور لكنيسة مارى مينا بدائرة قسم إمبابة وإنه سيتم نقلها إلى مكان آخر. وأضاف إن المتهمين الثاني مفتاح محمد فاضل الشهير ب "أبو يحيى" والثالث سيد محمود الشهير بخالد حربي والرابع حسين سيد والشهير بالشيخ حسام والخامس عبد الله حسين قاموا بالتجمهر لارتكاب جرائم الاعتداء على الأقباط بالقوة لإطلاق سراح الزوجة المحتجزة، ورددوا شعارات "إسلامية إسلامية" واتفقوا على التوجه الى كنيسة مارى مينا وتفتيش العقارات المجاورة لها، وعلى إثرها تجمهر عدد كبير من أنصارهم وحمل البعض منهم أسلحة نارية. وأضاف إن تحرياته أكدت أنه إثر سريان شائعة اقتحام المسلمين لكنيسة "مارى مينا" دبر المتهم التاسع عادلي شنودة والعاشر عادل لبيب والحادي عشر جمال وديع بولس تجمهرًا للاعتداء علي المسلمين حتى نشبت مشاجرة بين الطرفين وهتف الأقباط "نفديك ياصليب، وأوضح أنه حاول حل الموضوع وديا، لكن أحد الاشخاص ويدعي عادل لبيب أطلق النار علي بعض المسلمين وحدث تعد بالأسلحة النارية من الطرفين. وأشار إلى أنه شاهد بنفسه شخصًا يطلق الرصاص من فرد خرطوش ولم يستطع منعه. وسأله ممدوح إسماعيل محامي الشيخ أبو يحيى قائلا: هل تم القبض على أبو يحية كمتهم؟ فأجاب بالنفي، موكدا أنه تم القبض عليه كشاهد وليس متهمًا. ووجه له الدفاع عده أسئلة، منها: هل شاهدت أحد المتهمين أثناء إطلاق النيران؟؟ وأجاب بأنه شاهد المتهم حسام الدين يقوم بإطلاق النيران من فرد خرطوش ثم عاد للمحل مرة أخرة لتجهيز السلاح ولم أستطع تمييز أحدًا غيره، إلا أن التحريات أكدت أن عادل لبيب أول من أطلق النيران، ولكن لم أشاهده بعيني، واضاف إنه لا يستطيع التميز بين السلفيين وغيرهم. وكانت الجلسة شهدت مشادات حينما طلب الدفاع فى بداية الجلسة بعدم جواز نظر محكمة أمن الدولة الدعوى وطلب رد المحكمة، مؤكدا أن محكمة الجنايات العادية هي المختصة، مطالبا المحكمة بالفصل الفوري في هذا الدفع قبل أن تستكمل المحكمة نظر بقية القضية. الأمر الذي رفضته المحكمة مطالبة المحامين بإبداء طلباتهم وترك أمر الفصل فيها وإجابتها إلى المحكمة تطبيقا لصحيح حكم القانون. وعلقت المحكمة على طلب الدفاع، قائلة: "أنت بتترافع ولا بتتخانق"، ومع احتدام النقاش بين الطرفين، اضطرت هيئة المحكمة إلى رفع الجلسة بعد خمس دقائق من انعقادها. وقد أُودع المتهمون في قفصي اتهام منفصلين فيما منع الأهالي مصوري الصحف من التقاط الصور الفوتوغرافية لهم وغابت عن تأمين القاعة قوات الجيش. وثار المتهمون المسلمون داخل قفص الاتهام رافضين القاضي: "إحنا مش هننزل من هنا إلا على ظهرنا"، وعلى الجانب الآخر أخفى المتهمون الأقباط وجوههم عن عدسات الكاميرات. ورفع أهالي الضحايا صور القتلى في الأحداث داخل قاعة المحكمة، مطالبين بالقصاص العادل من المتهمين. وقال الشيخ أبو يحيى من داخل قفص الاتهام إن "القاضي كان يتعامل بعصبية مع محاميه وبقية المحامين عن المتهمين وهو لا يجوز شرعا"، فيما اعتبر شقيقه أن القضية "تصفية حسابات مع النظام السابق عقب إثارة قضية كاميليا شحاته". ويواجه المتهمون في القضية اتهامات عدة تتعلق بارتكاب جرائم التجمهر والقتل العمد مع سبق الإصرار والشروع فيه وتعريض السلم العام للخطر وإحداث فتنة طائفية وإشعال النار عمدا بكنيسة السيدة العذراء بمنطقة إمبابة وإحراز أسلحة نارية وذخائر بغير ترخيص تنفيذا لغرض إرهابي.