وجه عدد من المشاركين في ندوات ومؤتمرات لغوية أقيمت مؤخرا في عدد من الجامعات المصرية خاصة جامعة القاهرة التهمة إلى أجهزة الدولة والسياسيين والقادة عن الحالة التي وصلت إليها اللغة العربية سواء في التعليم أو الإعلام أو الحياة العامة. ففي مؤتمر علم اللغة الثالث الذي عقد بكلية دار العلوم تحت عنوان التعليم باللغة الأجنبية في العالم العربي حمل المشاركون في المؤتمر الحكومات العربية ومؤسساتها التعليمية مسئولية ذلك مؤكدة أن هذه الظاهرة تعتبر إضاعة للماضي وهدم للحاضر وقضاء على المستقبل. المؤتمر الذي انعقد على مدار يومين بمشاركة باحثين من مصر والسودان وليبيا والمغرب واليمن والسعودية والأردن والكويت خرج ببعض التوصيات أهمها إعادة النظر في مناهج مدارس اللغات ومراعاة إسهام اللغة العربية وضرورة اهتمام الحكومات بالترجمة وزيادة مساحة اللغة العربية في وسائل الإعلام وخاطبة أصحاب القرار بذلك كله. أما في الندوة التي نظمتها إدارة الجامعة عن " اللغة العربية وتحديات العصر " أوضح فاروق شوشة أمين عام مجمع اللغة العربية أن الدولة لا تمنح المجمع السلطات الكافية لإمضاء دوره في الحافظ عليها وأشار أن المجمع سيتقدم بطلب رسمي بتحرير المجمع من سلطة وزارة التعليم العالي إلى سلطة رئيس الوزراء مباشرة كما هو الحال في الجزائر والسودان وغيرهم . وندد طاهر أبو زيد الإعلامي القدير بالحالة التي وصلت إليها اللغة العربية في مجتمعنا المصري خاصة في وسائل الإعلام والتي حمل مسؤوليتها لشخصين، الثاني منهما هو مدرس اللغة العربية وأما الأول فهو شخص الرئيس مبارك. كما أشاد بدور سوريا ودول الخليج في الحفاظ على اللغة على عكس الدور المصري الذي وصفه بالمتخاذل. أما أحمد كشك عميد كلية دار العلوم فأكد بدوره أن هموم اللغة في مصر لا يحلها إلا القرار السياسي ، وأن تتوجه الدولة لهذه القضية كمشروع قومي ولا نكتفي بأن نخاطب الأشباح السياسية ولكن علينا العمل على الارتقاء بلغتنا بأنفسنا. وقد أكدد رؤساء جمعيات أهلية مثل جمعية العربية وجمعية تعريب العلوم وجمعة لسان العرب أن المؤسسات الرسمية تصدر على أضعاف اللغة العربية وحذروا من أن المجتمع قد يصبح في طريقة لغوية قريبا كما قدموا اقتراحا لميثاق شرف تحت رقابة اجتماعية لكل السياسيين الذين يتحدثون بلغة سيئة. وقد عول عبد الله التطاوي نائب رئيس الجماعة على قانون الجامعات الجديد الذي تعده الوزارة والذي أمل فيه أن يشمل على إصلاحات أوسع وفي السياق نفسه تقوم جمعية لسان العرب بعقد مؤتمر لها الشهر المقبل حول اللغة العربية والهوية وتقوم جمعية تعريب العوم بعقد مؤتمرها الثاني عشر في نفس السياق بعده بأيام.