بدأت اليوم أعمال المؤتمر العلمي الذي تنظمه كلية الإعلام بجامعة القاهرة تحت عنوان الإعلام واللغة العربية ويستمر لمدة ثلاثة أيام تحت رعاية الدكتور حسام كامل رئيس الجامعة. وذكرت الدكتورة ليلى عبد المجيد عميد الكلية بأن الإعلام بكافة أشكاله له دور كبير في التحديات التي تواجه المجتمع في ظل العولمة وعصر السماوات المفتوحة، مشيرة إلى وسائل الإعلام والاتصال العربية تحمل المسئولية في النهوض والمحافظة على اللغة العربية. وأرجعت اختيار اللغة العربية موضوعا للمؤتمر هذا العام إلى أن الاستعمال اللغوي في مجالات الإعلام المختلفة يتميز بخاصية مزدوجة تنفرد بها وسائل الإعلام إلى حد كبير حيث تربط الإعلام باللغة علاقة وظيفية تبادلية ذات تأثير مزدوج. ونوهت بأن المؤتمر بصدد إعداد ملخص حول أهم النتائج العليمة لإرسالها لكل الجهات في محاولة للاستجابة لهذه المحاولات العلمية الجادة، مشددة على أهمية دراسة المنظومة الإعلامية التربوية، ومنها جاءت فكرة الإعداد للمؤتمر لمواجهة تلك التحديات. واعتبرت أن اللغة العربية تواجه تحديات حقيقية، مشيرة إلى أن اللغة العربية ليست وسيلة اتصال فحسب، بل أيضا وعاء ثقافي وحضاري، ومنها كانت نظرة أشمل لهذا الموضوع في وسائل الإعلام التقليدية والجديدة. وأكدت على أهمية دراسة نقاط القوة والضعف في تشكيل الخطاب الإعلامي لتوصيل الرسائل الإعلامية إلى فئات مختلفة من الجمهور ويتأثر مستوى الأداء الإعلامي سلبا أو إيجابا بمستوى الأداء اللغوي، مستدلة بأنه " كلما كان الأداء اللغوي راقيا وسلميا ومبدعا، كانت مهمة توصيل الرسائل الإعلامية أكثر يسرا وأكثر تأثيرا في الجمهور المستهدف". وأشارت إلى أن هذه الندوات واللقاءات والمؤتمرات المتتالية دليل حيوية ونشاط، حيث تلتقي فيها النخبة من أساتذة اللغة العربية في مختلف فروعها وقادة الإعلام ليتعرفوا على نتاجهم بما يثري الحياة الثقافية، وليشتد عود اللغة العربية بما يقدم من بحوث ويعرض من دراسات في شتى أبوابها. واعتبرت الدكتورة ليلى عبد المجيد عميد الكلية - أن المؤتمر يناقش تساؤلين على الساحة حاليا أحدهما ما هو الوضع الراهن للغة العربية في وسائل الإعلام التقليدية والجديدة في ظل الانفتاح الإعلامي، والآخر ما هو السبيل للوصول إلى رؤية لمواجهة تلك التحديات في المستقبل. من جانبه، رأى محمد عبد المنعم رئيس مجلس إدارة ساقية الصاوي أن عدم اهتمام الأشخاص بعدم الاهتمام مخرج الألفاظ أحد أهم مشكلات اللغة العربية، معتبرا أن اللغة العربية سقطت سهوا دون عمد. وأشار إلى أن التراث الإنساني العربي قاد العالم إلى المدنية الحديثة، ومثلت الثقافة العربية تراث الثقافة العالمية فترة طويلة من التاريخ. وقال أن الأممالمتحدة رصدت أن الأمة العربية الوحيدة التي اخترت تعليم أبنائها لغة أخرى غير لغتها الأصلية.. داعيا إلى الإيمان بقواعد اللغة العربية وتعليمها بطريقة سهلة. ورصد عبد المنعم أخطاء شائعة في الصحف الصادرة باللغة العربية والمتواجدة في فنون الصحافة، مؤكدا أن هذا لا يليق بمكانة اللغة العربية. ونبه إلى الدور العظيم والواجب الثقيل والمسؤولية الكبيرة التي يحملها أساتذة اللغة، لأنهم حراس الكلمة العربية، والمدافعون عن وجودها الضروري.وأكدت ضرورة الاهتمام الجاد بالأبحاث العلمية والإبداع الثقافي والأدبي ونشره باللغة العربية لسد الفجوة بين العرب والعالم المتقدم والتي أصبحت تتسع يوما بعد الآخر . يشهد المؤتمر مشاركة واسعة من أساتذة الإعلام بالكلية وعدد من أساتذة اللغة العربية والباحثين المصريين والعرب من مختلف الجامعات، وتتضمن فعاليات المؤتمر ثلاث موائد مستديرة، وتعالج ثلاث قضايا تضم الدراما واللغة العربية والنوع الاجتماعي واللغة العربية والمدونات واللغة العربية.