فرت مئات الأسر من مدينة مايدوغوري، العاصمة الإقليمية لولاية "بورنو" شمال شرق نيجيريا، اليوم الأحد، في محاولة للتحرك إلى مناطق أكثر أمنًا، أو السفر إلى مدن أخرى بعد تعرض المدينة لهجوم من قبل مسلحي "بوكو حرام". وفي حديث لوكالة الأناضول، قال عبد الله لاوان، وهو أحد السكان المحليين: "لم أستطع الانتظار فترة أطول، لأنني كنت أدعو لكي يدخل المسلحون المدينة قبل بزوغ فجر اليوم (الأحد)". وأضاف: "هذا هو السبب في أنني خرجت مع عائلتي إلى وسط المدينة في وقت مبكر من صباح اليوم". وليل السبت الأحد، هاجم مسلحون من جماعة "بوكو حرام" قرية "نجيمتيلو"، التي تقع إلى الغرب من مايدوغوري، واشتبكوا مع قوات الأمن التي حاولت صد الهجوم. وأشار "لاوان" إلى أن مئات من الناس الذين يعيشون في اثنين من القرى الرئيسية فروا من المنطقة. وأفاد مراسل وكالة الأناضول في مايدوغوري، أنه رأى بعض السكان الفارين، الذين كانت تبدو عليهم أمارات القلق، قرب منطقة مكتب البريد في وسط المدينة، يهرعون لركوب دراجة بخارية ثلاثة العجلات (وسيلة مواصلات محلية). وخلت شوارع مايدوغوري من المارة، حيث انتشرت عناصر قوات الأمن لحراسة نقاط التفتيش العسكرية، وأمرت السكان بالبقاء في منازلهم. وفي حديث لمراسل لوكالة الأناضول الذي حاول التحرك للقيام بجولة في المدينة لاستقصاء الوضع، قال أحد جنود الجيش: "لقد صدرت إلينا الأوامر بإغلاق الطرق كافة بسبب وجود مشكلة في مكان ما في المدينة، ورجالنا يقاتلون الإرهابيين". وفي وقت سابق اليوم، أعلن الجيش النيجيري فرض حظر التجول على مدينة مايدوغوري، وحث جميع المقيمين فيها على التعاون. وفي تصريح لوكالة الأناضول، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع كريس أولوكولادي: "فرض حظر تجول على مايدوغوري يسري على الفور حتى إشعار آخر حيث بدأت ملاحقة الارهابيين المنسحبين". وأضاف: "صدت القوات هجوما متزامنا على مونغونو ومايدوغوري من قبل الإرهابيين، في إطار تنسيق العمليات الجوية والبرية". وقامت "بوكو حرام" بمحاولات متكررة لغزو "مايدوغوري"، منشأ الجماعة، كان آخرها في شهر ديسمبر/ كانون الأول عام 2013، حيث شن المسلحون هجوما على قاعدة للجيش والقوات الجوية، ما أسفر عن مقتل 24 شخصا على الاقل بينهم عسكريين. وفي مقابلة مع وكالة الأناضول، في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، أوضح بولاما مالي غوبيو، المتحدث باسم منتدى حكماء ولاية "بورنو"، أن "الأهمية التجارية لمايدوغوري تكمن في أنها طريق رئيسي للتجارة عبر الصحراء وصولا إلى مالي والمغرب والسعودية". وأضاف: "حتى اليوم، تصل معظم المنتجات النيجيرية إلى بعض الدول الأفريقية مثل النيجر وتشاد والكاميرون وجمهورية أفريقيا الوسطى عبر بورنو"، وبالتالي فإن سقوط المدينة في أيدي المتمردين يمثل ضربة اقتصادية ضخمة. ومنذ مايو/ آيار من العام الماضي، أعلنت الحكومة النيجيرية حالة الطوارئ في ولايات "بورنو"، و"يوبي"، و"أداماوا" في شمال شرقي البلاد، بهدف الحد من خطر "بوكو حرام". وخلال الأشهر الأخيرة، سيطرت جماعة "بوكو حرام" على العديد من البلدات والقرى في الولايات الواقعة في شمال شرق البلاد، معلنة إياها جزءا من "الخلافة الإسلامية". وقتل وجرح آلاف النيجيريين منذ بدأت "بوكو حرام" حملتها العنيفة في عام 2009 بعد وفاة زعيمها محمد يوسف، أثناء احتجازه لدى الشرطة. ويلقى باللائمة على الجماعة في تدمير البنية التحتية ومرافق عامة وخاصة، إلى جانب تشريد 6 ملايين نيجيري على الأقل منذ ذلك التاريخ. وبلغة قبائل "الهوسا" المنتشرة في شمالينيجيريا، تعني "بوكو حرام"، "التعليم الغربي حرام"، وهي جماعة نيجيرية مسلحة، تأسست في يناير/ كانون الثاني 2002، على يد محمد يوسف، وتقول إنها تطالب بتطبيق الشريعة الإسلامية في جميع ولايات نيجيريا، حتى الجنوبية ذات الأغلبية المسيحية.