ربما يؤدى المواطنون فى بلدة بني وليد المعزولون عن العالم الخارجى والمتخوفون من التعرض للهجوم من معارضين سابقين، دور المضيف لمعمر القذافي، لكنهم قد يكونون على استعداد أيضا للتفاوض مع حكام ليبيا الجدد. وقال ليبي من تلك البلدة الصحراوية والمعروف جيدا لصحفيي رويترز اليوم "الجمعة": إنه كان على اتصال متقطع هذا الأسبوع مع أشخاص في بني وليد التي يركز فيها القادة العسكريون للحكومة الانتقالية بحثهم عن القذافي. وقال المصدر الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته خوفا من تعريض نفسه أو المقربين منه للخطر "أعرف أنه قبل شهرين أقام معظم أفراد العائلة والأطفال الصغار في بني وليد." وأضاف أنه ليس متأكدا لكنه يميل إلى الاتفاق مع مسئولي المجلس الوطني الانتقالي الذين أعربوا عن اعتقادهم بأن القذافي موجود مع ابنه سيف الإسلام ويخططان لشن هجوم مضاد من بني وليد التي تبعد نحو 150 كيلومترا جنوب شرقي طرابلس. وقال "لا أعرف إن كان سيف أو أبوه هناك.. هذا محتمل جدا." وبني وليد بالإضافة إلى سرت الواقعة على ساحل البحر المتوسط وسبها في عمق الصحراء تعد الجيوب الرئيسية الباقية غير الخاضعة لسيطرة قوات المجلس الوطني الانتقالي التي طردت القذافي من مقره في طرابلس الأسبوع الماضي. وفرت زوجة القذافي وثلاثة من أبنائه إلى جنوبالجزائر يوم الاثنين. وقال المصدر: إن زعماء القبائل في بني وليد عقدوا اجتماعا يوم الخميس اتفقوا فيه على أنهم سيسمحون لقوات المجلس الوطني الانتقالي بدخول المنطقة إذا كانت تتألف من مقاتلين تربطهم علاقات أسرية بالبلدة. وأضاف أنهم يعتزمون إبلاغ المجلس الوطني بذلك. وأثار وقوف كثير من رجال بني وليد في صف القذافي خلال حصار مدينة مصراتة الساحلية هذا العام مشاعر العداء، وأصبح السكان في الصحراء يخشون الآن من انتقام مقاتلي المجلس الانتقالي المنتصرين. وقال المصدر إن المواطنين في بني وليد أبلغوه بأنهم يعيشون بلا كهرباء أو مياه. وأضاف أيضا أن البلدة تعرضت لغارة جوية شنها حلف شمال الأطلسي في الأيام القليلة الماضية. وأضاف "قتلت الغارة عائلة بأكملها.. إنها عائلة أعرفها شخصيا." ولم يقدر عدد المقاتلين الموالين للقذافي في المنطقة. لكنه وصف معظمهم بأنهم مسلحون متطوعون على استعداد لقتال أي قوات تحاول دخول البلدة بدون الموافقة على الشرط الخاص بأصولهم. وقال إن بعض ضباط الجيش الموالين للقذافي لا يزالون في بني وليد.