منذ الإعلان عن حمل الأميرة "كيكو" زوجة شقيق ولي العهد الياباني وظهور آمال بولادة وريث ذكر لعرش اليابان تدور تكهنات حول مستقبل الاميرة "ماساكو" زوجة ولي العهد "ناروهيتو" التي تتعرض لضغوط كبرى بسبب عدم انجابها وريثا ذكرا. ومن المتوقع ان تضع الاميرة كيكو زوجة الامير اكيشينو الشقيق الاصغر لولي العهد مولودها في الخريف المقبل. واذا انجبت الاميرة كيكو مولودا ذكرا فانه سيكون الثالث في ترتيب اعتلاء العرش بعد عمه ولي العهد الامير ناروهيتو (45 عاما) ووالده اكيشينو (40 عاما). وكان لإعلان نبأ حمل الاميرة كيكو وقعا كبيرا وارغم رئيس الوزراء الياباني جونيشيرو كويزومي على العدول عن مشروعه السماح لنساء باعتلاء عرش اليابان من اجل حل ازمة الخلافة. وفي الواقع لم يولد اي وريث ذكر للعائلة الامبراطورية منذ 40 عاما ما اثار تساؤلات في اليابان وشكوكا حول استمرارية اقدم سلالة ملكية في العالم (تعود الى 2600 سنة). وقال اكيرا هاشيموتو زميل الدراسة السابق للامبراطور اكيهيتو "اذا تم ابقاء قانون الخلافة الذي يسمح للذكور فقط باعتلاء العرش على حاله فان ولادة صبي ستعني ان عائلة الامير اكيشينو ستحظى باولوية في ترتيب الخلافة". واكد هاشيموتو ان "هذا الوضع سيكون وضعاً لا يحتمل بالنسبة لماساكو التي قد ينظر اليها على انها "بدون فائدة" او "غير قادرة" على تولي دور زوجة ولي العهد". واعتبر انه لن يكون بالتالي لدى الاميرة ماساكو من خيار اخر سوى "محاولة انجاب طفل اخر". واضاف "اذا لم تشأ القيام بذلك اعتبر انه عليها الطلاق" لافساح المجال امام ولي العرش بان ينجب اطفالا من امراة اخرى. واذا كانت الصحافة اثارت شائعة حول احتمال الطلاق فان السلطات نفت ذلك رسميا. وليس هناك من شكوك بان ماساكو الدبلوماسية السابقة اللامعة تعرضت لضغوط نفسية كبرى لانجاب وريث ذكر. وبعدما اجهضت عام 1999 اصيبت ماساكو بانهيار عصبي وصل الى حد اضطرارها للتخلي عن واجباتها العامة والابتعاد عن الانظار حتى العام 2003 لكنها لا تزال تواجه صعوبة في التعافي كليا. وقد انجبت ابنتها ايكو عام 2001. وقد اثار زوجها ولي العهد بلبلة في مايو 2004 حين اتهم قسم المراسم في القصر الامبراطوري بانه تسبب في كبت شخصية زوجته. من جهتها عبرت وسائل الاعلام تارة عن تعاطف وطورا عن نفاد صبر بخصوص صحة الاميرة ماساكو. وعبرت اسبوعية "شوكان شينكو" الشعبية عن اعتقادها بان الاميرة ماسكو تحضر لعودة "مدوية" عبر التخطيط لانجاب طفل ثان. لكن المجلة استهجنت "انانية" الاميرة ماساكو عبر احصاء لائحة بالانشطة الخاصة التي تقوم بها على حساب مهامها الرسمية. وفي المقابل تشيد الصحافة اليابانية بالاميرة كيكو التي وصفتها بانها "لطيفة وقد تكيفت تماما مع حياة القصر الامبراطوري". واذا انجبت الاميرة كيكو مولودا ذكرا فمن المرجح ان يبدي الناس تعاطفا محرجا حيال ماساكو التي ستصبح في التراتبية الثانية خلف الاميرة كيكو التي ستحظى باعجاب لانها منحت الامة وريثا ذكرا كما توقعت طبيبة النفس هيروكو ميزوشيما. وقالت ميزوشيما "هذا الوضع يثير اسئلة في مجال حقوق المرأة. اذا اعتبرنا ان العائلة الامبراطورية تلعب دور "رمز" الدولة فعليها ان تعطي النموذج في هذا المجال وكذلك في طريقتها في التعامل مع الامراض النفسية". ويرى المتخصص في شؤون الملكية هيروشي تاكاهاشي ان ماساكو لا تزال تواجه صعوبات في التأقلم مع دورها كاميرة في القصر الامبراطوري وهو الدور الذي يرتكز على نكران الذات والحرص على خير الشعب. وقال ان "لدى اليابانيين نزعة لاضفاء طابع شبه الهي على العائلة الامبراطورية. وهذه السلطة لا يمكن ان تكون شرعية الا اذا كانت بعيدة عن الفضائح".