أقدم تنظيم داعش، اليوم الخميس، على إعدام 57 مواطناً مدنيا في قضاء سنجار 120 كم غرب الموصل، بينهم امام جامع الموصل الكبير، حسب وزارة حقوق الإنسان العراقية. وقالت الوزارة في بيان وصلت نسخة منه إلى "الأناضول" إن "عصابات داعش الإرهابية قتلت 57 مواطناً من أبناء عشيرة البومتيوت في قضاء سنجار بمحافظة الموصل"، لافتة إلى أن "إمام جامع الموصل الكبير الشيخ أيوب عبد الوهاب من بين المواطنين الذين تم قتلهم"، دون أن يتسنى التأكد من ذلك من مصدر مستقل. وأوضحت الوزارة أن "الامام تم رميه بالرصاص أمام حشد من الناس لرفضه فكر ونهج تلك العصابات الإرهابية". ولم تذكر الوزارة في بيانها معلومات عن باقي المواطنين الذين تم اعدامهم، إلا أن ناشطا إعلاميا في الموصل، قال لوكالة الاناضول، طالبا عدم ذكر اسمه إن "جميع الضحايا الذين تم اعدامهم ما عدا الامام كانوا ضباطا وعناصر من الشرطة والجيش"، موضحا "أنهم كانوا قد أعلنوا التوبة لتنظيم داعش بعد سقوط المدينة بيد التنظيم في العاشر من شهر (يونيو)حزيران الماضي". وتابع أن "التنظيم كان قد أعلن قبل أيام أنه سينفذ حكم الإعدام بحق هؤلاء،" موضحا "أنهم ينتمون إلى عشيرة البومتيوت العربية، التي تقطن قرى بين أقضية سنجار والبعاج وتلعفر غرب الموصل". وفي سياق آخر، قالت وزارة حقوق الانسان في بيان منفصل، إن "مئات المواطنين الايزيديين الذين قامت عصابات داعش الإرهابية باختطافهم منذ أكثر من ستة أشهر يعيشون ظروفاً مأساوية مما ادى إلى اصابتهم بالعديد من الأمراض". وبينت أن "العصابات الإرهابية وخلال اليومين الماضيين اضطرت إلى اخراج نحو مائتين من هؤلاء المحتجزين المرضى، وغالبيتهم من النساء المسنات والاطفال وتركتهم على الحدود المحاذية لمحافظة كركوك في العراء ليلاقوا مصيرهم هناك"، لافتة إلى أن "من بين هؤلاء أطفال عمدت العصابات الارهابية على عزلهم عن امهاتهم وهم يعيشون حالة صحية يرثى لها". وقبل أيام أعلن العميد سرحد قادر، مدير شرطة الأقضية والنواحي في محافظة كركوك، شمالي البلاد ، وصول حوالي 250 إيزيديا مختطفا لدى "داعش" إلى المناطق الخاضعة لسيطرة البيشمركة في المحافظة. وكان تنظيم داعش سبق أن سيطر على معظم أجزاء قضاء سنجار( 124 كم غرب الموصل)، والذي يقطنه أغلبية من الأكراد الإيزيديين في الثالث من آب/أغسطس 2014، فيما تمكنت قوات البيشمركة من تحرير الأجزاء الشمالية منه قبل نحو 3 أسابيع، فيما تتحدث تقارير صحفية وناشطين إيزيديين عن قيام التنظيم بارتكاب جرائم، قتل وخطف لآلاف الإيزيديين المدنيين. والإيزيديون هم مجموعة دينية يعيش أغلب أفرادها قرب الموصل ومنطقة جبال سنجار في العراق، ويقدر عددهم بنحو 600 ألف نسمة، وتعيش مجموعات أصغر في تركيا، وسوريا، وإيران، وجورجيا، وأرمينيا. وتعد الديانة الإيزيدية من الديانات الكردية القديمة، وتتلى جميع نصوصها في مناسباتهم وطقوسهم الدينية باللغة الكردية. من جانب آخر، دعا رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، اليوم الخميس، دول التحالف الدولي إلى "تدريب وتسليح القوات العراقية لتعزيز قدراتها العسكرية" في الحرب ضد تنظيم "داعش" فضلا عن "تكثيف الغارات الجوية ضد المتشددين". وقال العبادي في كلمته خلال الاجتماع المصغر للتحالف الدولي في لندن إن "بغداد كانت مهددة من داعش قبل ستة أشهر ولكن العراقيين حققوا الانتصارات وهزموا هذا التنظيم الارهابي وطردوه من العديد من المناطق التي احتلها". وأضاف، بحسب بيان لمكتبه تلقت الأناضول نسخة منه، أن دور التحالف الدولي الذي يشن غارات جوية ضد أهداف المتشددين في العراق منذ آب الماضي "مهم". ودعا رئيس وزراء العراق التحالف الى "زيادة الضربات الجوية وتسليح وتدريب قواتنا بالإضافة إلى المساعدات المالية لدفع تكلفة الحرب وهزم عصابات داعش". واعتبر أن "الموصل التي احتلت من قبل داعش تعيش ظروفاً بائسة وتنظيم داعش يبيع النساء ويرجم المواطنين ولا توجد خدمات صحية أو ماء"، مبيناً أن "ذلك يتطلب المزيد من الدعم في مجال الدعم الاستخباري والتدريب والتسليح والمعدات لتحرير المدينة". وقال العبادي إن "العراق يريد أن يطرد تنظيم داعش الارهابي ويحرر مناطقه قبل ان يتوسع نشاط هذا التنظيم الإرهابي الى دول أخرى". ويعقد الاجتماع المصغر للتحالف بناء على دعوة من لندن وواشنطن، ويبحث المشاركون مسار العمليات العسكرية الجارية ضد التنظيم الذي أثار تمدده في العراق وسوريا مخاوف إقليمية ودولية واسعة. ويشارك في الاجتماع وزراء خارجية 20 دولة، بينها الدول العربية المشاركة في التحالف. وتتمحور النقاشات حول مدى التقدم الذي أحرزه التحالف الدولي في محاربة "داعش" الذي يسيطر منذ منتصف العام الماضي على أنحاء واسعة في العراق وسوريا. وتقود الولاياتالمتحدة التحالف الذي يتألف من دول غربية وعربية ويشن غارات جوية على أهداف متشددي "داعش" في العراق وسوريا. وتستهدف الغارات في الأساس ضرب القوة الهجومية لمقاتلي داعش لإضعاف التنظيم تمهيدا للقضاء عليه من قبل قوات محلية في البلدين الجارين. ويعتمد التحالف على قوات الحكومة العراقية والبيشمركة الكردية للقضاء على مسلحي داعش بينما يعمل التحالف على إعداد قوات من المعارضة السورية المعتدلة لتولي هذه المهمة التي من الممكن ان تستمر لسنوات. وكانت دول التحالف قد عقدت اجتماعا واسعا في مطلع كانون الاول الماضي، في مقر حلف شمال الأطلسي في بروكسل. وشارك في الاجتماع 60 دولة.