أعرب الكاردينال أنطونيوس نجيب، بطريرك الإسكندرية للأقباط الكاثوليك عن قلقه إزاء الوضع في مصر بعد ثورة 25 يناير فيما يتعلق بحقوق الأقليات، ومن إمكانية تحول مصر إلى دولة "دينية". وأضاف في لقاء ريميني بإيطاليا الذي انعقد خلال الفترة من 21 إلى 27 أغسطس خلال مشاركته في طاولة مستديرة حول تجربة بين الأديان والثقافات عاشها بالقاهرة، إنه "منذ بداية الثورة في 25 يناير، حدثت تغيرات إيجابية، لكنها لم تشمل الأساس: ففي نهاية المطاف، وبعيداً عن الأعلى مقاما الذين ابتعدوا عن السلطة، المسئولون ما يزالون هم أنفسهم". وأشار إلى أنه "في الأسابيع الأولى التي تلت الثورة، "تغيرت أمور كثيرة. ومن ثم تجددت الاعتداءات وأعمال العنف والإجرام المرتكبة بحق المسيحيين والكنائس"، على حد قوله، وتابع: "لذا فنحن قلقون على أمن مصر جمعاء لأن البلاد تعيش فترة انعدام أمن خطير. القوات المسلحة تبذل جهودًا كبيرة لكنها لا تنجح في إنهاء الأعمال التخريبية المرتكبة يوميًا في عدة أماكن". وأعرب عن توقعه بأنه "سيكون للقوى الإسلامية بالطبع حضور قوي في البرلمان المقبل وهذا طبيعي لأنه يجب الاعتراف بقوتها السياسية على قاعدة إجماع ديمقراطي"، وقال إن الإسلاميين "يستطيعون الوصول إلى الأكثرية" لكنه عبر عن خشيته من أن يفرضوا حال وصولهم إلى السلطة "نموذج دولة دينية إسلامية". ودعا إلى دولة مدنية ديمقراطية وهي الرؤية التي كانت سائدة في بداية الثورة" ولاحقًا، تمكنت جماعات إسلامية ذات رؤى قائمة على الشريعة الإسلامية من السيادة تدريجيًا، مؤكدًا أن مصر تتطلع إلي نموذجها الخاص لدولة حديثة لا تقوم على الانتماء الديني بل على القانون وفكرة المواطنة، والمساواة، معتبرا أن "هذا فكر النخبة لا أغلبية الشعب المصري وسيكون من الصعب تحقيقه". ويعقد لقاء مدينة ريميني الإيطالية سنويًا تحت عنوان "لقاء الصداقة بين الشعوب" منذ عام 1980 بمشاركة رجال الدين والفكر والثقافة للتقريب بين الشعوب والثقافات. وفي إطار الدورة الحالية تم تخصيص جلسة كاملة لمصر عنوانها "الجمال فضاء الحوار" شارك فيها الكاردينال أنطونيوس نجيب، بطريرك الإسكندرية للأقباط الكاثوليك والأنبا أرميا، سكرتير بطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية شنودة الثالث، ورئيس جامعة الأزهر أسامة العبد وشخصيات مصرية أخرى. وخلال اللقاء عرض رئيس جامعة الأزهر وثيقة الأزهر التي تؤكد على الدولة المصرية الوطنية القائمة على الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان كاملة دون تفرقة بين المواطنين على أساس ديني أو غيره . وحول العلاقة بين المسلمين والمسيحيين في مصر، وصفها العبد في تصريحات لراديو الفاتيكان بأنها "علاقة وطيدة يسجلها التاريخ من زمن بعيد. فالإخوة المسلمون والمسيحيون يربطهم رباط قوي هو رباط الوطنية في داخل مصر، يحمون مصر وتحميهم مصر، حتى وإن اختلفوا في بعض الأشياء، إلا إن الأصل في العلاقة أنها علاقة قائمة على المودة والمحبة"، مضيفًا: "لا فرق بين مسيحي أو مسلم على الإطلاق".