بعد أن كان مجرد شراب محلي، يشتهر لدى الكبار والصغار في المناطق الريفية، يبدو أن نبيذ النخيل لفت انتباه ساكني المدن في أجزاء كثيرة من نيجيريا، وخاصة في الجنوب. ولأنه شراب حلو المذاق، غير ضار على ما يبدو، ولكن مسكر بشدة، أصبح نبيذ النخيل الشراب المفضل في اللقاءات الاجتماعية والتقليدية، بل وينافس المشروبات الأخرى التي تقدم إلى الضيوف. نخيل النبيذ، وعندما يختمر، هو مشروب كحولي يصنع من عصارة مختلف أنواع أشجار النخيل مثل بالميرا، ونخيل البلح، ونخيل جوز الهند، ويقدم باردا في العديد من أماكن (مطاعم ومقاهي) الاسترخاء. ويُسمى نبيذ النخيل بأسماء متباينة لدى مختلف العرقيات في نيجيريا، حيث يعرف باسم "إيمو" أو "أوغورو" بين قبائل يوروبا التي تقطن الجنوب الغربي، و"أوكوت ممونغ" بين قبائل أنانغ في ولاية "أكوا أيبوم" (جنوب)، ويسمى "ممانيا" بين قبائل إيغبو، و"غايا" في لهجة قبائل الهوسا. وفي حديث لوكالة الأناضول قال "أوديون أوكبي"، وهو جامع ثمار: "عادة، ما يتم استخلاص (العصارة) ويتم جمعها من قبل جامع (ثمار النخيل)"،موضحًاأنه "عادة، يتم استخلاص العصارة من أجزاء مقطوعة من شجرة النخيل". ويتم تثبيت وعاء، أو "أغبي" بلهجة قبائل "يوروبا" المحلية، فوق جذع شجرة من أجل استخلاص العصارة. وإلى جانب تسلق جامع الثمار الأشجار لجمع ثمار النبيذ، تعتمد الطريقة الأخرى على قطع الشجرة تماما، يعقب ذلك إضرام النار في نهايتها المقطوعة لتسريع جمع الشراب التي تكون حلوة للغاية وخالية من الكحول قبل تخميرها. "ويتناول الكثيرون هذا الشراب خام"، بحسب "أوكبي" الذي أوضح أنه "في هذه المرحلة، يكون خاليا من الكحول، ويمكن تناول عدة رشفات منه دون الوصول لحالة السكر". ويعتبر "كيغيتا كلوب"، وهي حركة اجتماعية ثقافية شعبية للطلاب، أنشئت في الستينيات في العديد من مؤسسات التعليم العالي النيجيرية، نبيذ النخيل مشروبا رسميا، وتتخذ شجرة النخيل شعارا لها. وفي حديث لوكالة الأناضول قال موغاجي أوموديل وهو أحد أعضاء حركة "كيغيتا" في جامعة ولاية لاغوس: "نرى نبيذ النخيل مشروبا أفريقيا تقليديا". وأضاف: "هو ما نشربه، وأعضاؤنا، يتم تشجيعهم حتى بعد التخرج، على جعله الشراب الرسمي"، معتبرا أنها "وسيلة لترويج أفريقيا للأفارقة". وفي بعض أماكن الاسترخاء في لاغوس، أكثر مدن نيجيريا اكتظاظا بالسكان، تباع زجاجة نبيذ النخيل 150 سنتيليتر، (واحد على 100 من اللتر) مقابل 1.1 دولار أو أعلى، اعتمادا على أي منطقة من المدينة التجارية يباع فيها الشراب، ولمن. وفي الوقت ذاته يعتقد بعض الناس أنه المشروب له فوائد طبية، حيث تنقع العديد من الأعشاب المحلية مع نبيذ النخيل وتؤخذ بجرعة محددة. وفي حديث لوكالة الأناضول قال "سيغون أوغونويل"، وهو مهندس مدني: "اعتدت شرب البيرة والمشروبات المخمرة الأخرى من قبل، ولكن المخاوف من مرض السكري والأمراض المرتبطة بها جعلتني اختار نبيذ النخيل وهو مشروب طبيعي". ولكن "لقمان كريم"، وهو طبيب، يصنف نبيذ النخيل باعتباره مشروب كحولي ربما يسبب استهلاكه بإفراط نفس الأخطار التي ربما يحذر منها الخبراء الطبيون. وقال كريم في حديث لوكالة الأناضول: "نعم المشروب له فائدة الطبية ولكن الناس يجب أن يكونوا حذرين حول ما نعنيه بهذا الشأن لأنه حتى الماء له قيمة طبية". وأوضح كريم أن "ما تقوله الدوريات (الطبية) الرسمية هو أن الاستهلاك المعتدل للكحول له قيمة طبية، ويساعد القلب نوعا ما". وتابع: "لكن لأن معظم الناس، والناس العاديون، لا يمكنهم تحديد ما هي الكمية المعتدل يقال عادة أن الناس يجب أن يتجنبوه (تعاطي الكحوليات)". وأشار الطبيب إلى أن "استهلاك الكحول، مثل نبيذ النخيل، له آثار نفسية تتراوح بين الإثارة، الشعور بالنشاط والخفة والنشوة". "عادة، ما يتم كبح جماح النفس البشرة بالقيم الأخلاقية أو الدينية، ولكن المرء يتخلى عن ضبط النفس عندما يتعاطى الكحول، ومن بينها نبيذ النخيل، إلى حد الثمالة".