ال 70 ألف وثيقة جديدة التي كشف عنها موقع «ويكيليكس»، الشهير أمس الاول الجمعة والتي من بينها 4 آلاف وثيقة مرسلة من السفارة الامريكية في تل أبيب الى واشنطن، يهمني منها برقية واحدة فقط نشرها موقع «أخبار مصر» الرسمي، وتداولتها الوكالات وارجو ان تنتبهوا لها جيدا، تقول الوثيقة: «اقترح وزير الخارجية الاسرائيلي الحالي أفيجدور ليبرمان في اجتماع مع السفير الامريكي في تل أبيب ريتشارد جونز عام 2006 – وكان ليبرمان وقتها رئيسا لحزب (إسرائيل بيتنا) فقط ولم يكن قد اصبح وزيرا للخارجية بعد –، اقترح حل مشكلة اسرائيل مع غزة عن طريق اعادة ترسيم الحدود.. و(اقتطاع جزء من أرض سيناء) واعطائه للفلسطينيين، مؤكدا ان مصر يجب ان تشارك فعليا في تسوية القضية الفلسطينية، واشارت البرقية نفسها الى ان ليبرمان يعتقد بضرورة الفصل بين اليهود و(عرب إسرائيل) فهو امر حيوي لضمان أمن اسرائيل والحفاظ على الهوية الدينية اليهودية للمجتمع. وشدد وزير الخارجية الاسرائيلي – فض فوه – على ان يتم ذلك عن طريق التفاوض مع مصر ودفعها لتكون جزءا من حل النزاع الاقليمي بالتنازل عن بعض اراضيها في سيناء لصالح قطاع غزة المكتظ بالسكان حسب تعبيره». الله أكبر.. وظهر الحق.. فقبل يوم واحد من تسريب الوثائق، أي يوم الخميس 25 الجاري، نشرت في هذا المكان، زاوية «طيب»، مقالا بعنوان «خنجر إسرائيل»، وهو طبعا مرسل للصحيفة قبل يوم من الصدور أي يوم الاربعاء، فمقال «طيب» ينشر في 3 صحف يومية مطبوعة هي: نهضة مصر، «الوطن» الكويتية، والوطن دايلي باللغة الانجليزية، اضافة لصحيفة «المصريون» العزيزة وباقي المواقع الالكترونية، وذكرت في المقال حرفيا: (.. فكروا معي كيف استقر الفلسطينيون في الاردن، والضفة الغربية، واصبح وجودهم امرا واقعا؟ ولماذا يحاصر الاسرائيليون قطاع غزة بالاسوار، ويضغطون على اهله بالعمليات العسكرية المتتالية؟ وهل من قبيل المصادفة ان تكون الكثافة السكانية في القطاع واحدة من اعلى الكثافات في العالم؟ وأين سيتوسع سكان «غزة» بعد ان ينفجر الوضع السكاني؟ هل سيزيحون الجدار ويتوسعون سكانيا باتجاه اسرائيل مثلا؟ هل ترون في الجوار أي مساحات شاسعة خالية من السكان ومفرغة من الدفاعات العسكرية يمكن لاسرائيل احتلالها واجتياحها خلال ساعات، و«اهداء» اجزاء منها ل«الاخوة» الفلسطينيين «المزنوقين» في غزة، ليضربوا عدة عصافير بحجر واحد؟. هل «شطحت» بعيدا؟!.. عفوا تحملوني.. يمكن «تخاريف صائم» بسبب انخفاض «السكر»!!) وفوجئت عقب نشر المقال برسائل وتعليقات تستنكر هذا «التفكير» المتطرف، والدفع باتجاه الصدام مع اسرائيل دون داع وأعدت القراءة فلم أجد أي دفع للصدام!!، وان مثل هذه الافكار تسيء للعلاقات مع «الاشقاء» الفلسطينيين، واستشاط بعض الاخوة «الزلمات» على المواقع الفلسطينية غضبا، واتهموني بالوقيعة بين الشعبين الشقيقين. وترك البعض كل التحذيرات التي جاءت في المقال، وعابوا التعبير المصري الدارج «تخاريف صائم»!!. ولكل هؤلاء أقول.. أفيقوا.. قبل ان تأخذ غفلتنا ما تبقى لنا من عزة وكرامة.. وفي عالم السياسة «القذرة» كل شيء مباح. وارجو ان يكون في وثيقة ويكيليكس الرد الشافي. حفظ الله مصر وشعبها وارضها من كيد الكائدين.. ومكر الماكرين. حسام فتحي [email protected] twitter@hossamfathy66