قال تقرير اقتصادي إن قيمة الطروحات الأولية "الاكتتابات" في أسواق منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ارتفعت خلال عام 2014 إلى 11 مليار دولار عبر 27 صفقة اكتتاب بزيادة 266% مقارنة بعام 2013 الذى حقق 3 مليار دولار من 25 اكتتاب . وأضاف التقرير الصادر عن مؤسسة "إرنست آند يونغ"، والذى أطلق من دبى اليوم الاثنين، والذى حصلت وكالة الأناضول على نسخه منه، أن عام 2014 شهد أعلى قيمة للاكتتابات منذ عام 2008، الذي بلغت فيه قيمة الاكتتابات 13.2 مليار دولار. وقال فِل غاندير، رئيس خدمات استشارات الصفقات في "إرنست آند يونغ" لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في تقرير الشركة، إنه وعلى الرغم من التحسن الكبير في اكتتابات عام 2014، فقد آثرت العديد من الشركات تأجيل أو إلغاء خططها بطرح أسهمها للاكتتاب في الربع الرابع بسبب تراجع أسعار النفط، مشيرا إلى أنه بالرغم من وجود خطط للاكتتابات العامة لعام 2015، تتبنى الشركات نهج الانتظار والترقب حتى استقرار الأسواق. وفقدت أسعار النفط نحو 50% من قيمتها منذ يونيو / حزيران 2014، فيما اقتربت الأسعار خلال الأسبوع الماضي من أدنى مستوياتها في 6 سنوات. وأضاف غاندير:" الاهتمام بطرح الأسهم للاكتتاب لا يزال موجوداً، إلا أن الشركات تراقب الأسواق عن كثب، في انتظار الفرصة المناسبة للقيام بذلك". وقال تقرير إرنست آند يونج إن انخفاض أسعار النفط أدى إلى تخوف المستثمرين الإقليميين والدوليين من تقليص الإنفاق الحكومي على البنية التحتية والتعليم والرعاية الصحية في المستقبل، وهذا من شأنه أن يؤثر على شركات هذه القطاعات على المدى القصير، مشيرا إلى أن المستثمرين سيكونوا حذرين في الاتجاه للتمويل عبر الاكتتابات في الربع الأول لعام 2015. ولفت التقرير إلى أن ميزانيات عام 2015 المُعلنة لدول مجلس التعاون الخليجي ذات طبيعة توسعية، لتغطية حاجات غير أساسية قد تطرأ لاحقاً، مشيرا إلى أن الاحتياطيات المالية لبعض الدول في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا مثل الكويت والإمارات العربية المتحدة وقطر والمملكة العربية السعودية، يمكن أن تغطي العجز في الميزانيات الحكومية في المستقبل المنظور. وقال غاندير إن الشركات الإقليمية ستواصل تحليل الأسواق بانتظار استقرار تقلبات أسعار النفط قبل أن تتمكن من طرح اكتتاباتها، مشيرا إلى أن أساسيات السوق لا تزال ايجابية ومع ذلك، فمن المتوقع أن تقود التطورات على صعيد الإصلاحات التنظيمية نمو الاكتتابات في الربع الأول من 2015، وتحقيق سيولة جديدة في المنطقة. وأضاف غاندير أن هناك عدد متزايد من الحكومات الإقليمية التي تتطلع إلى تنويع اقتصاداتها، مما سيشجع الشركات في القطاع غير النفطي على التوسع من خلال الاكتتابات. وقال تقرير المؤسسة إن المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة كانتا أكثر أسواق الاكتتابات نشاطاً في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في عام 2014، مع تسجيل اكتتابات بقيمة حوالي 10 مليار دولار في كلا السوقين. وأضاف التقرير أن قطاع التصنيع كان الأكثر نشاطاً في سوق الاكتتابات خلال عام 2014، حيث استحوذ على 5 اكتتابات، يليه كل من قطاع العقارات، والأغذية والمشروبات، والنفط والغاز بثلاثة اكتتابات لكل منها. ولفت التقرير إلى أن سوق الاكتتابات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا سجل نشاطاً مرتفعاً خلال الربع الأخير من عام 2014، مسجلاً 8 صفقات بلغت قيمتها 7.4 مليار دولار. ولفت التقرير إلى أن الربع الرابع من 2014 شهد أكبر اكتتاب في تاريخ المنطقة وثاني أكبر اكتتاب على مستوى العالم في 2014 وهو اكتتاب البنك الأهلي التجاري (NCB)، أكبر بنك في السعودية من حيث حجم الأصول، لتبلغ تغطية الاكتتاب في أسهم البنك الأهلي التجاري المطروحة 23 مرة قبيل انتهاء الاكتتاب في نوفمبر / تشرين الثاني عام 2014، وليمثل هذا الاكتتاب الصفقة الوحيدة في قطاع الخدمات المالية هذا العام.