ذكرت تقارير صحفية إسرائيلية، أن النتائج الأولية للتحقيقات بشأن واقعة قتل الجنود المصريين على الحدود نهاية الأسبوع الماضي تبرئ إسرائيل في الهجوم الذي أدى إلى مقتل ضابط وأربعة جنود خلال ملاحقة مسلحين في أعقاب هجمات إيلات، وأنها بذلت كل ما بوسعها لتفادي إطلاق النار عليهم، وقد تم إبلاغ مصر بذلك خلال زيارة قام بها مسئول عسكري إلى القاهرة. وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الأربعاء، إن تفاصيل التحقيق بشأن الحادث الذي أجراه اللواء أمير اشيل رئيس هيئة التخطيط برئاسة هيئة الأركان الإسرائيلية والتي عرضها على المسئولين في مصر خلال زيارة عاجلة قام بها إلى القاهرة مطلع هذا الأسبوع توضح أن الجيش الإسرائيلي بذل كل ما بوسعه لمنع إصابة الجنود المصريين، معززة بأدلة مصورة تبين أن طائرات سلاح الجو الإسرائيلي امتنعت عن إطلاق النار عليهم. وأفادت أن الأفلام التي صورتها الطائرات الإسرائيلية تظهر كيف قامت وعن قصد بإبعاد نيرانها عن سيارات الجيب والجنود المصريين وتوجيهها إلى مناطق مفتوحة بالقرب من الموقع المصري، وهي المناطق التي أطلق منها ما وصفتهم ب "المخربين وقناصاتهم" النيران وقبل ذلك بوقت قصير قاموا ومن على بعد عشرات الأمتار من الموقع المشار إليه بإطلاق صواريخ (ار بي جي) تجاه إحدى الطائرات الإسرائيلية، وأطلقوا النار عليها من مدافعهم الرشاشة. إلى ذلك، قالت الصحيفة ذاتها، إن ثلاثة مصريين على الأقل بين القتلى منفذي هجمات إيلات الذين سقطوا بنيران إسرائيلية خالال مطارتهم عقب الهجمات التي أدت إلى مقتل ثمانية إسرائيليين. وأضافت إن أحد هؤلاء الثلاثة "عضو بمنظمة إسلامية متطرفة تمت محاكمته وهرب في الأيام الأولى للثورة المصرية من سجنه خلال فرار مئات المعتقلين من السجون والذين قاموا بعد ذلك بالهروب إلى سيناء وقطاع غزة وتطالب القاهرة "حماس" بتسليمهم لها". وأشارت إلى أن هذا القتيل عضو ب "لجان المقاومة الشعبية" وقام بتنفيذ الهجمات بالقرب من إيلات، وأن لدى إسرائيل أدلة أخرى على بقاء خلايا فلسطينية- مصرية منذ أسابيع طويلة داخل شبه جزيرة سيناء، وحتى ما قبل قبل تنفيذ الهجمات الأخيرة في جنوب إسرائيل وقام بدو سيناء بمساعدتهم، على حد زعمها. ونقلت الصحيفة عن التحقيقات، إن الجنود المتمركزين في الموقع المصري لاحظوا وجود "المخربين" بالقرب منهم قبل وقوع الهجمات في جنوب إسرائيل، لكنهم لم يفعلوا شيئًا تجاه الأمر، إلا أنه وفي وقت متأخرة جدًا خرج ضابط وعدد من الجنود باتجاه المسلحين الذي قاموا بقنص قوات إسرائيلية من منطقة قريبة من الموقع المصري، بغرض وقف إطلاق النيران لكن المهاجمين الذين قالت إنهم كانوا يرتدون ملابس تشبه جدا ملابس الجيش المصري رفضوا وقف الإطلاق. وأضافت: ربما وفي تلك المرحلة حينما كان الجنود المصريون و"المخربون" مختلطين ببعضهم البعض أصيب الجنود المصريون إما برصاص الجيش الإسرائيلي أو برصاص "المخربين"، وأشارت إلى أنه يتعين على السلطات المصرية لمعرفة سبب الوفاة أن تقوم بتشريح جثث القتلى. ووفق الصحيفة، فإن ثلاثة من الضحايا وهم ضابط وجنديين قتلوا عندما فجر أحد المسلحين نفسه مستخدمًا حزامًا ناسفًا في سيناء، وكان ذلك بعد يوم واحد من هجمات إيلات. وذكرت أن طال روسور قائد المنطقة الجنوبية بالجيش الإسرائيلي أصدر تعليمات للقوات بالميدان والطائرات بالتعامل مع "المخربين" في ساعات المساء واستهداف الأماكن التي تطلق منها النيران وعدم المس بالموقع المصري وجنوده. وأشارت الصحيفة في ختام تقريرها إلى أن تلك الحقائق كان معروفة للجيش الإسرائيلي خلال الأسبوع الماضي، إلا أنه تم اتخاذ القرار بعدم نشرها لكي لا تسبب إحراجًا للقاهرة، إلا أن تلك الحقائق تم نقلها للمجلس العسكري بمصر والذي قام بدعوة أمير اشيل رئيس هيئة التخطيط برئاسة هيئة الأركان الإسرائيلية ليعرضها أمام مسئولين بارزين بالجيش المصري. وأضافت أن تل أبيب تعلم الضغط الشعبي الذي يمارسه الشارع المصري الغاضب على الحكومة المؤقتة بالقاهرة لقطع العلاقات مع إسرائيل، لكن رغبة إسرائيل في عدم المس بالسلام مع مصر والقيام بالتنسيق مع النظام الحاكم هناك كانت أحد الأسباب المركزية وراء قرار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وباقي أعضاء حكومته بعدم القيام بعملية عسكرية موسعة في قطاع غزة ردًا على إطلاق الصواريخ على جنوب إسرائيل. وأوضحت الصحيفة، أنه بات واضحا أن نتنياهو ووزراءه رفضوا شن عملية عسكري موسعة في القطاع الساحلي لتفادي غضب الشارع المصري وعدم قيام "الإخوان المسلمين" بالضغط لقطع العلاقات بين القاهرة وتل أبيب وإلغاء اتفاقية السلام المبرمة بين مصر وإسرائيل، وأن نتنياهو ينتظر حتى يهدأ المصريون ويقوم في الوقت المناسب ب "حل جذري" تجاه إطلاق الصواريخ من القطاع. وفي سياق الكشف عن ملابسات هجمات إيلات وأعداد منفذيها، ذكرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، أن أربعة خلايا تضم 12 مسلحًا قاموا بتنفيذ الهجمات بعد انتشارهم في مساحة واسعة بطول الطريق 12 الحدودي مع سيناء، وأن بعض هؤلاء كان يرتدي ملابس "بنية اللون" تشبه ثياب الجيش المصري. وأضافت إنه في الساعة الثانية عشر ظهر الخميس بتوقيت إسرائيل وصلت التقارير المبدئية عن الهجوم الأول الذي قامت به قوة تابعة ل "لجان المقاومة الشعبية" تضم مصريين وفلسطينيين، وأن الخلية الأولى تضم ثلاثة أشخاص وانتشرت على بعد 150 متر من الخلية الثانية التي ضمت مسلحين اثنين بالقرب من الطريق على الجانب المصري للحدود في حين ضمت الثالثة ما بين ثلاثة إلى أربعة وكانت على بعد عشرات الأمتار جنوبًا بينما تمركزت الرابعة وراء مركز للشرطة المصرية مزودة بسلاح مضاد للطائرات. واستطردت قائلة: الهدف الأول الذي استهدفه المهاجمون كان سيارة إسرائيلية منطلقة من الجنوب للشمال تعرضت لإطلاق نار من الخلية الأولى التي تضم ثلاثة أشخاص لكنها فرت من المكان، لتتلقى الضربة حافلة قادة من الشمال ما أدى إلى إصابة سبعة أشخاص بعدها جاءت حافلة لكنها كانت خالية من الركاب تم إطلاق النيران عليه من نفس الخلية، وفجر أحد المسلحين نفسه ليموت السائق. بعد ذلك – تقول الصحيفة- وصلت سيارتان من الشمال يستقلهما إسرائيليتان هما اختان وزوجاهما وقام المسلحون الذين يرتدون ملابس بنية اللون تشبه إلى حد ما ملابس الجيش المصري لكن بشكل غير متطابق تماما، وهنا قام أحد المهاجمين بإطلاق النيران على السيارة واغتيال الأربعة، بعدها قام أحد سائقي خلاطات الأسمنت بالفرار من المكان وإبلاغ قوة من لواء "الجولاني" بما يحدث، وهي القوة التي كان يقودها موشى نفتالي الذي قتل بعد ذلك، فيما دهس السائق أحد المسلحين. وأضافت إن سيارة أخرى وصلت من إيلات لتجد أمامها مسلحًا آخر من نفس الخلية الأولى الذي فتح عليها النيران ليقتل أحد راكبيها، وأثناء ذلك وصلت قوة عسكرية للمنطقة قامت بقتله كما قامت بتصفية مسلحين اثنين تابعين للخلية الثانية على بعد أمتار. ولاحقا وصل قائد المنطقة الجنوبية طال روسو الذي أمر بمهاجمة أحد المنازل برفح جنوبي قطاع غزة، والذين كانت يشتبه بأنه توجد به غرفة عمليات "لجان المقاومة الشعبية" التي تدير الهجمات، وفي لحظة معينة تم فتح النيران وإطلاق صاروخ تجاه طائرة إسرائيلية وهنا ظهرت الخلية الرابعة التي كانت موقعها وراء مركز للشرطة المصرية، بحسب رواية "هآرتس". وقالت الصحيفة إنه في الوقت الذي كان يقوم فيه إيهود باراك وزير الدفاع ورئيس هيئة أركانه بعقد مؤتمر صحفي وردت تقارير عن حادث آخر. إذ تشير إلى أنه في الوقت الذي كان يتحدث فيه قائد "شعبة ادوم" العسكرية الإسرائيلية الخاصة بالحدود مع سيناء مع الجنود المصريين لمعرفة ماذا حدث، لاحظت قوة إسرائيلية أن الجنود المصريين أخذوا يركضون وراء الخلية الثالثة وقاموا بالحديث معهم، وفي الوقت الذي ظن فيه الضابط المصري الموجود بالمكان أن الحديث يدور عن جنود طالبه قائد الشعبة العميد تامير يدعي بتسليم هؤلاء الجيش الإسرائيلي، وهنا انطلقت النيران من حيث كان يتواجد أفراد الخلية، بحسب زعمها. وأشارت إلى أن النيران تم إطلاقها من المكان الذي استهدفت منه الخلية طائرة لسلاح الجو الإسرائيلية مما أدى لمقتل بسكال افراهامي قناص حرس الحدود الإسرائيلي، وقد حدث إطلاق النيران في الساعة التي كان يوجد فيها عشرات الجنود الإسرائيليين والمصريين بالقرب من المكان، كما تم إطلاق النيران على سيارة إسعاف حاولت الوصول للمكان الذي فتحت به النيران وقام الجنود بالرد وأصابوا مطلقي النار لينتهي الأمر في السادسة مساء. وخلال عمليات تمشيط وتفتيش قامت بها قوات الأمن المصري، تقول الصحيفة، إن أحد المسلحين والذي كان قريبا من أعضاء الخلية الثالثة قام بتفجير نفسه، وتم العثور أيضا على عبوات ناسفة في المكان كانت مخصصة لقتل القوات الإسرائيلية إذا ما قامت بعمليات ملاحقة داخل الأراضي المصرية. في سياق متصل، أشارت الصحيفة إلى أن إسرائيل دفعت بتعزيزات أمنية على الحدود مصر تحسبا لهجوم جديد، لافتة إلى أن رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي بيني جانتس أصدر أوامره بزيادة الإجراءات الأمنية على طول الحدود مع مصر، بناء على توافر معلومات استخباراتية مفادها أن جماعات مسلحة تخطط لهجوم مشابه لهجوم الخميس الماضي. وقالت إن الإجراءات الجديدة تشمل تفعيل وسائل جمع استخبارات إلكترونية وبصرية جديدة إضافة إلى دعم مركز قيادة البحرية في مدينة إيلات جنوبي إسرائيل. ونقلت عن مسئولين إسرائيليين إن الناشط بحركة "الجهاد الإسلامي"، إسماعيل الأسمر (34 عاما) الذي استشهد في غارة إسرائيلية صباح الأربعاء كان مسئولا عن نقل الأموال التي جرى استخدامها في الهجوم على الحافلة الإسرائيلية. وذكرت أن سيدة مصرية أصيبت بجروح طفيفة الأربعاء جراء سقوط صاروخ أطلق من قطاع غزة وسقط في مدينة رفح المصرية. من جانبها، قالت صحيفة "معاريف" العبرية إن مصر حذرت إسرائيل عقب هجمات إيلات من عملية عسكرية واسعة ضد قطاع غزة ستشكل خطرا على السلام بين الدولتين وستؤدي إلى قطع العلاقات بينهما. وأوضحت أن التحذير يفسر سبب رد الفعل الإسرائيلي الضعيف نسبيا على الهجمات، ونسبت إلى مسئول إسرائيلي رفيع جدا قوله لآخر مصري خلال محادثة بينهما الأسبوع الحالي: "أوقفنا التصعيد في غزة من أجلكم"، موضحة أنه سبق ذلك محادثات بين وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك ورئيس المجلس العسكري في مصر المشير محمد حسين طنطاوي ورئيس المخابرات المصرية اللواء مراد موافي.