منذ أن قامت ثورة 25 يناير ولم تلاحق مصر على عبارات التراحم على الموتى والمواساة على فقد الكثير من شبابها نتيجة الأحداث الدموية التي تعرض لها آلاف الشباب بعد ثورة يناير فلم يكاد أن يمر شهر أو الآخر وتحدث حادثة يروح ضحيتها عشرات من الشباب أو المواطنين بسبب أحداث العنف أو التظاهرات أو الاعتصامات والاحتجاجات التي حدثت على مدار أربعة أعوام متتالية ورصدت "المصريون" أبرز عشرة أحداث تعرض لها المصريون على مدار أربعة أعوام منذ الثورة. أولها أحداث جمعة الغضب وموقعة الجمل
أحداث جمعة الغضب 28 يناير كان من أهم أيام ثورة يناير والتي حققت الثورة فيه نجاحًا لكنه تكبد الكثير من الخسائر الفادحة وأحرز هذا اليوم أكبر عدد من القتلى على مدار ال 18 يومًا اعتصامًا؛ حيث راح ضحية هذا اليوم أكثر من 644 قتيلاً وأكثر من 1000 مصاب.
موقعة الجمل جاءت موقع الجمل لتشهد أن أبشع حادثة تعرض لها المصريون خلال ثورة 25 يناير حيث قام عدد من البلطجية بالهجوم على المتظاهرين في ميدان التحرير نتيجة اعتصامهم للمطالبة برحيل نظام حسني مبارك. وقام البلطجية بالهجوم على المتظاهرين بالحجارة والعصي والسكاكين وقنابل المولوتوف مع رجال آخرون من البلطجية يركبون الجِمال والبغال والخيول وقاموا بهاجمة المتظاهرين بها وهم يلوحون السيوف والعصي والسياط فسقط الكثيرون جرحى وبعضهم قتلى نتيجة تلك الاعتداء.
من مبارك إلى طنطاوي مجلس الوزراء ومحمد محمود ومجزرة بور سعيد أبشع المجازر بعد الثورة لم يكتفِ الأحداث التي شهدتها مصر منذ قيام ثورة 25 يناير على أول وأبشع مجزرتين شهدتهما مصر في عامها الأول بل كان عام من الأعوام التي تعرض لها الشباب إلى أبشع ثلاث مجازر راح ضحيتها المئات منهم، آملين في استكمال أهداف ثورتهم التي قاموا بها والتي وجدوا أنها لم تتحقق في وجود قوة عسكرية متمثلة في المجلس العسكرى الذي كان يحكم مصر آنذاك فنظموا العديد من التظاهرات التي أدت إلى نشوب أحداث دموية قام فيها النظام الأمني بقتل العشرات منهم ومنها.
أحدث مجلس الوزراء فبدأت الأحداث مع فجر يوم 16 ديسمبر 2011 عندما تم اختطاف أحد المعتصمين من قبل القوات العسكرية المتمركزة داخل مجلس الوزراء لتأمينه والاعتداء عليه بالضرب المبرح ثم إطلاق سراحه، مما أدى إلى تأجيج الغضب وبدء المناوشات والاشتباكات بين قوات الأمن والمعتصمين. وعلى إثرها قتل العشرات من المواطنين هذا اليوم ومن أشهرهم الشيخ عماد الذي استشهد بطلق ناري في القلب بالقرب من مجلس الوزراء في 16 ديسمبر والطالب علاء عبد الهادي استشهد بطلق ناري في الرأس بالقرب من مجلس الوزراء في 16 ديسمبر والطفل سيد عمر أحمد الذي يبلغ عمره 15 عامًا.
محمد محمود رحلة صمود سبعة ليالٍ من الصمود بدأت في العاشرة من صباح 19 نوفمبر 2011 عندما هجمت قوات الأمن المركزي على اعتصام للعشرات من مصابي الثورة في صينية ميدان التحرير عقب مليونية "جمعة المطلب الواحد" التي سبقت انتخابات مجلس الشعب بأسبوع والتي حمل فيها المتظاهرون مطلب تحديد موعد للانتخابات ونقل السطة من المجلس العسكرى لسلطة مدنية منتخبة بعد الغضب الذي أثارته ما عرف ب"وثيقة السلمي" وهي مقترحات للمسار السياسي قدمها علي السلمي نائب رئيس الوزراء ورفضتها القوى الثورية. ومع قيام قوات الأمن بفض الاعتصام بالقوة ووقوع إصابات، بدأت أعداد كبيرة من المتظاهرين الغاضبين تتوافد إلى ميدان التحرير لحماية المعتصمين وعلى أعتاب شارع محمد محمود بعد أن سيطرت قوات الأمن على جميع مداخل التحرير فاندلعت اشتباكات نتيجة ذلك بين المتظاهرين وقامت قوات الأمن باستخدام قنابل الغاز المسيل للدموع بشكل رهيب وكثيف، كما قامت بإطلاق طلقات الخرطوش العشوائية بشكل مكثف مما نجم عن إصابة العشرات بالعمى وأشهر المصابين في تلك الأحداث أحمد حرارة الناشط السياسي ومالك مصطفى وأحمد عبد الفتاح.
مجزرة بورسعيد ضحية الكورة تعد مجزرة بورسعيد من أكبر الكوارث في تاريخ الرياضة المصرية كان حدوثها في 1 فبراير 2012 أثناء فترة حكم المجلس العسكرى، حيث كانت هناك مباراة في الدوري المصري بين نادي الأهلي والمصري وكان الجمهور البورسعيدي متحمس فبعد أن انتهت المباراة، بينما قام الجمهور البورسعيدى باستخدام الأسلحة البيضاء ضد جمهور الأهلي والسنج ضد جمهور النادى الأهلي، مما أسفر عن قتل 74 فردًا من مشجعى النادى الأهلي.
رحيل المجلس العسكرى وتولية محمد مرسي والحال كما هو بعد أن تخلص المصريون من حكم المجلس العسكرى ورحيله جاء محمد مرسي ليحكم البلاد على أن تستقر الأوضاع السياسية نوعًا ما لكن لم يستمر الأمر طويلاً، وحدثت العديد من الأحداث التي على غرارها توفي العشرات من المصريين.
أحداث استاد بورسعيد كانت في عهد الرئيس المعزول محمد مرسي في 2013 على إثر حكم المحكمة في قضية "استاد بورسعيد" حيث أكدت المحكمة حكمها بإعدام 21 شخصًا والسجن من سنة ل25 سنة على 24 متهمًا من بينهم رجلا شرطة، واستمرت الاشتباكات فيها قرابة الخمسة أيام بين أهالي بورسعيد وقوات الداخلية، ومات فيها 49 قتيلًا.
وأحداث الاتحادية هي بين تحالف قوى معارضة، بزعامة محمد البرادعي وحمدين صباحي وعمرو موسى من جهة، والرئيس المصري آنذاك محمد مرسي وأنصاره من جهة أخرى، بعدما أصدر مرسي الإعلان الدستوري، فدعت المعارضة أنصارها للخروج إلى الشارع والاعتصام فتحرك الآلاف من أنصارها باتجاه قصر الاتحادية الرئاسي وتظاهروا في محيطه ورددوا هتافات طالت الرئيس ومشروع الدستور ونشبت الاشتباكات بين أنصار محمد مرسي والقوى المعارضة حتى مطلع الفجر مما أدى إلى وفاة 11 شخصًا من أنصار محمد مرسي واثنين من القوى المعارضة من بينهم الصحفى الحسين أبو الضيف.
30 يونيو والشارع المصري لم يعرف إلا الدم وقلة الراحة بعد أن قامت 30 يونيو وأطاحت بمحمد مرسي وتزعم عبد الفتاح السيسى الساحة السياسية سادت حالة الغليان على الشارع المصري وأصبح كل أسبوع يقع العشرات من القتلى واستمر الأمر على ذلك حتى مع تولى عبدالفتاح السيسى منصب الرئاسة.
أحداث بين السرايات بعد أن تمت الإطاحة بمحمد مرسي قام المئات من أنصاره إلى التوجه لميدان النهضة بالجيزة والاعتصام بيه للاحتجاج على الإطاحة بمرسي فقام عدد من البلطجية بالاعتداء على المعتصمين بالرصاص الحي والخرطوش، مما أسفر عن موت 18 شخصًا إثر هذا الاعتداء.
أحداث الحرس الجمهورى وتُعتبر ثانى المجازر في عهد عدلي منصور ووزيره السيسي في 8 يوليو ويمكن توثيقها كجزء من اعتصام رابعة لمؤيدي مرسي وقتها وكانت حينما قرر المعتصمون الانطلاق بمسيرة من رابعة ومحاصرة مقر نادي الحرس الجمهوري ظنًّا أن مرسي معتقل بداخله وعلى إثره قام بفض الاعتصام وأدى إلى مقتل 100 فرد.
أحداث المنصة ثالث أكبر مجزرة في عهد الرئيس المؤقت السابق عدلي منصور والسيسي بعد مجزرة الحرس الجمهوري من حيث التاريخ، وخلفيتها كانت رغبة معتصمي رابعة في توسيع مساحة اعتصامهم على حسب رواية الجهات الرسمية، وهو ما ينفيه المعتصمون مؤكدين أنها كانت مسيرة عادية من المسيرات اليومية وقتها، وبلغ عدد ضحاياها 109 قتلى.
فض رابعة والنهضة لم تكن نهاية المطاف لم تكن مجزرة فض اعتصام النهضة ورابعة العدوية نهاية المطاف للانتهاء من التظاهرات فكانت مجزرة الفض أكبر مجزرة في تاريخ الدولة المصرية الحديثة حيث قررت قوات الأمن فض اعتصامي مؤيدى محمد مرسي برابعة والنهضة بعد استمرارهم لمدة 45 يومًا، واستمرت عملية الفض أكثر من 12 ساعة، واستخدمت الشرطة المصرية فيها كل أنواع ذخيرتها، وقُدِّر ضحايا اليوم بأكثر من 3000 قتيل.
أحداث مجلس الفتح بعد فض رابعة والنهضة وما نتج عنه من قتلى ومصابين كانت الدعوة 16 أغسطس من تحالف دعم الشرعية لجمعة غضب، على أن يكون التجمع في ميدان رمسيس، وحدثت اشتباكات عنيفة في ذلك اليوم وكانت حصيلة هذا اليوم 149 قتيلًا.