طالب بمحاسبة المسئولين عن اتخاذ قرار الترشح للرئاسة.. استبعاد «المغيبين عن الدنيا».. وتغيير «اللوائح البالية للجماعة» وجه الإعلامي أحمد منصور، المذيع بقناة "الجزيرة"، رسالة إلى ما وصفهم ب "العقلاء وذوى الرأي والبصيرة من الإخوان المسلمين"، يطالبهم فيها ب "ضرورة تغيير عقلية الإخوان ومناهجهم... وليس قيادتهم فقط"، تشمل تغيير ما وصفها ب "اللوائح البالية للجماعة". وفي حين دعا إلى أن تقتصر ولاية القيادات لفترتين فقط، طالب منصور بانتخاب مجلس شورى جديد بصلاحيات واسعة ل "محاسبة مكتب الإرشاد والقيادة، وتحميل مجلس الشورى القائم مسؤولية التقصير في عمله، وزج الجماعة في أتون صراع سياسي بقرار المشاركة في الانتخابات الرئاسية دون استعداد لمسؤولياتها أو معرفة بتبعاتها أو مسؤوليات إدارة الدولة". وشدد على ضرورة الدفع بدماء جديدة في قيادة الجماعة على أن يتم استعباد القيادات الموجودة في أماكنها عشرات السنين، والتي قال إن "بعضها أصيب بأمراض مستعصية ولايدري ما يجرى في الدنيا". وقال منصور في تدوينة نشرها عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، إن "التغييرات التي تجري في صفوف قيادة الإخوان المسلمين في مصر بعد المحنة العظيمة التي لعبت قيادتهم دورًا في حدوثها يجب أن تواكبها تغييرات كبيرة في عقول صفوف أبناء الجماعة وكذلك وسائلها ومناهجها التربوية ورؤيتها الإستراتيجية". ودعا منصور إلى أن "تكون هناك أهداف واضحة ورؤى محددة للمرحلة القادمة ومابعدها وأول ماينبغي أن تقوم به الجماعة بعد تغيير وتجديد القيادة -إن تم على النهج المرجو - هو تغيير اللوائح الإدارية البالية التي مر عليها عشرات السنين دون تعديل"، بعدا رأى أنها "لعبت دورًا في ترهل الجماعة وتكلس قيادتها بل وتسلط بعضهم واستبدادهم في الوقت الذي قامت فيه الجماعة لمحاربة الظلم والاستبداد". واعتبر أن "الأهم من ذلك تفعيل هذه اللوائح لاسيما مايتعلق بمحاسبة القيادة والالتزام بعدم التمديد لفترتين لأي عضو في القيادة، حتى يرزقهم الله بقائد ملهم مثل المؤسس حسن البنا تكون له القدرة على إدارة وتفعيل هذا الجسد الهائل الذي يضم خيرة أبناء مصر علمًا وبصيرة وثقافة وإخلاصًا وحبًا للوطن". دعوة منصور جاءت بعدما لاحظ أن "عجز قيادتهم عن استيعابهم وانعدام بصيرتها في الاستفادة من قدراتهم وانسداد أفق إبداعها حول الجميع لضحايا وجعلهم يخسرون رصيدًا هائلاً من حب الشعب المصري وتعاطفه معهم طوال العقود الماضية وأصاب مصر والأمة الإسلامية كلها بالانتكاسة التي نعيشها جميعا فالجماعات والأمم تنهض بالقيادة الملهمة والرؤية الإستراتيجية الصائبة". إذ رأى أن المشكلة تكمن في القيادة "التي تحمل الفكر والمشروع"، متابعًا: "يكفى أن يسأل كل نفسه سؤالاً بسيطًا كيف لجماعة تضم خيرة أبناء مصر في كل المجالات ومعهم كل الخبرات الوطنية المصرية الشريفة والمخلصة يحتضنها شعب متدين أن تفشل أمام شرذمة من شذاذ الآفاق وأراذل الناس إلا لأن هؤلاء افتقدوا القيادة التي تحمل الفكرة والمشروع والأهم من ذلك القدرة والعزم والأمانة وامتلاك أسباب السلطة ومفاصل الدولة وأخذ الحكم بقوة"؟ وطالب منصور ب "وضع آلية للانتخابات وإجرائها في مواعيدها والتجديد في دماء الجماعة وقيادتها بشكل دائم أيا كانت الظروف وعدم التحجج بالحجج الأمنية الواهية التي أدت لوجود قيادات في أماكنها عشرات السنين بعضها أصيب بأمراض مستعصية ولايدري ما يجرى في الدنيا ولازال يتمسك بمنصبه بدعوى الأبوية والقدم". وشدد على ضرورة الاستفادة من الأزمة التي مرت بها الجماعة خلال الفترة الأخيرة، قائلاً: "قد كشفت المحنة الأخيرة وعرت كثيرا من القيادات وأفرزت قيادات جديدة لابد أن تفرض نفسها وتزيل العوائق من الطريق لأن هذه دعوة الله وليست دعوة القدامى وقد تولي أسامة بن زيد وكان فتى يافعا قيادة جيش فيه خيرة الصحابة وأوائلهم إن كان لكم في رسول الله أسوة حسنة". كما دعا إلى "انتخاب مجلس شورى جديد بصلاحيات واسعة لمحاسبة مكتب الإرشاد والقيادة وتحميل مجلس الشورى القائم مسؤولية التقصير في عمله، وزج الجماعة في أتون صراع سياسي بقرار المشاركة في الانتخابات الرئاسية دون استعداد لمسؤولياتها أو معرفة بتبعاتها أو مسؤوليات إدارة الدولة، وترشيح من لا يحمل صفات رجل الدولة للمنصب وتقديم أهل الطاعة العمياء على أهل الطاعة المبصرة". ورأى أن "الأهم من ذلك رضوخ أعضاء الشورى لمخالفة صريحة للوائح الجماعة بالتصويت بأغلبية صوتين على هذا القرار المصيري بعدما رفض نفس المجلس في مرتين التصويت لصالح هذا الطلب، وهذا يعكس عملية التوريط المتعمد للإخوان للزج بهم في هذه المحرقة من قبل بعض قياداتهم التي يجب أن تحاسب". وتابع "من ثم يجب سحب الثقة من مجلس الشورى وإسقاطه دون الدخول فى نوايا أحد وإنما نحن نقيم الفعل والنتائج دون خوض فى النوايا والأسباب". وقال منصور "آمل من الإخوان الذين تربوا بطريقة عاطفية خاطئة على أن القيادة لاتخطئ وأن المحنة قدر محتوم أن يثوبوا إلى رشدهم ويعملوا عقولهم فيما آلت إليه الأمور على يد قيادتهم الأبوية الفاشلة فلو صح الصف لصحت القيادة ولن ينصلح حال القيادة فى ظل العوج الفكرى والهيمنة الأبوية". وذكر أنه "لقد خلق الله الناس ليقيموا العدل ويعلوا راية الله ويمكنوا لدينه حتى يمكن لهم وليس للعيش ضحايا تحت أقدام الظالمين عشرات السنين وقد منح شعب مصر الثقة للإخوان والتف حولهم فى 5 استحقاقات لكنهم فشلوا فشلا تاريخيا ذريعا طوال عام كامل أمام شرذمة من شذاذ الآفاق واللصوص وسوف يسألون أمام الله والتاريخ عن هذا الإخفاق". وشدد في النهاية على "إزالة هالة التقديس والإحترام المتكلف والمفرط فيه للقيادة والنظر للقيادة علي أنها مسؤولية والمسؤولية تعني المحاسبة والمحاسبة تعنى الشفافية والشفافية تعنى الوضوح وعدم مجاملة أحد على حساب الدعوة أو الوطن وكل يؤخذ من كلامه ويرد إلا المصطفى صلى الله عليه وسلم". وقال منصور إن "كلامي لا يعجب كثيرين ممن تربوا على المفاهيم العاطفية الضيقة والخاطئة داخل صفوف الإخوان وهؤلاء لا أخاطبهم وإنما أخاطب ذوى الرأى والعقل والمروءة والرشاد من الإخوان المسلمين "إن فى ذلك لذكرى لمن كان له قلب..." وعلى الله قصد السبيل". شاهد الصور: