وجه الدكتور أحمد رامي، القيادي بجماعة "الإخوان المسلمين"، والمتحدث باسم حزب "الحرية والعدالة" برسالة عتاب لأعضاء حركة شباب "6إبريل"، بعد ما رآه من تغير في مواقفهم بعد عزل الرئيس محمد مرسي عن الحكم في 3يوليو من العام، على عكس دورهم في ثورة 25 يناير 2011. وفي رسالة حصلت "المصريون" على نسخة منها، قال رامي متوجهًا إلى شباب "6إبريل": "عزيزي الإبريلي: أكتب هذه الرسالة لالقيادات 6إبريل بل لأغلب أعضائه الذين مهما اختلفت معهم لا أستطيع أن أنكر دورهم في تثوير الحالة المصرية ماقبل يناير 2011 وفي أيامها الأولى بل كان خطهم الثوري طوال العامان الأوليان من عمر ثورتنا يغلب عليه صحة البوصلة في مواقف اختلفنا سياسيًا معهم فيها وهذه هي طبيعة السياسة". وأضاف: "إلا أنك يا عزيزي ومنذ الانقلاب تغيرت كثيرًا عن بدايتك وكثرت حساباتك، لقد آن لنا أن ندرك بل ونعلن بوضوح أن 30يونيه ليس إلا صنيعة نظام العسكر، كجزء من سيناريو الانقلاب العسكري أو ثورة مضادة التي كان أيًا منهما في حاجه لغطاء سياسي، لا يستطيع أن يمررها العسكر بدونه ووجد ضالته في عدد من التنظيمات السياسية التي كانت جزءًا من كتلة ثورة يناير". وتابع رامي: "أنا هنا لا أنكر أننا كإخوان وقعنا في أخطاء في فترة ما قبل 30يونيه، كان مبدئها خطأ توصيفنا لموقف المؤسسة العسكرية من الثورة؛ لكنني لست بصدد هذا الأمر الآن فأنا أحدثك أنت أيها الثائر". وتساءل المتحدث باسم "الحرية والعدالة": "أين ذهبت ثوريتك وأنت ترى ثورتك التي سقط من أجلها الشهداء ودفع لها الأسرى في سجون الانقلاب ثمنا من حريتهم؟ كثير من وجوه زملائك الإبريليين بدأنا نراهم في الفعاليات الثورية ولكن أين أنت؟ هل ترى أن النظام الحالي خير من نظام مبارك أم انه امتدادا له وبالتالي فنحن نسير للأمام"؟ وتابع: "هل تظن أن القمع والاستبداد لن يطولك؟ أين انتصارك لمبادئك ومبادئ الثورة يا عزيزي؟ ما هكذا عرفتك. ألم ترى سجون الانقلاب تجمعنا لان ميادين الثورة تفرقت بنا؟ ألم تسمع أن الشهداء ما زالوا يسقطون بوتيرة شبه يومية ومن الجميع بما فيهم من هم في تنظيمك؟". ومضى رامي قائلاً: "ألم نسمعك ونتفق معك في أن الدم المصري كله سواء وأن القصاص للشهداء واجب؟ ألم تهتف في الميادين في وقت كانت قبضة العسكر أخف منها الآن بصوتك مدويًا يسقط يسقط حكم العسكر؟ لا أصدق أن ما يجعلك تحجم عن المشاركة هو فداحة الثمن لمعارضة النظام الحالي فما هكذا عرفتك من أيام مبارك وقمعه". وأردف رامي: "أن نظامًا كهذا لا مستقبل لبلادنا في ظله على أي صعيد من الأصعدة سياسيًا أو اقتصاديًا. وها قد مر عام ونصف على 30يونيه فهل ترى أنك لا ينبغي عليك أن تنهي هذه المأساة التي نحياها وتتجه بلادنا يوما وراء يوم لما هو أسوء؟". وتابع متوجهًا إلى أعضاء "6إبريل": "ألم تكن تدرك معي أن هكذا تقابل الثورات وأن ثورتنا ليست بدعًا من الثورات لها موجات مد وجذر ولكن ثورتنا حتمنا ستنتصر بشرط استمرارنا في التضحية لأجلها والسعي الدؤوب للوصول بها لأهدافها مهما دفعنا من تضحيات؟ هل هكذا يكون الوفاء لدماء الشهداء كل الشهداء بدءا من خالد سعيد ومرورا بكريم بنونة وجيكا ورفيقهم مينا دانيال؟ هل هكذا يكون الوفاء لدم أسماء البلتاجي التي كانت أوفى لثورتها ومبادئها من التزامها التنظيمي فكانت معك كتفا بكتف في محمد محمود؟". ودعا رامي أعضاء "6إبريل" الآن ل "أن يفعلوا كأسماء البلتاجي وآلاف من شباب الإخوان الذين لم يخونوا الثورة يوما ولا ساعة من نهار". وأكمل حديثه لأنصار الحركة: "كنت تصف عموم صف الإخوان بأقذع الألفاظ حينما التزموا تنظيميا في موقف رأيت أنت أنه ما ينبغي عليهم أن يقفه الإخوان فما الذي جرى لك؟ عزيزي الإبريلي الثورة لسه في الميدان فالحق بها". واستطرد رامي: "لتكن حساباتك السياسية أن الكتلة الصلبة المتواجدة في ميادين مصر وحواريها قد عقدت العزم على الوصول بثورتها لمبتغاها وأن تفنى ثمنا لذلك فلم يعد للحياة معنى بعد ما فقدنا اعز الناس شهداءنا وبعدما احتوت السجون أفضلنا". واختتم رامي رسالته قائلاً: "عزيزي الإبريلي يا من وقعت على استمارة تمرد أنا أدعوك للتمرد على قرار عدم المشاركة في الفعاليات الثورية الحالية وأتعهد أمامك بالوفاء بما يتطلبه العمل المشترك من التزامات على كل الأطراف في شراكة لصياغة مستقبل بلادنا سويا عزيزي الإبريلي ثورتنا في عامها الرابع وهى حتما منصورة فلاتغيب عن الصورة".