تبدا اليوم الاثنين اولي جلسات محاكمة المتهم الوحيد في اعتداءات بوسطن بعد مرور عشرين شهرا على الاعتداءات. ويواجه المتهم الشيشاني جوهر تسارناييف الذي سيمثل امام المحكمة الفيدرالية في بوسطن عقوبة الاعدام بسبب الاعتداءات التي تعتبر الاخطر منذ اعتداءات 11 سبتمبر في الولاياتالمتحدة. واوقعت الاعتداءات ثلاثة قتلى من بينهم طفل و264 جريحا في 15 ابريل 2013 عند انفجار قنبلتين يدويتي الصنع بفارق 12 ثانية وسط الحشد عند خط وصول الماراثون مما اثار مخاوف من حصول اعتداءات ارهابية جديدة في الولاياتالمتحدة. ولا شك في ان المحاكمة التي من المتوقع ان تستمر ثلاثة اشهر على الاقل ستعيد ذكريات لا تزال اليمة ويعتزم بعض الضحايا مثل ليز نوردن التي تعرض نجلاها لبتر اعضاءهم عدم تفويت يوم من المحاكمة لمحاولة فهم ما حصل. في المقابل، ظل قسم اخر من الضحايا على غرار هيذر ابوت وهي ايضا تعرضت لبتر احد اعضائها مترددا حتى النهاية. ويرفض اخرون نهائيا ان ينظروا الى تسارناييف الطالب الذي كان يبدو مندمجا في مجتمعه قبل ان ينفذ الاعتداء. وكان جوهر قد وصل الى الولاياتالمتحدة في سن الثامنة ونال الجنسية الاميركية في 2012. وسيمثل المتهم وحيدا امام المحكمة لان شقيقه تيمورلنك قتل بعد اربعة ايام خلال مواجهة مع الشرطة وسيسعى الدفاع الى تقديمه الاخ القتيل على انه العقل المدبر للاعتداءات،. وبعد مطاردة شارك فيها الاف من عناصر الشرطة وخلت فيها شوارع بوسطن من الناس، اعتقل جوهر بعد عدة ساعات على مقتل شقيقه بينما كان مختبئا في مركب بضواحي المدينة وكان مصابا بجروح خطيرة. ويفترض ان تستغرق عملية اختيار اعضاء هيئة المحلفين اسبوعين على الاقل، فقد استدعي 1200 شخص الى المحكمة. ويتعين على مجموعة اولى من 200 الى 250 شخصا ان تملا استمارة صباح الاثنين مرفقة بسلسلة من التوصيات. وسيتم استدعاء مجموعة ثانية بعد ظهر الاثنين على ان تتكرر العملية يومي الثلاثاء والاربعاء. وسترجاء المحاكمة حتى نهاية الاسبوع المقبل لافساح المجال امام الدفاع والادعاء لمراجعة الاستمارات، لتبدا بعدها عملية الاستبعاد الى ان يتفق الجانبان على 12 محلفا وستة احتياطيين. وهؤلاء المحلفون هم من سيقرر في حال ادانوا تسارناييف ما اذا كان سيحكم عليه بالاعدام، وذلك في المرحلة الثانية من المحاكمة. وتسارناييف معتقل في عزلة شبه تامة في سجن مستشفى فورت ديفينز ولم يظهر علنا سوى مرتين الاولى عندما كان لا يزال جريحا في يوليو 2013 ليدفع ببراءته من الاتهامات الموجهة اليه من بينها استخدام اسلحة دمار شامل تسببت بقتل اشخاص وتنفيذ اعتداء في مكان عام، والمرة الثاني في 18 ديسمبر الماضي وبدا فيها متعافيا من اصابته عندما مثل لفترة وجيزة امام المحكمة. ويقول الادعاء ان الشقيقين عملا بمفردهما وتعلما صنع القنابل على الانترنت من خلال مجلة يصدرها تنظيم القاعدة. وقبل اعتقاله كتب على جدران القارب حيث اختبأ ما يشبه التبرير لتلك الاعتداءات وكتب ان “الحكومة الاميركية تقتل مدنيينا الابرياء، لا استطيع التغاضي عن بقاء هذا العمل الشرير من دون عقاب، نحن المسلمين جسم واحد، واذا ما اسأتم الى واحد منا تسيئون الينا جميعا”. وهذه المحاكمة الفدرالية هي احدى ابرز المحاكمات منذ محاكمة تيموثي ماكفاي الذي اعدم بتهمة ارتكاب اعتداءات اوكلاهوما عام 1995. وسيتولى فريق من خمسة محامين بينهم جودي كلارك المتخصصة في القضايا المتعلقة بعقوبة الاعدام، الدفاع عن جوهر وتمكنت كلارك من تجنيب العديد من موكليها عقوبة الاعدام بينهم منفذ اعتداءات اتلانتا عام 1996 اريك رودولف الذي تسبب في مقتل شخصان واكثر من مئة جريح وتيد كازينسكي الذي ارسل بين 1978 و 1995 طرودا مفخخة الى جامعات وشركات طيران ادت الى سقوط ثلاثة قتلى و23 جريحا. لكن من اجل ذلك، يجب التوصل الى اتفاق مع المدعين، الامر الذي يبدو غير وارد في هذه المرحلة.