شن حزب "الحرية والعدالة"، الذراع السياسي لجماعة "الإخوان المسلمين" هجومًا لاذعًا ضد ايرك كانتور زعيم الأغلبية بالكونجرس الأمريكي، بعد أن أعرب قلقه من احتمالات فوز الجماعة بأغلبية في الانتخابات البرلمانية القادمة، وهو ما اعتبره تدخلاً غير مقبول بالشأن السياسي المصري. وجاء الهجوم وهو الأعنف من نوعه منذ ولادة الحزب على الساحة السياسية المصرية قبل شهور على لسان الدكتور محمد سعد الكتاتني الأمين العام الحزب، الذي اعتبر تشكيل المجالس النيابية في أية دولة شأن خاص بأبنائها، كما أن اختيار الشعب المصري لنوابه – بصرف النظر عن انتماءاتهم الحزبية – في انتخابات حرة ونزيهة يجب أن يكون محل ترحيب من الإدارة الأمريكية. ووصف الكتاتني تصريحات كانتور بأنها تتعارض مع قيم ومبادىء الديمقراطية، والتي يفترض أن تحترمها الولاياتالمتحده، وراى أنها تعكس حقيقة الموقف الأمريكي من تطبيق الديمقراطية بمنطقة الشرق الأوسط، ولا تقبل سوى بالديمقراطية التى تحقق مصالحها ومصالح حليفتها الاستراتيجية بالمنطقة. وكان كانتور أبدى في تصريحات مؤخرًا لصحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية قلقه من احتمالات فوز "الإخوان" بالأغلبية في الانتخابات البرلمانية القادمة، زاعمًا أن الجماعة تميل إلى القيام بكل ما يمكن أن يهدد المصالح الأمريكية والإسرائيلية. لكن الأمين العام لحزب "الحرية والعدالة" بدد تلك المخاوف مؤكدًا أن الحزب لا يرغب في الاستحواذ على الأغلبية في البرلمان المقبل؛ لإيمانه بأنه لا توجد قوة سياسية يمكنها منفردة تسيير الأمور داخل البلاد خلال الفترة المقبلة، مدللاً بإعلان الحزب عدم الترشح على أكثر من 50% من عدد مقاعد البرلمان في دورته المقبلة. وجدد التأكيد على عدم وجود مرشح للحزب في الانتخابات الرئاسية القادمة. وأبدى الكتاتني تعجبه من تصريحات زعيم الأغلبية بالكونجرس، قائلاً إنها يبدو أنها جاءت نتيجة قلق الإدارة الأمريكية وحليفتها إسرائيل من ربيع الثورات العربية التي يشهدها العالم العربي، فأرادا أن يثيرا الفزع لدى الشعوب الغربية من شعبية الإسلاميين. وشدد على أن جماعة "الإخوان" وحزبها "الحرية والعدالة" ليسا في عداء مع أي من الشعوب، وإنما ضد سياسات بعض الدول التي تتعارض مع المصالح المصرية والعربية والإسلامية، واصفًا في الوقت ذاته إسرائيل بأنها تشكل التهديد الأكبر في المنطقة بما تمتلكه من مفاعل نووي، ورفضها التوقيع على معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية.