الزمالك في حالة تألق مع البرتغالي مانويل كاجودا، وهذا اعطانا انطباعا بأن الكرة المصرية تعرف طريق الفوز مع البرتغاليين، فالأهلي مع مانويل جوزيه فريق مرعب لكل الأندية الأفريقية، وأنا اكتب هذا المقال قبل مباراته مع الجيش الملكي على بطولة السوبر، وادعو الله ان يكلل انجازاته الكبيرة بهذا الفوز أيضا، فهو بالفعل أحسن ناد افريقي لعام 2005 حسب تقييم الكاف. فاز الزمالك بالأربعة على اسمنت السويس ليخلق حالة اثارة جميلة للدوري العام، يقضي على برودته السيبيرية - نسبة الى سيبيريا - في نهاية الدور الأول، عندما كان الأهلي يغرد وحده بالفوز والأداء مكررا ما فعله في الموسم الماضي. لاعبو الزمالك هم هم الذين كانوا يلعبون مع جعفر وينهزمون من طوب الأرض، لم يأت لهم مجلس الادارة المعين بلاعب سوبر، لكنهم تغيروا تماما منذ أول مباراة في عهد المجلس الجديد وجهازهم الفني الذي يقوده الخبير البرتغالي. الفارق هو الشعور بالأمان والاستقرار والمعاملة الانسانية، وهو ما افتقده النجوم في العهد المنصوري الجعفري البائد، فالمعروف ان كلا من مرتضى منصور وفاروق جعفر يشتهر بالصوت العالي وتوجيه الاهانات للاعبين، مع أن مستواهما لا يصلح لادارة أو تدريب فريق صفط اللبن، مع اعتذاري لزميلي الصحفي الموهوب عبد الوهاب الديب الذي يرى في صفط اللبن اجمل مكان على ظهر المعمورة، ويدعو كل من يقابله لأن يشتري بيتا فيها بأرخص الأسعار! ما أخشاه على الزمالك هو الضعف الذي اشتهر به على مدار تاريخه أمام حركات النجوم البايخة، فيتراخى أمامهم ويقبل مساوماتهم فينقلب حماس اللاعبين الى ثورة غيرة من نجم مدلل، ويتحول الفوز الى هزائم وفضائح! على مر عصور الزمالك شهدنا هذه الظاهرة، والسبب أن القائد يفتقد أحيانا للجرأة التي تجعله يحكم بالعدل، فلا يحاسب لاعبا لأنه ذو كلمة مسموعة ونجومية محلقة، ويحاسب آخر لأنه ضعيف لا يملك غير مجهوده وموهبته في الملعب! أقول هذا الكلام بمناسبة عودة ابراهيم سعيد الى فصوله الباردة وحركاته المتمردة التي لولاها لصار نجما لم تنجب أم مثل موهبته وعبقريته الكروية، والدليل انه عندما انعدل استعاد موهبته وخطورته مع المنتخب الوطني، وحجز مكانه في مركز الليبرو، وتهافت عليه السماسرة ليلعب في الاندية الاوروبية مع أن سمعته في الالتزام ما زالت على حالها، لاعب مزاجي يفاجأ الناس يوما بشعر احمر وفي اليوم التالي بشعر أخضر معقود أو غجري مجنون! بعد التألق مع المنتخب والفوز بالكأس الأفريقية للأمم، فاجأنا ابراهيم بدلاله وتمرده على ناديه الزمالك، وهو نفس الاسلوب الذي وجع به دماغ الاهلي، لدرجة أن نادي القرن لم يعرف الاستقرار والفوز بالبطولات إلا بعد أن فتح له السكة من الباب الذي يفوت جملا على رأي المرحوم ثابت البطل الذي كان شهيرا بالضبط والربط والحزم حتى لو كلفه ذلك خسارة بطولات! ابراهيم انقطع عن التدريب أياما ولم يذهب الى ناديه ولم يعتذر، ثم ذهب الى البنك ليصرف مستحقاته كأن شيئا لم يكن، فهل نسي انه محترف، وان عليه التزامات لابد أن يؤديها على أحسن وجه قبل أن يطالب بمستحقاته! طبعا الزمالك اوقف الصرف كعقاب له، وعندما ذهب للنادي نزل للتدريب وكأنه على كيفه يأتي متى شاء ويغادر متى شاء وينام في بيته حسب مزاجه! أحمد رمزي منعه من التدريب مع الفريق الأول وارغمه على التدريب مع الناشئين، وكاجودا طلب تغريمه ماليا وهو أسلوب يتم مع جميع المحترفين في الدول التي تعرف الاحتراف المحترم وليس الاحتراف المصري! وقرأنا في تفسيرهذه الحالة الابراهيمية العجب العجاب، فهو اتفق مع نجم اهلاوي كبير اثناء معسكر المنتخب على ان يتوسط له لدى حسام البدري وعدلي القيعي ليعود الى القلعة الحمراء، مبديا استعداده للاعتذار عن كل ما حصل منه في الماضي، وانه سيكون مثل الغزال في جماله، والحمام في هديله! ولكي يتعب دماغ الزملكاوية ويقرفهم فيعطونه الاستغناء بلا مشاكل بدأ يصطنع معهم الأزمات والمعارك ليتركونه لحال سبيله! ادارة الزمالك سمعت بهذه القصة فتوهمت ان الاهلي يمكن ان يعيد هذا اللاعب بعد ان تخلصوا منه ومن مشاكله وعرفوا الانتصارات المبهرة بعد رحيله. ظنوا أن الأهلي يمكنه أن يغامر بكل نجاحاته ليعيد لاعبا غير ملتزم سواء في الملعب أو في السلوك! اجتمع معه حمادة امام وعصام بهيج وبلعا كل العقوبات وصرفا له كل المستحقات وكأن شيئا لم يكن! هذا القرار اغضب بلا شك بقية اللاعبين، جعلهم يشعرون ان من يغيب يغيب ومن يحضر يحضر، المطلوب فقط أن يكون نجما يستطيع أن يلوي ذراع الناي مثلما فعل هيما! أخشى على الزمالك من عودة هذه الروح التي وطد جذورها مرتضى منصور، عندما كان ابراهيم سعيد يفعل ما يحلو له ويفتعل المشاكل والأزمات فلا يعاقبه بل يفرضه على مدربه جعفر! يا ايها الزملكاوية في كل العهود.. تعلموا من الأهلي حزمه وقوته وجبروته، فلا صوت عندهم يعلو على مصلحة النادي، وليذهب النجوم الى الجحيم!