1- لم يسبق أن تراكمت الأزمات على مصر فى وقت واحد لتضع البلد فى تحدى وجودى مثلما هو حالنا الآن ،،، يحلوا للبعض أن ينسب هذه الأزمات الى ثورات الربيع العربى وهذا كلام المفلسين فالثورات فقط كانت كاشفة وليست منشأة للفساد والعفن الذى استوطن بلادنا فأفسد الحكام وأعطب المحكومين وجعل من شعوبنا غثاءا كغثاء السيل لاخيرا يرجى من ورائهم تعيش التخلف والفوضى ولم تضع أقدامها بعد على طريق التقدم فالتقدم سيمفونية تعزفها الشعوب وتبقى القيادة مجرد مايستروا 2- علينا أن نواجه أنفسنا بحقيقة أننا أمة متخلفة فنشخص مظاهر التخلف وأسبابه والظروف التى أوصلتنا اليه وما تأثير نظم الحكم المتعاقبة التى جعلت من الشعوب تعمل عند الحاكم وليس العكس و ضخمت من دور الحكومات وقزمت من دور المجتمع ثم ما تأثير رجل الدين أحادى التفكير والثقافة الذى حصر الدين فى الطقوس ولم يعلم الناس أن العمل الصالح هو ذروة الايمان الذى لايكنمل الا به ولم يبين للناس أن الأخذ بأسباب التقدم فيها تقرب الى الله وأن الغرب الكافر أكثر منا اسلاما اذا تعلق الأمر بتطبيق العدل ومحاربة الفساد والحفاظ على البيئة واعمار الأرض وعدم التمييز بين البشر الا بمقدار اجتهادهم
3- ان مقومات التقدم ليست لوغارتمات أو طلاسم كل ماعلينا أن نقرأ الكتالوج الذى تطبقه الدول التى تقدمت وحيث أننا نبدأ من تحت الصفر فعلينا أن نكون أكثر راديكالية فى التقيد بهذا الكتالوج فلا يعقل أن الدول الغنية تتعقب المفسدين والمرتشين بينما فى بلد يبيت الكثيرون من أهله بدون وجبة العشاء تأخذنا الرحمة والحنية بالفاسدين فاذا كان الفساد أشد خطورة من الارهاب كما صرح ابراهيم محلب فكيف يقضى القانون باعدام الارهابى بينما الفاشد حرا طليقا ,, أم انه اكتفى بانشاء اللجنة العليا الاستراتيجية المجتمعية الحلزونية لمكافحة الفساد !!!! يافرحتى ،، كفانا تهريجا ،،،، الرئيس صرح للصحفيين أن مكافحة الفساد تحناج الى التدرج وتحتاج عدة سنوات للتخلص منه ،، وهل أطاح بالاخوان من السلطة الا حكاية التدرج هذة ،،، ان خطر المفسد ليس فقط فيما بسرقه من حق الوطن بل الاحباط الذى يشيعه وسعيه لافساد الآخرين ،،، الناس اسنبشرت خيرا بالسيسى كقائد عسكرى يؤمن بالحزم والانضباط ولا يعجبه الحال المايل ،،، سيادة الرئيس أخاطبك كرجل عسكرى هل ينتصر جيش دب فيه الفساد ؟؟ قطعا لا كذلك الشعب فى معركته الرهيبة ضد التخلف يحتاج الى انضباط عسكرى فى كل سلوكياته ،، للأسف عندى احساس أن لوبى الفساد استطاع لوى ذراع الدولة بتهديداته الجوفاء حول هروب الأموال وتراجع الاستثمارات ويبدو أن لهم طابور خامس داخل الحكومة
4- أقول للسيد الرئيس ادا لم تكن محاربة الفساد هى نقطة البداية فسينصرف الناس عن العمل العام ولن يصدقوا أى شئ يسمعوه ولن يتحمسوا لأى مشاريع مهما كان حجم الدعاية لها شعبنا طال شوقه الى التطهر والى الحاكم القدوة ساعتها ستجده على استعداد لتحمل أى صعاب سيادة الرئيس لاتدع عشب الفساد تنموا تخت قدميك ان المحيطين بك هم نفس النوعية التى أحاطت بكل خاكم ومسئول كبير ينسجون حوله خيوط حريرية من المدح والتزلف ثم يبدؤون فى تصوير المعارضين له أنهم شخصيات جاحدة أو حاقدة أو شعب بيدلع ثم يعزلونه عن أى شخص مخلص حتى لايرتاح الا لفحيحهم ويكره كل صوت منتقد ياسيادة الرئيس ان من يمدحك اما فاسد أومنافق لماذا لايشيع مدح الحاكم الا فى الدول الشمولية الشعوب المتقدمة ترى أن اجتهاد الحاكم واخلاصه هو الأمر الطبيعى الذى انتخب من أجله وتترك الحكم على انجازاته للتاريخ يمدحه أو يذمه سيادة الرئيس ليتك تحرص على الجلوس الى أشد معارضيك لتسمع منهم وصدقنى لن تخسر شيثا بل ربما تسمع آراء مخلصة تنير لك الطريق
5- اننا نواجه مشاكل مركبة ولو تأملنا لوجدناها مرتبطة معا بعلاقة ما فأزمة البطالة الخانفة وراءها بنيان اقتصادى هش بعد أن كنا على أول طريق التصنيع بعنا مصانعنا القليلة لصالح حفمة من حواريى النظام السابق وتحولنا الى دولة المستوردين وتراكمت الثروات لأصحاب التوكيلات والعمولات وتجار الأراضى وعجزنا عن بناء صناعات جديدة لنضوب الكفاءات وتدنى التعليم بوجه عام والتعليم الفنى والهندسى على وجه الخصوص وأصبحت النخبة (( لاأفصد بالنخبة أؤلئك التاقهين الذين لاتخلو منهم الشاشات ويتكلمون كثيرا ولا يقدمون فكرا ولا معرفة )) بل النخبة هم أولئك الصفوة من المجتمع من علماء ومفكرين وفنانين ومهندسين وباحثين وفلاسفة ورجال دين وهم القاطرة التى تقود مجتمعاتها بكل أسف تدنت كفاءتها وأصبحت كما يقال فرز ثالث بسبب طغيان قيم الفهلوة وضياع المسئوليات وغياب الشفافية بالبلدى عايشين بالبركة لم نضع أهداف وجداول زمنية يحاسب المسئول اذا لم يفى بها سيادة الرئيس ليكن مبدأك فى الادارة البقاء للأكفأ والمنصب لصاحب الفكر الابداعى والحلول الغير تقليدية والجاهز دائما بالبدائل ويكون الترقى لصاحب الانجاز الملموس وليس المكلمنجى وكما تعلم فان الادارة أصبحت فن وعلم والمدير الناجح ثروة أما المدير الفاشل فهو مصيبة سودة وللأسف أغلبهم عندنا كذلك
6- أمامنا نموذجين لاثالث لهما لدول تقدمت النموذج الغربى الذى بنى تقدمه على عنصرين أولا التعليم والثقافة ثانيا منظومة العدالة بشقيها الأمنى والقضائى يتم ذلك فى اطار ديمقراطى وتداول للسلطة ولكن يظل العاملين السابقين مقدسان بالنسبة لأى حزب فائز وطبعا مع اعطاء حرية رأى وحرية حركة للأفراد والمجتمع فى تنظيم حياتهم وتحمعاتهم لاطغيان لسطوة الادارة الحكومية ولا القوانين المكبلة فى نشاط المجتمع ،، أما النموذج الثانى فهو النموذج الصينى والذى يحلو للكثيرين من أعداء الحرية عندنا أن يستشهدوا به للتدليل على أن الديمقراطية ليست شرطا واجبا للتقدم ،،، حسنا هل يستطيع من يحكمنا أن يطبق نموذج الصين نظام الحزب الواحد الذى يقود المجتمع الى البناء من خلال خطة خمسية وخطة عشرية وأهداف واضحة محددة يحاسب المقصر بكل قسوة مع الالتزام بالنظام الشيوعى الذى يكفل للمواطن التعليم والسكن أما فى داخل الحزب نفسه يتم تغيير القيادات العليا بصورة دورية لتجديد الدماء برغم أى نجاح حققته
7- اذا أردنا ترتيب مشاكل مصر حسب خطورتها أولها فى رأيى الانفجار السكانى الرهيب فوق مساحة محدودة من أرض مصر وهذا راجع الى طريقة التفكير البائسة وحب التقليد فنحن كمصريين نخاف من التغيير ونتوجس من المبادرات الجديدة وبالطبع غابت عن حكامنا رؤية المستفبل وغاب التخطيط تم التعامل مع البشر كمخلوقات مزعجة وأفواه مفتوحة وليسوا كمواطنين لهم كل الحق بأن يشعروا بآدميتهم من خلال توفير أراضى فضاء يتحرك فيها المواطن هو وأولاده و مسطحات خضراء وحدائق عامة ليشم هواءا نظيفا وميادين وشوارع واسعة وملاعب للأطفال والكبار ومكتبات عامة وتماثيل ومسارح ليكون الانسان انسانا عنده الحس الجمالى والحضارى ،، ان السكن الخاص فى معظم عواصم الدنيا مبنى من طابقين أما العمارات فهى عادة للشركات والمكاتب أما فى مصر بنينا أبراج سكنية فى شوارع ضيقة يتكدس فيها البشر ونركن السيارات على جانبى الشارع لعدم وجود جاراجات والزبالة تزين المكان ناهيك عن العشوائيات التى ظهرت على أطراف المدن على حساب الارض الزراعية تكدس غير آدمى واذا أردت بناء وخدات خدمية من مدارس وغيرها لن تسطيع بعد أم ملأنا الأرض بالخرسانة المسلحة أما الحدائق فصارت رجسا من عمل الشيطان وارتفعت أسعارالمساكن واغتنى البعض من استغلال حاجة الناس للسكن ومع الزحام اختنق المرور فقمنا ببناء كبارى زادت من قبح العاصمة ،، تخيل معى لو أننا وكلنا مسألة التخطيط الاسكانى لشخص مثل الخواجة امبان (( الرجل الذى اشترى مساحة فى الصحراء بعيدة عن القاهرة وبنى عليها حى مصر الجديدة )) وكان الجميع يسخر من تفكيره ،،، لقرر بناءا عدة مدن تموذجية فى عمق الصحراء ومد لها المرافق والطرق السريعة من والى القاهرة وزود البيوت بالخلايا الشمسية ونقل لها الوزارات والسفارات وفرغ القاهرة من نصف سكانها لتعود كما كانت فى الخمسينات من أجمل عواصم الدنيا ولكن ماذا يهم الحكام والأثرياء وعلية القوم وقد بنوا لأنفسهم الكومباوندات ويمضون اجازاتهم فى البلاد المتحضرة
8- لاتفتصر خطورة الانفجار السكانى فقط على مشكلة توفير المسكن ولكن مع عدم قدرتنا على استيعاب هذه الملايين من المواليد والوفاء باحتياجاتها من تعليم وعلاج وفرص عمل معنى ذلك سنرى المزيد من البلطجية وأطفال الشوارع والعاطلين والمزيد من العوانس وسنرى أن صفات وخصائص السكان زادت سوءا مع تراجع مؤشر التنمية البشرية مع مايصاحب ذلك من مشاكل اجتماعية وربما ندخل فى ثورة جياع وخصوصا أن الفقراء هم أكثر الناس انتاجا للأطفال سيقول البعض فكيف بالهند وقد تجاوزت المليار نسمة كيف تدبر أمرها أقول لهؤلاء المتحذلقين الهند حققت الاكتفاء الذاتى فى الغذاء بل وتصدر لنا اللحوم ومع ذلك فهى والصين تطبق نظام صارم لتحديد النسل وفى المقابل لانستطيع نحن تحقيق الاكتفاء الذاتى فى الغذاء لاحاليا ولا مستقبلا بسبب ندرة مياه الرى بل سنعانى ندرة المياه الصالحة للشرب اننا ياسادة ننتحر اذا لم نأخذ المسألة بالجدية اللازمة لو تعلم النساء الجريمة التى يرتكبنها بولادة أكثر من طفل بدوافع أنانية فهى تلد أطفال لمستقبل غامض وكئيب لمجرد أن تحس بأنها مرغوبة وتشعر بأنوثتها وعلى مشايخ السلفية الذين يعارضون بشدة تحديد النسل نسألهم هل يريدون أمة ضعيفة يكثر فيها المتسولين ينظر لنا العالم كحثالة ؟؟
9- ثانى أكبر همومنا القومية أننا أمة عمرها آلاف السنين ومع ذلك لا ننتج شيئا بالمرة وكما قال أحدهم ساخرا لاننتج غبر أقراص الطعمية اذا كنا ننتظر المستثمر الأجنبى ليبنى فى مصر المصانع فسننتظر كثيرا فالخواجة لن يستثمر عندك الا فى مجال البترول والبتروكيماويات ولكن ليس عندنا بترول ممكن الخواجة يبنى لنا محطات كهرباء أو تطوير السكة الحديد وغيرها اذا دفعت له المقابل هذا شيئ وبناء مصانع انتاجية واستيطانها فى مصر شيئ آخر أما المستثمر الوطنى فممكن يبنى مصنع أسمنت أو مصنع سماد أو مصانع سيراميك وشيبسى وغيرها أما غير ذلك فلماذا يغامر أى مستثمر ببناء مصنع لن يستطيع بمنتجه منافسة المستورد حتى صناعة الملابس التى كان ممكن أن ننافس فيها لجودة القطن المصرى تخلفنا فيها كثيرا ،، انتهت الحرب الباردة حيث كان الاتحاد السوفيتى يزودنا بمصانع مهمة صحيح ذات تكنولوجيا أقل ولكن استفدنا من الناحية الفنية أما الآن فالأمل الوحيد فى بناء صناعة أن يتعلم مهندسونا كيفية نصميم وبناء المصانع لكى يكون عندنا صناعة مصرية بأيدى مصرية ولو حتى نبدأ بالصناعات التى لاتحتاج تكنولوجيا عالية مثل تصنيع المواتير والطلمبات وتصنيع السيارات للسوق المحلى مع فرض حماية جمركية لتشجيع المنتج المحلى ولا بأس من استقدام خبراء أجانب بمرتبات مجزية يساهموا فى تعليم مهندسينا أسرار الصناعة فأمامنا طريق طويل لنصل لهذا الهدف مادام التعليم عندنا قاصر عن تخريج المهندس والفنى الكفؤ ان الصناعة وحدها القادرة على استيعاب العمالة وتخقيف حدة البطالة بالاضافة الى أن المجتمع الصناعى سيخلق بيئة تحفز الابتكار ويرفع مستوى الوعى فى المجتمع ومع تراكم الخبرات الفنية التى تستطيع وضع قيمة مضافة للمنتجات سيبدأ الشركات الأجنبية فى الدخول فى شراكات مع المستثمر المصرى ،،، فهل عند مسئولينا خطة واضحة لبناء صناعة وطنية لاأرى غير كلام غامض غير مفهوم عن تشجيع الصناعات الصغيرة ومتناهية الصغر يعنى ايه؟؟ الله أعلم 10- نعلم ياريس اهتمامك بالاعلام وقدوتك فى ذلك عبد الناصر ولا أقول جوبلز ولكن فى عهد ناصر (( وقد كان الرجل فى معارك لاتهدأ )) هل وصل الاعلام لهذا المستوى الهابط اعلام هيا بنا نرقص وهل من موجبات الحشد ضد الاخوان أن يكون الشباب اما مخلوع الوسط أو ملحد أو لامبالى اذا كانت هذه وجهة نظر أمنية لصرف الشباب عن السياسة وعن الالتزام الدينى فهى وجهة نظر خاطئة بالتأكيد فعندما تكون لديك معركة سيتوقف عليها مصير الأمة فالمفروض أن يكون الجميع مشاركا وأن يعمل المجتمع كخلية النحل ونرفع مستوى الوعى لدى الأغلبية من عامة الناس وبسطائهم الذين يستقون كل ثقافتهم من التلفزيون من خلال برامج تثقيفية يعرضها شخصيات لها كارزما ولها مصداقية وبلغة احترافية مشوقة فالشعب الجاهل وليس هذا سبا لاسمح الله ،، لن يسعفك فى المعارك التى أنت مقبل عليها وقد تكون معارك بالسلاح ولاتلتفت لما يقال عن خطر الاخوان فهم استنفذوا طاقتهم وطاقة شبابهم فى تحركات غبية نفرت الناس منهم ولكن سيكون هناك فعلا خطر من عودة الاخوان اذا لم يحقق النظام شيئا ملموسا للناس فليس بالدعاية وحدها تبنى الأوطان فالحقائق تظهر ولو بعد حين على سبيل المثال لقد بالغ الاعلام فى تمجيد ماأطلقنا عليه قناة السويس الجديدة ماذا سيكون رد فعل الناس اذا تأكد لديهم بعد الانتهاء من المشروع أنها لم تحقق الزيادة المتوقعة فى دخل البلد عندها سيخسر النظام كثيرا من المصداقية لأنه فى النهاية ياسيادة الرئيس لايصح الا الصحيح
11- تبقى لدينا متاعب لاتقل أهمية عما سبق مثل التعليم والعلاج ومشكلة الطاقة ومشكلة سد النهضة ومشكلة الثقافة ومشكلة الأمية وتناقص الآرش الزراعية ومشكلة البطالة ومشكلة تحقيق الديمقراطية وحرية الرأى ،،، سيادة الرئيس أملنا فى ربنا ثم فى سيادتك ولكن اجلس مع نفسك يوم كل شهر بعيدا عن المستشارين والتقارير وفكر فى مسئولياتك أمام الله واستفت قلبك في القرارات المهمة التى عليك أن تأخذها وأنا متأكد أن أول قرار ستتخذه هو الافراج عن الآلاف من المعتقلين بدون ذنب فليبارك الله خطواتك وليعينك على مسئولياتك الخطيرة