(1) منذ عقود ، و " الأمة العربية " تعاني من العقم السياسي .. أتى " الربيع العربي " وابتهجنا بالحمل / الحلم ! الأنظمة العربية ، وفي أيامه الأولى ، ابتسمت بسخرية ، وقالت : حمل كاذب ! المتشائمون قالوا : الأمة دخلت سن اليأس ومن المستحيل أن تحمل . الحالمون قالوا : مهما كبرت .. تظل صبيّة .. وولاّدة . المتشككون قالوا : لعلّه " طفل أنابيب " ! .. لعل بعض الأطباء الغربيين شارك في صناعته وزراعته في الرحم العربي ! أحدهم ينظر بنصف عين ويقول : عرفنا الأم .. من هو الأب الذي قام ...؟.. دخيل الله لا تقولوا الفيسبوك ! يرد عليه فتى ً في العشرين : الفيسبوك – يا أخا العرب – جدار إلكتروني .. البعض يرسم عليه لوحة جنسية ، ونحن كتبنا عليه لافتة الحرية . (2) الذكوريون من المحافظين ، وبعد أن تأكدوا من حقيقة هذا الحمل ، قالوا : يا رب ولد !.. لهذا ينظرون بريبة لمفردات مثل " حريّة " و " مدنية " لأنها مؤنثة وتوحي بأن المولود أنثى . (3) منذ أول يوم ، وبعد سبعة أشهر ، من إذاعة خبر حمل " الأمة العربية " وهي تعاني من آلام الحمل وكل ما يصاحبه من مشقة : حاولوا قتل الجنين بكل الطرق .. شككوا بهويته .. قالوا أنه سيولد مشوّهاً .. شككوا بشرف الأم !.. ولكن ، وبقدرة ربك سبحانه ، ثم بجهود الذين آمنوا بهذا الحمل / الحلم .. ما يزال الجنين بخير . والطفل سيولد .. رغم كل الأنوف سيولد ، وليس هذا هو المهم .. المهم : كيف ستتم تربية هذا الطفل ، هل سيرضع حليب الحرية ، هل سيحمل الأسماء التي نحبها ، هل سيطول مخاض الولادة ، هل أمه / الأمة ستجيد تربية هذا الطفل الساحر الباهر ؟.. أم أنه سيُنزع من بين يديها بحجة تربيته بشكل أكثر معاصرة وحداثة ، أو يُرمى عند باب جامع ؟!! (4) الطفل سيولد .. هذا ما يؤمن به حتى الحُكماء من الحُكام . وهذا ما فعلته مملكة المغرب : استعدت لاستقباله ، وهيأت له غرفة في المنزل ، واشترت له الملابس الجميلة ، وصنعت له سريراً رائعاً .. وقالت للشعب : تعالوا لنختار له اسما . (5) أيا كان شكل هذا المولود ، ومهما كانت ملامحه .. أكاد أجزم أنه أجمل ألف مرة من هذا العجوز القبيح الذي يسمونه " النظام العربي " ! تويتر : @alrotayyan