أصبحت «عربات الكبدة» من الظواهر المعتادة بالشارع المصري، وفى مختلف الأحياء باختلاف مستوياتها الاجتماعية، فهى وجبة شعبية للكثيرين رغم ارتفاع أسعارها بسبب زيادة أسعار الكبدة المستوردة لتصل إلى 3 آلاف دولار للطن، والمشكلة ليست فى السعر بقدر ما هى فى الأمراض التى قد تسببها مما أدى لامتناع معظم دول العالم عن تناولها، لتصبح مصر هى المستهلك الرئيسى والوحيد للكبدة الأمريكى أكبر الدول المصدرة لها. الأمر جد خطير خاصة مع التحذيرات التى أطلقها العديد من العلماء والمتخصصين، والتى تؤكد أن الكبده هى مخزن سموم الجسم ،وأنها أيضا مخزن للهرمونات خاصة الصناعية التى تتناولها الماشية لأغراض التسمين ،ويصعب أن يتخلص الجسم منها، أما الهرمونات المصنعة من مواد طبيعية فكما يشير العلماء يمكن التخلص منها خلال شهرين من وقف تناولها، وقد أخذت المواصفة القياسية المصرية الصادرة عام 2013 بضرورة التأكد من خلو جسم العجل من الهرمونات قبل الذبح بشهرين، وهو ما يصعب إثباته بالنسبة للكبده. ويقول صاحب أشهر عربات الكبده بوسط البلدة: «عربية الكبدة» ثقافة قديمة وتناول سندوتشاتها له نكهة خاصة يشتهى إليها المصريون، وتقبل عليه مختلف طوائف الشعب منذ قديم الزمان لدرجة أنها أصبحت نشاطا أساسيا بجميع الأحياء والمناطق وخاصة الحيوية منها، مشيرا إلى أن انتشار عربات الكبده فى الشوارع جاء نتيجة الإقبال الشديد عليها من جميع فئات المجتمع وبجميع الأحياء والمناطق بكافة المحافظات. ويشير إلى أن الكميات التى تستهلك من الكبده تختلف من منطقة لأخرى، ففى مناطق وسط البلد والمناطق الحيوية العربة الواحدة قد تبيع بين 8 و10 كيلو يوميا، بينما فى الأحياء الشعبية 2 كيلو الحد الأقصى، لافتا إلى أن كيلو الكبده المستوردة يتضاعف وزنه بعد إضافة المكونات الأخرى من طماطم وفلفل وبصل ونكهات. وفيما يتعلق بالأسعار فتترواح ما بين 2 و2.5 جنيه للرغيف الواحد بمنطقة وسط البلد مقابل جنيه و1.5 جنيه بالمناطق الشعبية ويتناوله جميع فئات المجتمع فيما عدا طلبة المدارس وخاصة المرحلة الابتدائية حيث يتراجع تماما حجم عربيات الكبده أمام المدارس نظرا لتحذيرات أولياء الأمور. من ناحيته قال أحمد صقر سكرتير عام غرفة الاسكندرية إن قضية الكبده المستوردة تمس بشكل مباشر صحة المواطنين، حيث إن الكبد والكلاوى هما أكثر القطع بالعجل احتفاظا بالهرمونات خاصة الصناعية والتى يستخدمها المربون لزيادة إنتاج اللحوم، وإذا علمنا أن معظم شعوب العالم لاتتناول الكبده بما فيها أمريكا، كما أن روسيا أوقفت استيرادها ومنذ عام 2013 لإدراك تلك الدول خطورتها، والأضرار التى قد تسببها لصحة الإنسان، وأشار إلى أن مصر تستورد 175 الف طن سنويا من الكبده، بقيمة تصل لنحو 3٫5 مليار جنيه معظمها من الولاياتالمتحدةالامريكية، ورغم التحذير المتكرر من خطورتها، لم يتوقف الاستيراد بسبب الضغوط ،حتى إن وفدا أمريكيا زار القاهرة مؤخرا وقام بزيارة المعامل المصرية للتأكد من قدرتها على كشف الهرمونات فى الكبده وتبين لهم قصور الأجهزة لدى المعامل، وأن نتائجها لن تكون دقيقة، ورغم ذلك طالبوا بضرورة استمرار عمليات الاستيراد. وأوضح أن هناك مصادر أخرى لتوفير البروتين الحيوانى للمواطنين أكثر أمانا وأرخص سعرا، فبينما وصل سعر طن الكبده الأمريكى لنحو 3 آلاف دولار بعد أن كانت أسعارها لاتتجاوز 400 دولار للطن فى السنوات الماضية، فهناك إمكانية لتوفير الدجاج وهى مصدر بروتينى آمن وأسعارها تصل لنحو 1700 دولار للطن فقط، والأسماك لاتتجاوز أسعارها نحو 1200 دولار للطن، فلماذا الإصرار على الكبده والمخاطر التى تحيط بها؟