أتهم تقرير حكومي هولندي عناصر "متطرفة" بالسيطرة على عدة مساجد تعمل من خلالها على الترويج لفكر متشدد؛ وهو ما نفاه إمام أحد هذه المساجد، معتبرا أنهم "يحيون بين شقي رحى"؛ حيث تتهمهم الحكومة بالتطرف، بينما يتهمهم الشباب ب"إبدال جلدتهم" للحفاظ على جواز السفر الهولندي. غير أن شخصية إسلامية بالبلاد أقرت "بوجود ظواهر متشددة داخل بعض المساجد"، لكنها محدودة النطاق، مؤكدا على مسئولية الحكومة عن "البحث عن أسباب التطرف خارج المساجد". وجاء في تقرير وجهه "مركز مقاومة التطرف والراديكالية" الحكومي للبرلمان أن "المتطرفين يستقطبون المساجد ومرتاديها الآن أكثر من أيّ وقت مضى". وأضاف التقرير، وهو الرابع للمركز، أن "المتطرفين " ينشرون أفكارهم عبر شبكة الإنترنت من خلال أئمة ودعاة يتقنون الهولندية، ويجيدون التواصل عبر وسائل الاتصال العصرية. وتتهم المخابرات الهولندية تحديدا ست مؤسسات إسلامية ب"نشر أفكار متشددة"، وتضعها تحت المراقبة الدائمة، وهي: مساجد التوحيد بأمستردام، والسنة في لاهاي، والموحدون في هلموند، والمؤسسة الشبابية الإسلامية في بريدا، والمؤسسة الإسلامية للتربية والمعرفة في تلبيرخ، ومسجد الفرقان في أندهوفن. وفي موضع آخر أشاد التقرير بالدور والجهود التي بذلت ولا تزال من جانب عدد من المساجد للتصدي لما وصفه ب"ظاهرة تطرف الشباب". وعلق "تايب يوسترا" منسق "مركز مقاومة التطرف والراديكالية" على هذه النقطة قائلاً: "بالفعل، ما زالت هناك مساجد معتدلة". ولم يوضح التقرير مظاهر التطرف داخل هذه المساجد، لكن اعتبره "معاديا لنمط الحياة الغربية، ومعيقا لاندماج المسلمين في المجتمع". أما المسئول عن "مسجد الإسلام" بمدينة لاهاي، وسكرتير اتحاد المساجد المغربية بهولندا، أقر من جانبه بوجود "عدد من الشباب يحاول إحداث أشياء مزعجة داخل المساجد بفرض آرائهم الفقهية والفكرية على المصلين وإجبارهم على تبنيها". وقال ل"إسلام أون لاين.نت": إننا نحتاج لمزيد من التسامح، وأن نعلم شبابنا قيم التنوع والاختلاف لا التشدد وفرض الآراء خصوصا فيما يتعلق منها بجزئيات لا بثوابت الدين". ويرى إمام "مسجد الإسلام "أنه وإن كانت بعض المساجد وأئمتها يتحملون جزءًا من مسئولية انتشار الأفكار المتشددة، فعلى الحكومة البحث عن أسباب التطرف والراديكالية خارج المساجد". وأنشئ "مركز مقاومة التطرف والراديكالية" في أعقاب الأحداث العنصرية بحق المسلمين التي عرفتها هولندا إثر مقتل المخرج الهولندي تيو فان خوخ في نوفمبر 2004 على يد شاب هولندي من أصول مغربية استفزته أفلام المخرج المعادية للإسلام. ويعيش في هولندا حوالي مليون مسلم من بين إجمالي عدد السكان البالغ نحو 16 مليونا ونصف المليون نسمة. وينحدر 80% من الأقلية المسلمة بهولندا من أصول تركية ومغربية، أما ال 20% الباقية فلهم أصول قومية وعرقية وطائفية مختلفة.