بعنوان "مصر وقطر تتصالحان..أهمية السعودية تزداد"، قالت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلة إنه من المتوقع أن تمس المصالحة بين مصر وقطر بعلاقة الأخيرة بحركة "حماس" الفلسطينية، في الوقت الذي تعد فيه السعودية هي الرابحة الأساسية من الأمر. أضافت: "بعد أسبوعين من تصالح دول الخليج مع قطر، جاء دور مصر أيضًا، لينتهي بذلك فصل طويل من المواجهات السياسية بين الدولتين، والذي بدأت مع سقوط نظام الإخوان المسلمين في يوليو 2013". وأشارت إلى أن "السعودية حرصت على هذه المصالحة بشكل كبير، بعد أن بدأت الرياض المعركة السياسية ضد الدوحة في مارس الماضي عندما أجبرت البحرين والإمارات على سحب سفيريهما من قطر، وبعدها بوقت قصير سحبت القاهرة أيضا سفيرها من هناك ووجهت كل إعلامها الحكومي لشن حملة انتقادات ضد الدوحة". وأضافت أن "تدهور العلاقات بين قطر ومصر، تزامن مع تغطية مكثقة من قبل قناة الجزيرة التي تملكها العائلة الحاكمة القطرية، والتي كانت المتحدث باسم الإخوان المسلمين ضد النظام المصري". وقال إن "قطر التي أودعت مليارات الدولارات في البنوك المصرية خلال فترة حكم الإخوان المسلمين لمساعدة مصر في الحصول على قروض من مؤسسات دولية، طالبت القاهرة بإعادة هذه الأموال والتي تقدر ب 6 مليار دولار". وذكرت أنه "لكي تعيد مصر هذه الودائع، استعانت بمنح وقروض من السعودية والإمارات وبهذا جعلت من نفسها معتمدة اقتصادية وبشكل شبه تام على هاتين الدولتين". ورأت أن "هذا الاعتماد الاقتصادي تحول بسرعة إلى تنسيق سياسي يلزم القاهرة بتشجيع سياسة الرياض في الشرق الأوسط سواء في الحلبة العربية أو الدولية، وبهذه الطريقة صنعت الرياض كتلة عربية لا يزعجها إلا الدوحة، ومع انتهاء مسيرة التصالح مع الأخيرة يمكن للسعودية الآن إملاء سياساتها". وأوضحت "هاآرتس"، أن "مصر، التي ستتمتع بشكل أساسي من المصالحة مع قطر، يمكنها أن تتوقع الآن توقف الأخيرة عن مساعدة الإخوان المسلمين، على الأقل رسميا، وأن تغير قناة الجزيرة أسلوب تغطيتها الإعلامية التي كانت تغضب القاهرة يوميًا". وتابعت "من المتوقع أيضًا أن تجدد الدوحة المساعدات الاقتصادية للقاهرة وتنضم للسعودية والإمارات في استثماراتهن، إلا أن الذي سيقع في مأزق كبير هو حركة "حماس" الفلسطينية، خاصة أن قطر ستكون مطالبة بالتنسيق مع مصر في أي مشروع أو مساعدة ترغب في إجرائه بقطاع غزة، وبهذه الطريقة ستعزز من تحكم القاهرة في إيقاع عملية الإعمار هناك". ولفتت إلى أن "هذا الأمر سيكون لها نتائج على نظام الحكم الفلسطيني، فبدون مساعدة قطر، تتآكل قوة حماس في غزة، وبهذه الطريقة يمكن للسعودية وبواسطة القاهرة إملاء القرارات الفلسطينية ". وختمت تقريرها بالقول "المصالحة بين قطر ومصر من شأنها التأثير على مركز وسياسة تركيا التي ما زالت وحدها في موقفها المعادي للقاهرة، خاصة في ظل جهود إيران لتجديد العلاقات مع القاهرة واعترافها بالنظام المصري الحاكم"، مضيفة أن "حتى الآن كان الثنائي أنقرةوالدوحة متعاونتين في مقاطعة القاهرة، لكن من الآن ستضطر تركيا إلى إعادة التفكير فيما تقوم به من خطوات" ولفتت إلى أن "المصالحة بين الدولتين أكملت الوضع الهرمي في الشرق الأوسط، والذي تترأسه السعودية وحولها كتلة من الدول التي تم التنسيق معها، وهي الكتلة التي ستمثل بديلا غير رسمي لجامعة الدول العربية، وهو الائتلاف الذي من شأنه أن يخدم أكثر الصراع مع العناصر المتمردة وبالأخص الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية". وبعنوان "المصالحة بين مصر وقطر ..ورقة ضغط على حماس"، نقل موقع "واللاه" الإخباري العبري عن مصادر أمنية إسرائيلية قولها إن "الصفحة الجديدة بين قطر ومصر هي لصالح إسرائيل، خاصة أن الدوحة التي أدركت أن عزلتها في العالم العربي ستضرها، من شأنها أن تقوم بلجم حركة حماس التي تمولها وترعاها". وأضافت المصادر "نحن نرى بشكل إيجابي المصالحة بين القاهرةوالدوحة لأنها تشكل ورقة ضغط على حماس"، مشيرة إلى أن "إسرائيل لم تتفاجئ بالمصالحة، وترى في المزايا من وراء هذا الأمر أكثر من العيوب". وقالت "مصر طالبت قطر طوال العام الأخير بتنسيق نقل الأموال التي تريد الدوحة إيصالها لغزة مع السلطة الفلسطينية، وذلك لمنع نقل تلك الأموال لكتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحماس، القاهرة أصرت أيضا على إغلاق معبر رفح حتى تتحمل رام الله المسئولية الكاملة عن المعابر الحدودية مع القطاع". وذكرت أن "قطر لا تريد حالة العزلة في العالم العربي ولديها مصلحة في التقارب مع مصر والسعودية، ولهذا فهي ستقوم بلجم حركة حماس خاصة فيما يتعلق أيضا بالعمليات التي تمولها الأخيرة بشكل غير مباشر في سيناء".