أعلنت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات التونسية اليوم، فوز مرشح حركة "نداء تونس" الباجي قائد السبسي بنسبة 55.68في جولة الإعادة للانتخابات الرئاسية، فيما حصل منافسه الرئيس المنتهية ولايته محمد المنصف المرزوقي على نسبة 44,32%. وشارك في عملية التصويت في جولة الإعادة للانتخابات 3189672 ناخبًا، وتم اعتماد 3110048 صوتا في حين تم إلغاء 50585 صوتًا. وكان قائد السبسي والمرزوقي تأهلا إلى الدورة الثانية بعدما حصلا على التوالي على 39.46% و33.43% من إجمالي أصوات الناخبين خلال الدورة الأولى التي جرت في 23 نوفمبر الماضي. وهذه أول مرة تجرى فيها انتخابات رئاسة بطريقة ديمقراطية وحرة في تونس التي حكمها منذ استقلالها عن فرنسا سنة 1956 رئيسان، هما: الحبيب بورقيبة (1956-1987)، ثم زين العابدين بن علي (1987-2011). واستبق زعيم حركة "النهضة" راشد الغنوشي إعلان النتائج النهائية قائلاً إن حصول أحد المتنافسين المتوقع على أقل من 50% من الأصوات بقليل والآخر أكثر بقليل من 50%، يعتبر "فوزًا حقيقيا لتونس، حري بنا أن نفتخر به ونرفع رؤوسنا لأننا دخلنا العالم الحديث". وأضاف في تصريحات تلفزيونية أمس أن هناك استطلاعات رأي تشير إلى أن هناك اتجاها لفوز قائد السبسي، "وهو ما يمكن أن يكون صحيحًا لكن ينبغي انتظار نتيجة هيئة الانتخابات، وفي جميع الأحوال يجب أن لا نرتكب ما يخدش صورة تونس الجميلة بالتشكيك في نتائج الانتخابات". وجاءت تصريحات الغنوشي في محاولة لتهدئة الأجواء بعد أن أثارت تصريحات السبسي استياء بعض أنصار المرزوقي، خاصة في جنوب البلاد حيث تتركز شعبيته. وتجمع عدد من المحتجين في مدينة الحامة التابعة لمحافظة قابس جنوب البلاد للتعبير عن رفضهم لما اعتبروه استباقا للنتائج الرسمية ولنتائج سبر الآراء التي تم الإعلان عنها في بعض القنوات التلفزية، رافعين شعارات "الشعب يريد ثورة من جديد"، و"الشعب يرفض نتائج الانتخابات"، بحسب ما أوردته وكالة "الأناضول". وتدخلت قوات الأمن للسيطرة على الأوضاع واستعملت الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين الذين تجمعوا أمام مركز الشرطة وهشموا محتوياته، كما أضرموا النار في العجلات المطاطية أمام مبناه.