أهالى المطرية في حادث المركب المنكوب: «ولادنا تركوا بلادهم علشان بلطجية المنزلة» استيقظ أهالى مدينة المطرية بمحافظة الدقهلية، على حادث مروع أسفر عن مصرع وإصابة العشرات عقب غرق مركب "بدر الإسلام" التى كانت تقل أكثر من 35 صيادًا بمياه البحر الأحمر. وأكد طلعت الجعيدى نقيب الصيادين بالمطرية، أنهم فوجئوا بخبر غرق المركب والتى تسمى بدر الإسلام بمنطقة الزيتة بالبحر الأحمر والتى تقع بين رأس غارب وميناء الطور البحري، مشيرًا إلى أن المركب ملك إحدى عائلات بدير ويقودها عبده أبوشلبى. وأضاف أنه علم بخبر غرق المركب بعد وصول رسائل استغاثة له على الهاتف المحمول من أحد الصيادين على المركب، وأن المركب غرقت بسبب اصطدامها بسفينة بضائع أجنبية فى منطقة الزيديات فى المياه الإقليمية بالبحر الأحمر وانشطرت نصفين، مؤكدًا أنها خرجت منذ يومين للصيد وكان من المقرر أن تعود بعد 15 يومًا. فيما قال الحاج عبده الرفاعي، رئيس جمعية الصيادين بالمطرية إننا تأكدنا من وقوع الحادث بالاتصال بالصيادين فى البحر وأن رئيس المركب الغارقة يدعى عبده أبو شلبى وأنه تم انتشال جثث الصيادين .
وأفاد حسن الشحات أحد شهود العيان، بأن الريس عبده أبو شلبى ريس المركب الغارقة اتصل - قبل غرقه- بالريس محمد النجارى ريس مركب (أبو علاء الاشاوي) وقال له حرفيًا " فيه وابور (مركب) داخل علينا هيغرقنا "وصرخ الله أكبر الله أكبر ثم حدث الصدام الرهيب. وتابع عندما "وصلنا لقينا المركب غرقت بسرعة خاطفة وقمنا بانتشال 11 صيادًا من الناجين، بالإضافة لاثنين آخرين كانا على متن قارب صغير (فالوكة إنقاذ) كانت بعيدة عن المركب وهما من الناجين أيضًا. وقد اكتست منطقة العقبين بالمطرية بالسواد، حيث يقطن أسر معظم الصيادين المتوفين والمفقودين فى الحادث وشهدت المدينة انتشارًا مكثفًا لقوات الشرطة تحسبًا لحدوث ردود أفعال غاضبة من الأهالى ولحفظ الأمن بها واصطف المواطنون فى انتظار وصول جثامين ذويهم بينما سادت حالة من الصراخ والهيستيريا بين أهالى المفقودين والمصابين. وعند تشييع الجثامين تحولت الجنازة إلى صراخ وعويل وهتافات تطالب بحماية حقوق الصيادين وقام الأهالى بقطع الطريق الواصل بين المدينة وهيئة الاستثمار بمحافظة بورسعيد بعد تشييع جثامين الصيادين . ولم يتمالك محمد ثابت الشوا والد الصياد عبداللطيف دموعه وهو يقول إن نجلة ترك له 5 أبناء. وأوضح ان نجله اعتاد على العمل خارج بحيرة المنزلة وخاصة بمحافظة السويس فيقوم مع عدد من الصيادين باستئجار مركب للعمل عليها وعادة كانت تستغرق الرحلات ما يقرب من أسبوعين وموسم العمل بداية من أول أكتوبر وحتى مارس فى ظل غياب القمر. وأضاف أن الصيادين تركوا بحيرة المنزلة وخرجوا للبحث عن الرزق بمحافظات أخرى لأن البحيرة أصبحت تحت سيطرة الخارجين عن القانون والحكومة تغافلت عن حقوق الصيادين "الغلابة" على حسب وصفه وتركت البحيرة تغرق فى الانفلات الأمنى وسيطرة مجموعة كبيرة من البلطجية عليها. وأكد نجل الصياد حسن رشاد، أن آخر اتصال أجراه مع والده كان قبيل وقوع الحادث بساعات وطالبه خلاله والده بالاعتماد على نفسه وحماية أشقائه ورعايتهم، مشيرًا إلى أن والده اعتاد العمل خارج بحيرة المنزلة نظرا لضيق الرزق وسيطرة مجموعة من البلطجية على البحيرة رغم الحملات الأمنية التى تعلن عنها وزارة الداخلية. وأوضح، أن والده ترك 5 أبناء وهم محمد "24سنة"،عبده "12سنة"، روضة "8سنوات"، سحر "18سنة" وكان هو مصدر الدخل الوحيد للأسرة. فيما أشار السيد حسن عيد الصافورى 18سنة، إلى أن شقيقه وائل فقد داخل المركب و كان يعمل بثلاجة المركب، مطالبًا بإعادة جثمانه . وناشد عبده الرفاعي، شيخ الصيادين بمحافظة الدقهلية، الرئيس عبد الفتاح السيسي، بإلقاء نظرة على الصيادين، واصفًا إياهم ب "الغلابة" ، مطالبًا من رئيس الجمهورية "يبص نظرة على بحيرة المنزلة، اللى منها الناس دول، دول بيطلعوا يهاجروا منها بسبب التعديات والصرف الصحى فيها، إحنا غلابة جدًا ومالناش ذنب ". من ناحيته أكد طه الشريدى أمين نقابة الصيادين المستقلة بمدينة المطرية، أن النقابة يدها مغلولة لعدم وجود موارد للنقابة إلا أن النقابة تقوم بالوقوف بجانب الصياد الحر ومطالبة المسئولين بتطهير البحيرة وتطبيق مواد الدستور التى تلزم الدولة بحماية بحارها وبحيراتها وتمكين الصياد من العمل إلا أن هذا الكلام "حبر على ورق". وأضاف أن المطرية فقدت العام الماضى 5 صيادين قرابة السواحل السعودية بحثا عن أرزاقهم بعيدًا عن البحيرة التى استولى عليها الإقطاعيون والمعتدون على البحيرة. وقد أسفر الحادث عن وفاة موسى محمد راضى عوض عبده السيد, حمزة حلمى السيد, حسن راضي, محمد محمد الشناوي, عبده عثمان أبو شلبي, محمد أبو فهيم, محمود السويركي, جمال الطيب, عبده ثابت الشوا, الأباصيرى مسعد, رشاد بدير وعلى العاصي، وإصابة كل من السيد محمد عرفة، ومحمد محمود الصياد، وعلى عزت الخريبي، ومحمد الأباصيرى مسعد، ومسعد الأباصيرى مسعد، وصلاح صالح حسن.