من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم ما يلي: - كرامة أصله: صلى الله عليه وسلم واصطفاءه وتفضيله على جميع الخلائق: عن علي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "خرجت من نكاح ولم أخرج من سفاح من لدن آدم إلى أن ولدني أبي وأمي". - وعن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "أن الله عز وجل اصطفى كنانة من ولد إسماعيل عليه السلام، واصطفى قريشاً من كنانة ، واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم" وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أنا سيد ولد آدم يوم القيامة وأول من ينشق عنه القبر وأنا أول شافع وأول مشفع". - توكل الرسول صلى الله عليه وسلم وعصمة الله تعالى له من الناس: عن جابر بن عبد الله قال: غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة قبل نجد فأدركنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: في واد كثير العضاة فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرة فعلق سيفه بغصن من أغصانها، قال وتفرق الناس في الوادي يستظلون بالشجر. قال : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن رجلا أتاني وأنا نائم فأخذ السيف فاستيقظت وهو قائم على رأسي فلم أشعر إلا والسيف مصلت في يده فقال لي: من يمنعك مني؟ قال قلت : الله ثم قال في الثانية من يمنعك مني قال: قلت الله قال فشام السيف فهاهو ذا جالس ثم لم يعرض له رسول الله صلى الله عليه وسلم. - تتميم الأنبياء وختمهم بالنبي صلى الله عليه وسلم: عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بنى بنيانا فأحسنه وأجمله إلا موضع لبنة من زاوية من زواياه فجعل الناس يطوفون به ويعجبون له ويقولون: هلا وضعت هذه اللبنة قال: فأنا اللبنة وأنا خاتم النبيين". - شفقته صلى الله عليه وسلم: على أمته: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" مثلي كمثل رجل أستوقد نارا فلما أضاءت ما حولها جعل الفراش وهذه الدواب التي في النار يقعن فيها وجعل يحجزهن ويغلبنه فيقتحمن فيها قال فذلكم مثلي ومثلكم أنا آخذ بحجزكم عن النار هلم عن النار هلم عن النار فتغلبوني تقحمون فيها". - حوض النبي صلى الله عليه وسلم وصفته: قال عبد الله بن عمرو بن العاصي: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم" حوضي مسيرة شهر وزواياه سواء وماؤه أبيض من الورق وريحه أطيب من المسك وكيزانه كنجوم السماء فمن شرب منه فلا يظمأ بعده أبدا" قال : وقالت أسماء بنت أبي بكر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أني على الحوض حتى أنظر من يرد علي منكم وسيؤخذ أناس دوني فأقول يارب مني ومن أمتي فيقال أما شعرت ما عملوا بعدك والله ما برحوا بعدك يرجعون على أعقابهم. قال فكان أبن أبي مليكة يقول اللهم إنا نعوذ بك أن نرجع على أعقابنا أو أن نفتن عن ديننا". ووردت أحاديث في صفة حوض رسول الله صلى الله عليه وسلم" ماؤه أبيض من الورق، وفي رواية أشد بياضا من اللبن، ريحه أطيب من المسك وعرضه مثل طوله، آنية الحوض أكثر من عدد نجوم السماء وكواكبها وطعمه أحلى من العسل من شربه لم يظمأ، يدفق فيه الماء دفقا متتابعا فيه ميزابان يمدانه من الجنة أحدهما من ذهب والآخر من ورق". - قتال الملائكة مع الرسول صلى الله عليه وسلم: عن سعد بن أبي وقاص قال: رأيت عن يمين رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن شماله يوم أحد رجلين عليهما ثياب بياض ما رأيتهما قبل ولا بعد يعني جبريل وميكائيل عليهما السلام. - شجاعته صلى الله عليه وسلم: عن أنس بن مالك قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس وكان أجود الناس وكان أشجع الناس ولقد فزع أهل المدينة ذات ليلة فأنطلق ناس قبل الصوت فتلقاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم راجعا وقد سبقهم إلى الصوت وهو على فرس لأبي طلحة عرى في عنقه السيف وهو يقول لم تراعوا لم تراعوا لم تراعوا، قال وجدناه بحرا أو أنه لبحر، قال وكان فرسا يبطئ. - جوده صلى الله عليه وسلم: عن أبن عباس رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس بالخير وكان أجود ما يكون في شهر رمضان أن جبريل عليه السلام كان يلقاه في كل سنة في رمضان حتى ينسلخ فيعرض عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن فإذا لقيه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة. - حسن خلقه صلى الله عليه وسلم : عن أنس بن مالك قال: خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم تسع سنين فما أعلمه قال لي قط لم فعلت كذا وكذا، ولا عاب علي شيئا قط، وعنه أيضا قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقا. - سخاؤه صلى الله عليه وسلم : عن جابر بن عبد الله قال: ما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا قط فقال لا، عن أبن شهاب قال : غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة الفتح-فتح مكة-ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم بمن معه من المسلمين فاقتتلوا بحنين فنصر الله دينه والمسلمين وأعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ صفوان بن أميه مائة من النعم ثم مائة ثم مائة، قال أبن شهاب: حدثني سعيد بن المسيب أن صفوان قال: والله لقد أعطاني رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أعطاني وأنه لأبغض الناس إلي فما برح يعطيني حتى أنه لأحب الناس إلي. - رحمته صلى الله عليه وسلم: عن أبي هريره أن الاقرع بن حابس أبصر النبي صلى الله عليه وسلم يقبل الحسن فقال: أن لي عشرة من الولد ما قبلت واحدا منهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أنه من لا يرحم لا يرحم". - حياؤه صلى الله عليه وسلم: عن أبي سعيد الخدري قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد حياء من العذراء في خدرها وكان إذا كره شيئا عرفناه في وجهه. - تواضعه صلى الله عليه وسلم: عن أنس أن امرأة كان في عقلها شيء فقالت يا رسول الله أن لي إليك حاجة، فقال "يا أم فلان أنظري أي السكك شئت حتى أقضي لك حاجتك" فخلا معها في بعض الطرق حتى فرغت من حاجتها. - مباعدته صلى الله عليه وسلم للآثام واختياره من المباح أسهله: عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها قالت: ما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين إلا أخذ أيسرهما ما لم يكن إثما فإن كان إثما كان أبعد الناس منه وما أنتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه إلا أن تنتهك حرمة الله عز وجل. - طيب ريحه صلى الله عليه وسلم : " عن أنس بن مالك قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أزهر اللون كأن عرقه اللؤلؤ إذا مشى تكفأ ولامست ديباجه ولا حريره ألين من كف رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا شممت مسكه ولا عنبره أطيب من رائحة رسول الله صلى الله عليه وسلم. - طيب عرقه صلى الله عليه وسلم والتبرك به: عن انس بن مالك قال : دخل علينا النبي صلى الله عليه وسلم فقال عندنا فعرق، وجاءت أمي بقارورة فجعلت تسلت العرق فيها فاستيقظ النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا أم سليم" ما هذا الذي تصنعين؟" فقالت : هذا عرقك نجعله في طيبنا وهو من أطيب الطيب. - صفة شعره صلى الله عليه وسلم : عن انس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يضرب شعره منكبيه، وعن أنس رضي الله عنه قال: أن شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم أنصاف أذنيه". - إثبات خاتم النبوة: عن السائب بن يزيد يقول: ذهبت بي خالتي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : يارسول الله أن أبن أختي وجع فمسح رأسي ودعا لي بالبركة ثم توضأ فشربت من وضوئه ثم قمت خلف ظهره فنظرت إلى خاتمه بين كتفيه مثل زر الحجلة، وزر الحجلة يعني بيضة الطائر المعروف بالحجلة. - علمه صلى الله عليه وسلم وشدة خشيته: عن عائشة رضي الله عنها قالت: صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرا فترخص فيه فبلغ ذلك ناسا من أصحابه فكأنهم كرهوه وتنزهوا عنه فبلغه ذلك فقال خطيبا: " ما بال رجال بلغهم عني أمرا ترخصت فيه فكرهوه وتنزهوا عنه فو الله لأنا أعلمهم بالله وأشدهم له خشية". - أسماؤه صلى الله عليه وسلم : عن جبير بن مطعم رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لي "إن لي أسماء أنا محمد، وأنا أحمد وأنا الماحي الذي يمحو الله به الكفر وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي وأنا العاقب الذي ليس بعده أحد" وقد سماه الله رؤوفا رحيما، وعن أبن عباس رضي الله عنهما قال:" أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة ثلاث عشرة سنة يوحي إليه وبالمدينة عشرا ومات وهو أبن ثلاث وستين سنة". - عن انس بن مالك قال: قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو أبن ثلاث وستين، وأبو بكر وهو أبن ثلاث وستين، وعمر وهو أبن ثلاث وستين. مختصر صحيح مسلم