علماء الشريعة: إخراج الزكاة للصومال واجبة

تتعرض الآن دولة الصومال لمجاعة شديدة بسبب الجفاف الذى ضرب البلاد والتى لم تشهده الصومال منذ أكثر من 60 سنة، مما دعى مجموعة من الشباب المصريين المتطوعين لمطالبة دار الإفتاء المصرية بإصدار فتوى للتبرع بزكاة المال هذا العام لصالح مجاعة الصومال، ولإنقاذ حياة 3 ملايين صومالى يموتون من الجوع.
وقد نقلت اليوم السابع رأى عدد من علماء المسلمين فى هذه المسألة منهم الدكتور محمد الشحات الجندى الأمين العام للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية الذى أوضح أن الأصل فى الزكاة أنها تخرج من أغنياء البلد وترد إلى فقراء نفس البلد، ويدل على ذلك حديث النبى "صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل حين أرسله إلى اليمن"، وأعلمهم أن الله قد افترض عليهم صدقة تأخذ من أغنيائهم وترد إلى فقرائهم"، أى إلى نفس البلد وعليه أجمع الجمهور، ولكن هناك بعض الآراء التى تقول إنه لا مانع من إخراج الزكاة إلى خارج البلد وخاصة عندما يلم بأهل البلد الآخر ضرورة، وهذا المذهب يستدل بأنه فى عام الرمادة والشدة التى ألمت بالمدينة نقلت زكاة وصدقات المسلمين من مصر إلى المدينة المنورة.
وفى حالة الصومال وما تتعرض له من مجاعة يجوز إخراج زكاة الفطر لها، خاصة أن الحالة التى تمر بها أصبحت تهدد حياة الصغير والكبير وما تناقلته وكالات الأنباء من صور للرضع الذين لا يجيدون ما يعينوهم على الحياة فهذا يجعل إخراج الزكاة لهم واجبة، مطالبا الجميع بالوقوف إلى جوار إخوانهم المسلمين فى الصومال.
ويقول الدكتور حمدى صبح أستاذ ورئيس قسم أصول الفقه بكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، إنه يجوز إخراج زكاة الفطر لفقراء الصومال بسبب ما يتعرضون له من مجاعة ولسوء الأحوال المعيشية التى يحيون فيها، موضحا أنه ليس فقط إخراج زكاة الفطر فقط أو الزكاة، فهناك حقوق أخرى للمسلم لأخيه المسلم منها إطعام الجائع يقول تعالى "وفى أموالهم حق للسائل والمحروم"، ويقول الرسول "صلى الله عليه وسلم": "مثل المؤمنين فى توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى".
وأضاف "صبح" لذلك فإنه إذا تعرض قطر من أقطار المسلمين إلى مجاعة فإنه يجب على القطر الآخر إخراج زكاة ما يفيض عن متطلبات الضرورة إلى القطر الآخر، موضحا أن الزكاة لخارج القطر لابد فيها من أن تكون فائضة عن الحاجات الضرورية للقطر المخرج منه.