"بالطول بالعرض البابا زي الورد"، "بنحبك يا بابا"، "بالروح بالدم نفديك يا سيدنا"، هتافات رددها قرابة خمسة آلاف قبطي حضروا عظة البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية بطريرك مساء الأربعاء بباحة الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، بعد سريان شائعات عن وفاته مساء الثلاثاء نسبت لعضو المجلس الملي جورجيت قليني سرعان ما نفتها الكنيسة. وظهرت علامات المرض الشديد على قسمات وجه البابا خلال العظة وصوته المتحشرج، وعدم استطاعته المشي دون أن يستند علي سكرتاريته الخاصة- الأنبا يوأنس وأرميا- مما حدا به لإلغاء عظة الأربعاء القادم، معللاً ذلك بحاجته الشديدة للراحة قبيل سفره إلى المجر يوم 19 أغسطس الجاري ومنها إلى الولاياتالمتحدة لعمل الفحوصات الطبية الدورية. وقال البابا متوجهًا للأقباط الذين حضروا العظة الأسبوعية: "الحقيقة لستم أنتم من جئتم للاطمئنان عليّ، وإنما أنا جئت لكم من العالم الآخر لأطمئن عليكم فأنا قائم من بين الأموات". ورداً على سؤال حول علاقته بالمجلس العسكري، أكد البابا أن قيادات المجلس بادرت بالاتصال به مساء الثلاثاء لمعرفة حقيقة شائعة وفاته، مشيرًا أن العلاقة مع المجلس الذي يدير شئون البلاد "طيبة للغاية". إلى ذلك، كشف أحد أعضاء سكرتارية البابا شنودة، أن شائعة وفاة البابا شنودة جاءت بعد إصابته بإغماءة بسيطة إثر ضيق حاد في التنفس حوالي الساعة الثامنة والنصف مساء الثلاثاء. وأضاف: على الفور تم استدعاء فريق طبي متخصص من إحدى المستشفيات الخاصة المملوكة لرجال أعمال قبطي و للوهلة الأولي تصور الأطباء أنها حالة غيبوبة فقرروا نقله للمستشفي، لكن البابا سرعان ما استرد وعيه بعد حقنه بعدة عقاقير، ونصحه الأطباء بعدم إجهاد نفسه ومراجعة الفريق الطبي المعالج له في كليفلاند. وأضاف الأسقف ل" المصريون": بعض الطامعين في الكرسي البابوي سارعوا بإعلان خبر الوفاة أملاً في خلافته، ولإثارة حالة من البلبلة بخصوص حالته الصحية التي استقرت نسبيًا بدليل حضور العظة الأسبوعية يوم الأربعاء.