تشهد محافظة أسيوط مع اقتراب ماراثون الانتخابات البرلمانية صراعا شديدا بين المرشحين، خاصة أن الأحزاب لم تستقر حتى الآن على مرشح بعينه، فجميع الأحزاب حاليا فى مرحلة تقييم المرشحين لاختيار أحدهم بالقوائم والقوى السياسية فى محاولة لجذب الشارع إليها، للحصول على عدد أكبر من الأصوات فى الانتخابات البرلمانية. وأما عن المرشحين الذين عزموا خوض الانتخابات بالنظام الفردى المستقل، وأكثرهم من القيادات التنفيذية وضباط الشرطة، والذين أعلنوا مؤخرًا عن ترشحهم وسط استياء بقية المرشحين بسبب استغلال نفوذهم فى تقديم أكثر خدمات لأبناء الدائرة أملاً فى تأييدهم. فى البداية يقول عبد الرحمن أبو لبده أحد المرشحين عن مركز أسيوط لابد قبل إعلان ترشح التنفيذيين عليهم أن يتقدموا باستقالتهم تنفيذا لمبدأ تكافؤ الفرص بين المرشحين ويبعدوا عن أنفسهم شبهة استغلال مواقعهم التنفيذية، وأن يتفرغوا لخدمة الجماهير من خلال عملهم الشعبى والمجتمعي. وأضاف الدكتور أحمد عوض الأمين العام لحزب الريادة، أن العنصر المالى أكثر عقبة تواجه المرشحين من الشباب، فالانتخابات بالنظام الفردى تعتبر مطحنة، خاصة أن عدد المقاعد محدود ويتسبب هذا فى الإطاحة بآمال المرشحين من الشباب، فنواب الوطنى ما زالوا يعزمون الترشح للانتخابات القادمة والمعروف أن لديهم أموالا طائلة يعجز الشباب عن الترشح وخوض تلك الانتخابات. وأشار إلى أننا نرى بعض القيادات التنفيذية وبعض ضباط الشرطة يخوضون الانتخابات، وهم فى مهنتهم الوظيفية، لأنهم يتمكنون من خدمة المواطنين وتدشين قواعد جماهيرية، مشيرًا إلى أن هؤلاء المرشحين لابد من تقديم استقالتهم قبل نية الترشح. فيما أوضح محمد سلطان ناشط سياسى، أنه لابد من تشكيل لجنة لمراقبة دعاية المرشحين، لأن أموال الوطنى المنحل موجودة، وسوف تلعب دورا بارزا فى الانتخابات البرلمانية القادمة فهم الأكثر نفوذا وأنهم يعتمدون على ذويهم فى تقديم الخدمات للمواطنين، فما زالوا يعملون فى أماكن حساسة بالمحافظة. بينما أكد نبيل مينا أمنيوس مدرس، أن الساحة الانتخابية شهدت ظهور فلول الوطنى السابق من جديد بعد غياب دام فترات طويلة منذ ثورة يناير، حيث كانوا متخفين أثناء مشاركتهم وحشدهم خلال الاستفتاء، ثم أعلنوا عن أنفسهم من جديد وبشكل مباشر خلال الانتخابات الرئاسية، وهو الأمر الذى تسبب فى ضعف الإقبال والمشاركة فى عملية التصويت، مشيرًا إلى أن مشاركة المرأة هذه المرة متقلصة، فلم تعلن سوى خمس سيدات بالمحافظة نيتهن خوض الانتخابات بعكس الأعوام الماضية. وتابع: لقد تحكمت العائلات العريقة، والمال، فى خريطة التحالفات الجديدة، التى ظهر فيها نواب ورجال الوطنى المنحل بسبب ثرائهم الكبير. وأشار مينا إلى أن الأحزاب التى تضم عددا كبيرا من نواب الوطنى السابقين، هي "حزب الشعب الجمهورى الحر بأسيوط، والحركة الوطنية، وجبهة مصر بلدى وحزب المؤتمر، الذى يترأسه أحد قيادات الوطني".