كشف الصحفي و الباحث علاء بيومي عن إعطاء الكاتب محمد حسنين هيكل نصيحة هامة للرئيس عبد الفتاح السيسي وهي القيام بما أسماه "مشروع إستبدادي قوي" بحسب وصفه . وقال بيومي في تدوينة: أنا شايف أنه حديث موفق لهيكل، هيكل ليس مشغول بالديمقراطية، ولا يتحدث لغتها، هو أشبه بعرابي نظم الاستبداد.. هيكل يؤمن بسياسات القوة وله عداء إيدلوجي واضح تجاه التيار الديني والذي يرى أنه أعاد مصر لما قبل محمد علي وأنه بات يغضب من شكل الناس في الشوارع. وأضاف: الرجل يحمل عقلية الستينيات والتي تؤمن بالحداثة والتوجه نحو الغرب والإيدلوجية الوطنية وسياسات القوة الدولية والقائد القوي صاحب المشروع الوطني السياسي والاقتصادي الداخلي. .. هيكل لا يخجل من دعم الانقلابات العسكرية، هو فقط يريد انقلابات عسكرية ناجحة وصاحبة مشروع سياسي واقتصادي تحديثي واضح وناجح. وأردف: حقيقة هيكل كان موفق في نصائحه للسيسي، لأنه يريد للسيسي أن ينجح، ويرده أن ينفض عنه سياسات دولة مبارك وشبكاتها، هو يريد رئيس صاحب مشروع وطني يستجيب لمطالب الناس ويعيد وضع البلد على طريق يستوعب طاقة شبابها وأهله ضمن أطر الاستبداد في المدى المنظور على الأقل .. هو يريد أن يقترح على السيسي مشروع سياسي واقتصادي يرضي قطاعات أوسع من الناس بيعدا عن شبكات مصالح مبارك المحدودة.. وأعتقد أنه لو حدث ذلك، فستكون خدمة جليلة للسيسي ولكنها ليست محسومة العواقب، لأن مصر حاليا ليست كمصر الستينيات، والبحث عن نخب سياسية واقتصادية جديدة في ظروف مصر الحالية مهمة صعبة للغاية. وتابع : السيسي مثلا لا يستطيع الاعتماد على مشروع ديمقراطي، لأنه سيأتي بالتيار الديني، ولا يستطيع أن يعتمد على مشروع استبدادي لأن نخب مبارك سوف تلتهم الكعكة.. وهو تحت ضغوط إعلامية واقتصادية صعبة، وربما لن يصبر عليه شركائه في الداخل (نخب مبارك الاقتصادية والسياسية والأمنية) ولا في الخارج (الراعي الخليجي للانقلاب). يعني هو بين شقي رحي، نخب الانقلاب الأكثر نفوذا، ومطالب الناس، وطبعا هناك معارضة التيار الديني القوية وعجز السيسي عن الاستعانة بالأطر القانونية والديمقراطية السليمة.. بحسب قوله وقال : يعني السيسي – كما ينصحه هيكل – في حاجة لمشروع استبدادي ناجح، في حاجة لإعادة صياغة شبكة المصالح المحيطة بالنظام بشكل استبدادي يحول دون تحول البلد لديمقراطية تسمح بصعود التيار الديني، ودون بقاء الحال على ما هو عليه محافظا على غليان الناس ومنتظرا الانفجار. وأنهى كلامه قائلاً: هو الحاجة لمواجهة هؤلاء وطرح مشروع اقتصادي وسياسي يخاطب فئات أوسع من الشعب ويتخطى النخب النافذة، سواء نخب مبارك، أو المعارضة الدينية، وهي مهمة صعبة للغاية.. لكن هيكل أسدى له نصيحة جيدة بلغة الاستبداد والديكتاتوريات التي لا يخجل منها.