في مقابلة له مع صحيفة هأرتس نشرتها الأخيرة أمس قال علي سالم الكاتب المسرحي المعروف بمواقفه المؤيدة للتطبيع مع تل أبيب عن محاكمة مبارك أنه "لا شك أن الحديث يدور عن دراما بها العديد من الأحاسيس المختلطة فانا اعتقد ان المتظاهرين الذين خرجوا للشوارع مع و ضد مبارك يمثلون المناخ العام الذي يتبلور في القاهرة هذه الأيام ويجب ان نفهم أن هناك من يرى في مبارك رمزا للنظام القمعي والفاسد وهناك من يرى فيه صورة الأب ورئيس الدولة الذي رقد فجأة على نقالة عاجزا وبجانبه ابناه ، المشهد كان صعبا ولا شك أن الصور كانت كاوية لوعي المصريين" . وفي سؤال للصحيفة هل كان الهدف هو اهانة مبارك وإذلاله ؟ قال سالم أن "الحديث لا يدور عن اذلال الحديث يدور عن اجراء قضائي وأنا أؤمن أن القاضي الذي تم اختياره هو أحد القضاة البارزين والعادلين والذين لن يسمح بجعل المحاكمة عرضا رخيصا نتائجه معروفة مسبقا ". وقال سالم في رده على سؤال أخر :" القرار لإحضار مبارك راقدا على الناقلة الطبية حتى قاعة المحكمة ليس قرارا سهلا كما أنه مليء بالأخطار لكن على الرغم من هذا فقد نجح الأمر وتم عقد الجلسة الأولى بشكل منظم نسبيا والأحداث التي وقعت خارج القاعة كانت على نطاق ضيق ولهذا ففي ذلك رسالة للشعب أن كل شئ تحت السيطرة " وفي سؤال لهأرتس :عن مطالب الشعب المصري بإعدام مبارك قال سالم أن الأمر قد يتغير بمرور الوقت مضيفا بقوله : "ربما في هذه المرحلة الإجابة هي نعم كل شئ ما زال جديدا وهناك من يرى أن مبارك مذنب في كل ما حدث طوال سنوات لكن في اعتقادي أنه مع تقدم المحاكمة الأمور ستبدأ في التغير ، وفي نهاية الأمر المحكمة ستصدر قرارها على مبارك لكن الأهم في عيني هو ما سيحدث بعد ذلك فالشعب يريد رخاء وديمقراطية وحرية تعبير "على حد وصفه . وعما اسمته الصحيفة معاناة سالم بسبب مواقفه التطبيعية تحت حكم مبارك قال : "هذا صحيح مبارك ونظامه لم يريدوا نموذج العلاقات الذي اؤيده منظومة علاقات مبنية على ثقافة وتعاون ، أما هو فقد أراد تطبيع شخصي يمكنه هو وابناؤه من ادخال الأموال لجيوبهم " قاصدا بذلك الرئيس المخلوع . وفي سؤال أخير للصحيفة العبرية :"في اسرائيل هناك حركة احتجاجات تنمو وتزداد بسبب نقص المسكن وغلاء الاسعاء وهناك من يقول أن هذه الاحتجاجات تأثرت بميدان التحرير " أجاب سالم قائلا :" على الرغم من أنني لا اتابع ما يحدث في اسرائيل لأنني مشغول بما يحدث في مصر فهذا صحيح ، انا اعتقد أن ما حدث في ميدان التحرير أثر على كل الشرق الاوسط ومن الطبيعي أن يصل هذا لإسرائيل ". من جانبها وصفت هأرت سالم بأنه " كتب عشرات المسرحيات معظمها ساخر وانتقادات حادة للنظام والدفاع عن حرية التعبير ويعد من الكتاب المثقفين القليلين في مصر الذين يدعمون ويؤيدون علنية اتفاقية السلام بين القاهرة وتل أبيب وقام بزيارة إسرائيل بعد اتفاقية اوسلو وحظي باحترام وتقدير كبير بين اوساط المثقفين والمؤرخين الاسرائيليين "