أعلنت الأممالمتحدة أن عدد المتضررين من الكوارث الإنسانية في العالم سيصل خلال العام القادم إلى 77.9 مليون نسمة، بينهم 40 مليون عربي. جاء ذلك في إحصائيات صادرة عن "مكتب الأممالمتحدة لتنسيق المساعدات الإنسانية (اوتشا)"، اليوم الاثنين، بمناسبة الإعلان عن الميزانية المتوقعة لتكاليف العمليات الإنسانية، وفق مراسل الأناضول في جنيف. وأضافت الأممالمتحدة أن المتضررين الذين يحتاجون إلى مساعدات إنسانية بصورة ملحة يصلون إلى 57.5 مليون نسمة، وهؤلاء بحاجة الى 16.4 مليار دولار. وأشارت إلى أن "40 مليون نسمة من هؤلاء الضحايا هم في المنطقة العربية، وموزعون بالنسب التالية: - 18.2 مليون سوري، و8 ملايين يمني، و5 ملايين عراقي، و4.4 مليون سوداني و2.8 مليون صومالي و1.6 مليون فلسطيني في الأراضي الفلسطينية المحتلة". بينما يتوزع ضحايا الكوارث على دول أخرى مثل جمهورية الكونغو الديمقراطية بواقع 5.2 مليون، وجنوب السودان4.1 مليون، وأفغانستان 3.8 مليون، ثم جمهورية أفريقيا الوسطى ب2.460 مليون، وأوكرانيا 900 ألف، وميانمار 536 ألف. وعلَّقت فاليري آموس، وكيلة الأمن العام الأممالمتحدة للشؤون الانسانية، في مؤتمر صحفي مشترك الاثنين مع مفوض الأممالمتحدة السامي لشؤون اللاجئين انطونيو غوتيريس على هذه التوقعات، قائلة إن عدد الأشخاص المتضررين من النزاعات والكوارث الطبيعية حول العالم قد بلغ مستويات قياسية، إذ كانت الاممالمتحدة قد طالبت الدول المانحة قبل عام واحد من الآن بحوالي 12.9 مليار دولار لمساعدة 52 مليون شخص، واعتبرنا في حينها أنهم الأكثر ضعفا وأيضا الأكثر حاجة للحماية. واستطردت قائلة "ولكن على مدار هذا العام، ارتفع عدد الأشخاص المتضررين من النزاعات والكوارث بشكل حاد، بل إن تقديرات أعداد من هم بحاجة الى المساعدات الانسانية كانت قد أشارت قبل شهر واحد إلى وجود 102 مليون متضرر من الكوارث الإنسانية، من بينهم 78 مليونا مصنفون كشريحة الأكثر ضعفا ولكن من يجب مساعدتهم على الفور وبشكل ملح هم 57 مليونا. وأشارت آموس إلى أن هذه البيانات لا تشمل تسعة بلدان في منطقة الساحل وجيبوتي والتي سوف تطلق (اوتشا) نداء إنسانيا خاصا بها في فبراير/شباط المقبل. وفي السياق ذاته أشار مفوض الأممالمتحدة السامي لشؤون اللاجئين، إلى أننا نشهد منذ سنوات انتقال الصراعات والنزاعات من منطقة الى أخرى، ومعها تنتقل أيضا الكوارث هنا وهناك. وأوضح أن ما يتضمنه النداء الإنساني العالمي من ميزانية تقديرية للعام القادم هي أعلى معدلات سجلتها الأممالمتحدة في إطار التعامل مع تداعيات الكوارث الإنسانية سواء كانت من تبعات الكوارث الطبيعية أو تلك التي يتسبب فيها الإنسان بسبب الحرب. جدير بالذكر أن منظمات الأممالمتحدة المعنية بالشأن الإنساني، تفوض مكتب الأممالمتحدة لتنسيق العمليات الإنسانية (اوتشا) بإصدار "نداء إنساني عالمي" في نهاية كل عام، تعلن فيه توقعاتها للعام المقبل، وما تتوقعه من الدول المانحة من التزامات مادية. كما يطلق (اوتشا) أيضا "نداءات إنسانية" أثناء السنة حسب ما تقتضيه الضرورة مثل وقع كارثة إنسانية غير متوقعة أو نقص حاد من تمويل بعض العمليات الإنسانية التي تمولها بسبب تقاعس الدول المانحة عن تمويل التزاماتها.