كشف بنيامين بن إليعازر النائب بالكنيست، الوزير الإسرائيلي السابق، أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عرض على الرئيس السابق حسني مبارك تلقي العلاج في مدينة إيلات الإسرائيلية قبل الانتفاضة التي إطاحته. وقال بن إليعازر - الذي تربطه صداقة مع مبارك- للإذاعة العسكرية: إن "نتنياهو وأنا رأينا مبارك في شرم الشيخ، وقلت له: إن المسافة قصيرة جدا بين شرم الشيخ وإيلات، وأنه يجب أن يأتي لتلقي العلاج واستعادة صحته". وكان نتنياهو برفقة بن إليعازر التقيا مبارك للمرة الأخيرة في شرم الشيخ في 6 يناير الماضي. وأضاف بن إليعازر: "أنا متأكد أن الحكومة (الإسرائيلية) كانت ستستقبله إلا أن مبارك، وهو وطني مصري كبير، رفض ذلك". غير أن رئيس الوزراء الإسرائيلي نفى أن تكون حكومته عرضت على الرئيس السابق اللجوء إلى إيلات. وقال الناطق باسمه اوفير جندلمان "إنني أريد أن أوضح بأن رئيس الوزراء لم يعرض على الرئيس المصري السابق مبارك أي لجوء في إسرائيل"، وذلك تعقيبًا على تصريح بن إليعازر. وبن إليعازر، الذي شغل منصب وزير التجارة والصناعة في حكومة نتنياهو قبل استقالته في 17 يناير مع وزيرين آخرين من حزب العمل يعد المسئول الإسرائيلي الأكثر تواصلا مع مبارك الذي زاره مرات عدة. وأثنى بن إليعازر على مبارك قائلاً: "في هذه الساعات الصعبة شعبه انقلب عليه"، مضيفًا بقوله: "لقد كان قائدا استطاع الحفاظ على الاستقرار في الشرق الأوسط وكان ملتزمًا بعملية السلام مع الفلسطينيين وله محاولات عديدة في جسر الفجوات". وتابع: "لقد كان وطنيا حقيقيا عشرات السنوات وهو يحارب كقائد لسلاح الطيران المصري و31 عامًا كان حاكمًا.. لقد ارتكب أخطاء لكن قاد مصر للأمام محكمته مشهد صعب، من المبكر معرفة ماذا سيحدث لكن الشرق الأوسط بعد مبارك سيكون مختلفا تماما". وتزامنت التصريحات مع بدء محاكمة مبارك ونجليه جمال وعلاء ووزير الداخلية السابق حبيب العادلي بالقاهرة الأربعاء بتهمة قتل المتظاهرين. ودفعت محاكمة مبارك ببعض الإسرائيليين إلى التساؤل عما إذا كان بالإمكان محاكمة نتنياهو على غرار مبارك، في الوقت الذي تواصل فيه الاحتجاجات في إسرائيل على الأوضاع المعيشية وأزمة السكن. ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن هؤلاء قولهم: "هل سيحاكم نتنياهو ووزير ماليته وباقي المتسببين في إفقار المواطنين وغلاء الأسعار وارتفاع البطالة ومعدلات الفقر إذا ما سقطت حكومته". وكتبت الصحيفة قائلة في تقرير أمس: "تل أبيب حاكمت الكثير من مسئوليها، إيهود أولمرت (رئيس الوزراء الأسبق) وموشي كاتساف الرئيس السابق، وتم تجريمهما بقضايا فساد ورشاوى مالية، لكن نتنياهو قد يكون أول مسئول يسقطه شعبه بعد عامين ونصف من السياسات الخاطئة". وكانت الصحف الإسرائيلية أولت اهتماما كبيرا بمحاكمة مبارك أول قائد عربي يتم محاكمته بعد الإطاحة به شعبيا. وعنونت الصحف تقاريرها عن محاكمة مبارك بعناوين: "محاكمة القرن.. نصف عام بعد الثورة الناجحة"، و"اليوم التاريخي"، و"أول رئيس عربي مخلوع يحاكم على يد شعبه" و"سقوط أقوى رجل بالعالم العربي". وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" في تقرير منفصل، إنه "من سخرية القدر أن المكان الذي يحاكم فيه مبارك كان أكاديمية باسمه في الماضي"، موضحة أنه مع نهاية الجلسات قد ينتظر الرئيس السابق عقوبة الإعدام بسبب إعطائه أوامر بإطلاق النار على المتظاهرين خلال ثورة يناير .