أثار قرار تبرئة الرئيس الأسبق حسني مبارك، خاصة في قضية قتل المتظاهرين، الكثير من التساؤلات والتكهنات حول شعبية الرئيس عبدالفتاح السيسي، وحول ما آلت إليه ثورة 25 يناير وما إذا كانت هناك محاولات للانقضاض عليها. وقال زياد عقل، الخبير في مركز الدراسات الإستراتيجية ب "الأهرام" في تصريحات إلى موقع الإذاعة الألمانية "دويتشه فيله"، إن الحكم لن يؤثر على شعبية السيسي، بل إنه قد يزيده شعبية لاسيما داخل الكتلة المؤيدة له ولنظام مبارك، وجزء كبير منهم لا يفضل مبارك، لكنه ليس في نزاع مع نظامه". ورأى عقل أن "الاصطفاف الثوري غير مطروح حاليًا، لأن الحكم القضائي ليس عاملا كافياً للخروج الشارع". وربط بين "مستقبل السيسي وبين عمل البرلمان القادم، حيث سيتم تحديد شكل المعارضة السياسية والسياق المصاحب له، موضحا: " في حال تحول (البرلمان) لنوع برلمانات مبارك، أي وجود تيار كبير من المؤيدين للدولة والحكومة، وغياب المعارضة الحقيقية، سنفقد الطريقة الشرعية للتعبير عن رفض النظام وسيتم البحث عن طرق غير شرعية لإظهار هذا العداء، باستثناء وسائل التواصل الاجتماعي، والجامعات". وفي نظرة مغايرة، يرى الدكتور حازم حسني، أستاذ بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، جامعة القاهرة، أن شعبية السيسي تأثرت بشكل كبير جراء براءة مبارك، خاصة بين القوى المتحالفة في 30 يونيو. ويبرهن على ذلك من خلال تراجع الأصوات المؤيدة للسيسي وهي الأصوات النشطة إعلاميا. وحول هذه الشعبية، أوضح حسني أن السيسي استمدها من خطته ب"إنقاذ" مصر من الإخوان المسلمين والحفاظ على ثورة 25 يناير، لكن، اتضح فيما بعد أنه فشل في التوصل إلى حل مع الإخوان تماما كما حدث مع الرئيس الراحل جمال عبد الناصر. وذلك حسب حسني الذي اعتبر أيضا أن الرئيس الحالي يسير عكس توجهات الشارع المصري الذي طالب بالحرية والكرامة الإنسانية، وبالتالي فإن "شعبيته تتآكل". وشدد على أن متلازمة الأخوان ومبارك مازالت سائدة ولم تتغير أي ما زال الاختيار منحصرا بين مبارك أو الإخوان، مع وجود حالة "استفاقة" لرموز نظام مبارك، لكنها لا ترقى إلى مستوى العودة إلى المشهد السياسي، حسب رأيه. ويؤكد حسني أن هناك عوامل أخرى ستؤثر على شعبية السيسي مستقبلاً وأهمها إدارة الأزمات الاقتصادية، فبعد "فترة السماح التي أعطاها الشعب للسيسي، سيسأله المصريون ماذا فعلت لنا؟".