كثيرًا ما تشهد الساحة الفنية انطلاق الشائعات السلبية كطلاق فنانة شهيرة، أو حادث انقلاب سيارة أودى بحياة نجم كبير، لتنتشر الشائعة بسرعة البرق عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فيصبح الفنان صاحب الشائعة محور الاهتمام ومحط الأنظار، حتى أن البعض كان يروج شائعات حول نفسه ويطلقها بحثًا عن الشهرة السريعة وتسليط الأضواء المنطفئة حوله. فلم تكن واقعة الفنانة صفاء مغربى الأولى ولن تكون الأخيرة، بالتأكيد فملابسات الحادث بداية من تعرضها للإغماء على خشبة المسرح ثم دخولها مستشفى السلام واختفائها فيما بعد وإعلان خبر وفاتها، دفعت أصدقاءها من الفنانين بمن فيهم النقيب أشرف عبدالغفور إلى التشكيك في الأمر برمته نتيجة للأقوال المتضاربة وشائعة وفاة والدتها التي أكدت أن في الأمر شيئًا مريبًا دفع البعض لاتهام الفنانة وزوجها المخرج يوسف شرف الدين باختلاق الأحداث أو حتى تعمد عدم الحديث أو تكذيب الشائعة.
الشحرورة صاحبة الرقم القياسى الفنانة الراحلة صباح كانت الأكثر حظًا من الإصابة بنيران شائعة الوفاة الصديقة، حيث انتشرت الشائعات التي لم تكن تتوقف من الأساس حول وفاتها في الخمس سنوات الأخيرة بصورة مبالغ فيها حتى أنها كانت تعيد الصبوحة في كل مرة مجددًا إلى الحياة الفنية بنشر صورها وأخبارها بعد أن كانت تقلصت مساحة الكتابة عنها بالصحافة مؤخرًا، حتى أنه عند وفاتها لم يصدق كثيرون الخبر في البداية إلا بعد نشره في عدد كبير من مواقع الأخبار العالمية. أما النجم عادل إمام والذي نال نصيب الأسد من شائعات الوفاة، وذلك بعد سيل من التهديدات التي كانت تراوده خلال الفترات الماضية بالقتل نتيجة أعماله التي أغضبت بعض الجماعات، ليدخل بعدها في مرحلة شائعات الموت كان يقابلها بتعليق طريف ردد في مسرحية مدرسة المشاغبين: «شوفتيني وأنا ميت»؟!! أما الفنان صلاح السعدني فقد انتشرت في الفترة القليلة الماضية شائعة موته، خاصة عقب وفاة الفنان طلعت زين، حيث انتشرت شائعة وفاته بصورة مكثفة على مواقع التواصل، ولكن قامت نقابة المهن التمثيلية بنفى هذه الشائعة قطعيًا، حيث صرح الفنان سامح الصريطى وكيل أول نقابة الممثلين بأن خبر وفاة النجم صلاح السعدنى، والذي انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" عار تمامًا من الصحة، وأنه كان يستعد للدخول في تمثيل مسلسل إذاعي وبعض الأعمال الفنية التي كانت من المقرر أن تعرض خلال شهر رمضان الماضي. وكان الفنان حسن حسني أيضًا ضحية تلك الشائعات في أكثر من مرة والتي علق عليها قائلًا: "مستعجلين عليا ليه ما كلنا هنموت، بعدين هو مين اللي طمعان في أدواري وعايزها"؟ بدأ تعليقه عن الشائعة بدعابة، لكنه بكل تأكيد لم ينكر استياءه من لجوء بعض المغرضين لمثل هذه الأساليب. جورج وسوف هو الآخر لم يسلم من شائعات الوفاة، حيث كان يتلقى العلاج في أحد مستشفيات لبنان عام 2012 حين انتشرت تلك الشائعة، والتي نفاها عن طريق استدعائه أحد المصورين بالمستشفى، وطلب منه التقاط صور له ونشرها للتخلص من عبء تلك الشائعات التي تضايق أهله كثيرًا والتي أصابت جمهوره بصدمة كبيرة عقب سماعهم تلك الشائعات. "لا مفر من الموت على أي حال.. فقط دعوه يأتي عندما يحين الأجل"، كان هذا هو لسان حال جمهور الفنان دريد لحام والذي استاء جدًا من شائعة وفاته في أكتوبر الماضي، خاصة بعد أن كانت تصريحات لحام السياسية لها موضع اهتمام كبير من جانب جمهوره، سواء اللبناني أو العربي بشكل عام، والتي كانت لا تختلف كثيرًا حول قيمته الفنية، حيث توقع البعض منهم أن هذا هو مرجع تلك الشائعات.
للنقد الفني رأي آخر فيما أوضح الناقد الفني مجدي الطيب، أن الشائعات قد تكون خبرًا يتم نشره لجس نبض الجمهور من قبل الفنان قبل القيام بشخصية معينة مثيرة للجدل في أحد الأفلام السينمائية، مؤكدًا أن الشائعات الفنية تبنى غالبيتها على شائعات واجتهاد الصحفي، حتى يخرج النجم عن صمته ويتحدث إلى الجمهور. وأشار الطيب في تصريحات خاصة ل"المصريون"، إلى أن الشائعة قد تكون أحيانًا قاتلة في حياة الفنانين، فمثلًا إطلاق شائعة عن موت فنان تؤثر في شخصيته كثيرًا وتجعله مصدومًا، بينما هناك فنانون في بداية حياتهم الفنية وينسجون خيوطًا كثيرة من الشائعات حول أنفسهم من أجل الترويج الفني لجذب اهتمام الجمهور، وأكد أن شائعات الفنانين مجرد حيلة من أجل الشهرة والنجومية.