كل تأخير في إسقاط النظام السوري ونزع الشرعية الدولية عنه، يعني باختصار ودون مواربة توجه سورية نحو التطرف والتشدد وربما توججها إلى حرب طائفية وأهلية، وعسكرة ثورتها، وهو ما يؤدي إلى تفجير الوضع الاقليمي وتتفجر معه المصالح الدولية المرتبطة بالواقع الاقليمي .. دعونا ننظر بعين الواقعية إلى ما يجري، وهي أن النظام السوري فقد شرعيته الأخلاقية في حكم سورية، ولم يعد من المقبول للشعب السوري أن تحكمه قطعان من عصابات ماهر وبشار أسد، ومن الشبيحة، ولا أعتقد أن أي سوري حتى من الصامتين وعدم المشاركين في هذه التظاهرات السلمية يفتخر بعد اليوم في أن يكون زعيمه ورئيسه شخصية مجرمة مثل بشار الأسد .. إذن التأخير في إسقاط النظام يعني استمرار المجازر وإيغال النظام المجرم في تحريضه الطائفي واستخدام شبيحته وفرقته الرابعة وحرسه الجمهوري المنتمين إلى الطائفة العلوية، يصاحب ذلك إهانات غير إنسانية للمحاصرين والمعتقلين التي ستدفع في لحظة ما بعض الشباب إلى الانتقام والثأر وبالتالي ستتحول الثورة إلى ثورة عسكرية وطائفية لا سمح الله ولا قدر ولكن هذه قراءة ربما الكثير من المراقبين يعلمونها علم اليقين لكن يحجمون عن الحديث عنها لأسباب تتعلق بالمزايدات أو التعامي عن الواقع أو لأسباب تخصهم .. هذا التحول الطائفي والعسكري للثورة السورية سيكون له ما بعده ، فسورية ليست ليبيا تعيش على هامش المصالح العالمية، سورية على مقربة من الكيان الصهيوني وهو ما قد يدفع ببعض المتشددين إلى فتح جبهة معه في ظل الفوضى وفي ظل تراجع شرعية النظام وقبضته، وهناك المصالح الأميركية في العراق وما قد يستتبعه من تأخير للإنسحاب الأميركي من العراق، كما أن هناك المصالح التركية وكذلك المصالح العالمية المتقاطعة في لبنان .. الواقع يقول إن النظام السوري أصبح عبئا ليس على السوريين فحسب وإنما عبئا على الأمن القومي العربي والأمن الدولي وكل تأخير فيه يعني اكتساب الجماعات المتشددة لأرضيات جديدة وقد يشل ذلك الجماعات المعتدلة في إدارة الصراع وتحييد المتشددين،إن لم يتم إسقاط النظام بالسرعة المطلوبة والممكنة، فهل يعي العالم كله هذه الحقائق الصارخة، قبل فوات الأوان، وساعة لات مندم ..