أنا لست يوسف !

لا لَسْتُ يوسفَ فى قَوْلٍ ولا عَمَل
هذا قَميصى وقدْ قَدّوهُ منْ قُبُلِ
بغْدادُ ضاعت وصَوتى لستُ أسمعُهُ
وجَفَّ شعرى وبعْتُ العرْضَ بالخزَلِ

نفطُ العراقِ غَدا نارًا ستحْرقنا
والذَّنبُ ذنبى خلطْتُ الجدَّ بالهزَلِ

أبيعُ نفسى بلا عزٍّ ولا ثمنٍ
لأجلِ يومٍ أرى مسمومَةَ القُبَلِ

كانت تُحَضِّرُ كأسَ السّم فى ثِقةٍ
أنّى سأسلكُ دَرْبَ الوهمِ والزَّللِ

جرَعتُ شرًا زرعتُ الحقدَ فى جسدي
أفنيتُ عمرى بين التِّيهِ والثَّملِ

خنتُ الأخوةَ لم آبهْ بما فَعلوا
وزَّعتُ قمحى على منْ دمَّروا أملي

القدسُ تصرخُ من منكمْ سينقذُني
فأسرعُ الخطوَ آتيها على عَجَلِ

لأغرسَ السيفَ مسمومًا بأعْينها
بدونِ ضعفٍ ولا لِينٍ ولا وجلِ

طفلٌ يموتُ وشيخٌ فى العَرا قَلِقٌ
كُلٌّ بِذَنبى سكبْتُ الدمعَ فى الُمقَلِ

أتوقُ للغدرِ والعصيانُ يُبْهرُني
ظننتُ أنى قدْ أحسنتُ فى العَمَلِ

أمشى فخورًا كأنى فى الورى بطلٌ
أعيشُ حرًا بلا ضِيقٍ ولا خَجَلِ

ليلاى غابتْ وغابَ الحبُّ عن لُغتي
لم يبقَ إلا لهيبٌ دونما شُعلِ

لا لستُ يوسفَ يا ليلى أنا ورقٌ
ضاعت سطورى لماَّ غصتُ فى البلَلِ

لا خيرَ فى أنا فى العارِ مُنغَمسٌ
لن ينفعَ الدمعُ من يبكى على الطَّللِ

ماذا أقولُ لِربِّى حينَ يسألُني
ماذا أقولُ بِهذا الموقفِ الجلِلِ