توالت التنديدات الدولية إزاء العملية العسكرية التي تقوم بها قوات نظام بشار الأسد في مدينة حماة وأوقعت نحو 130 قتيلا هناك ومئات الجرحى عدا بقية القتلى في مناطق أخرى من البلاد, وسط صمت عربي مطبق. فقد قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما في بيان صادر عن البيت الأبيض أمس الأحد: "أظهر الرئيس الأسد مجددا أنه غير قادر وغير مستعد للاستجابة للمظالم المشروعة للشعب السوري واستخدامه التعذيب والفساد والترويع يضعه في الجانب السيئ للتاريخ ولشعبه". واعتبر أوباما في بيان صادر عن البيت الأبيض "التقارير الواردة بشأن حماة مفزعة وتظهر الصورة الحقيقية للنظام السوري", لافتاً إلى أن واشنطن تعمل مع الآخرين لفرض عزلة على الرئيس السوري بشار الأسد. وأشار إلى أن سوريا "ستكون مكانا أفضل حينما يحدث فيها تحول ديمقراطي، ستواصل الولاياتالمتحدة في الأيام القادمة زيادة الضغط على النظام السوري والعمل مع آخرين في أنحاء العالم لفرض عزلة على حكومة الأسد والوقوف مع الشعب السوري". من جانبها, دعت الخارجية التركية مجددا في بيان نقلته وكالة أنباء الأناضول الحكومة السورية إلى وقف عملياتها العسكرية واختيار الوسائل السلمية والحوار والمبادرات السلمية للتوصل إلى حل، مشيرة إلى أن العمليات العسكرية لن تجلب الحل. وأعربت عن خيبة أملها الكبيرة إلى جانب العالم الإسلامي من التطورات الراهنة عشية شهر رمضان المبارك. واعتبرت الخارجية التركية أن أعمال القمع الدموية ضد المدنيين تلقي ظلالا من الشك على عزم ونية الحكومة السورية بحل القضية بالوسائل السلمية. وفي السياق, هدد وزير الخارجية الألماني جيدو فيسترفيله النظام السوري بتطبيق المزيد من العقوبات. وقال فيسترفيله في برلين: "إذا استمر عدم استعداد الرئيس بشار الأسد لتغيير المسار فإننا وبالتعاون مع شركائنا في الاتحاد الأوروبي سنطبق المزيد من العقوبات". وأضاف أن الاتحاد الأوروبي يخطط لتوسيع نطاق العقوبات ضد القيادة السورية، وذلك بالنظر إلى ما شهدته مدينة حماة من أحداث دامية أسفرت عن مقتل العشرات. وأوضح أنه سيتم تطبيق عقوبات بحق أشخاص آخرين مسئولين عن "جرائم عنف" ضد الشعب السوري. وطبقا للوزير الألماني فإن بلاده تعمل بالتنسيق مع الولاياتالمتحدة وشركائها في المنطقة خاصة تركيا لحمل النظام السوري على التراجع. وأكد استمرار "قناعتنا الثابتة بضرورة أن يكون لمجلس الأمن الدولي رد فعل على العنف في سوريا". كما أدانت الخارجية الفرنسية بشدة "القمع المستمر" من قبل السلطات السورية، واعتبر بيان الخارجية الفرنسي أن استمرار "القمع والفظائع ضد المدنيين أمر غير مقبول" ويمكن أن يؤدي لمزيد من عدم الاستقرار والعنف خاصة عشية شهر رمضان.