في الوقت الذي أكدت فيه تقارير صحفية نقل محاكمة الرئيس السابق حسني مبارك المقررة في الثالث من أغسطس إلى مقر أكاديمية الشرطة بالقاهرةالجديدة، قال ناشط سياسي إن المحكمة ستجرى بمحكمة طور سيناءبجنوبسيناء، القريبة من مدينة شرم الشيخ حيث يحتجز الرئيس المخلوع بالمستشفى الدولي منذ أبريل. وقال الناشط فهمي البيك، إن مبارك سيحاكم في محكمة طور سيناءبجنوبسيناء، لعدة أسباب منها جاهزية المحكمة ووجود مطار عسكري يستقبل الطائرات، وأيضا بسبب قربها من مدينة شرم الشيخ وسهولة التأمين. واستبعد البيك أن يكون الإعلان عن اختيار أرض المعارض مجرد تمويه عن المكان الحقيقي الذي ستجري فيه المحاكمة، وقال: "من الصعب التصديق بفكرة التمويه، فالمحاكمة ستستمر لفترة طويلة، ولو حدث التمويه مرة لن يحدث كل مرة، وبالتالي فلا قيمة للتمويه". يأتي هذا فيما أكدت مصادر أمنية ل "المصريون"، أن قرار نقل المحاكمة إلى أكاديمية الشرطة يرجع إلى ضرورة اتخاذ المزيد من الإجراءات التأمينية، لضمان عدم حدوث أي حالات تعد على المتهمين، خاصة أن الأكاديمية تقع بعيدا عن قلب القاهرة وخارج التجمعات السكانية المزدحمة، وهي تمتد على مساحة أكثر من 100 فدان ومؤمنة بشكل كامل. ويعتقد مراقبون أن الإعلان عن مكان محاكمة مبارك قبل وقت قصير جدا من عقدها ما هو إلا محاولة للتمويه على المكان الحقيقي للمحاكمة التي تشغل الرأي العام المصري بين رافض ومرحب، وذلك بغرض فرض مزيد من الاحتياطات الأمنية لتأمين المتهمين بشكل أكبر. لكن أن آخرين يرون أن ثمة ارتباكا واضحا تتعرض له الجهات المسئولة في مصر فيما يتعلق بتلك المحاكمة. ويعتقد على الرجال الباحث السياسي في التخطيط الاستراتيجي، إن هناك إستراتيجية عسكرية للمجلس العسكري وتعتمد على شقين شق أمني وشق سياسي. وقال إن أمر محاكمة مبارك يحكمه إستراتيجية أمنية تتلخص في صعوبة تحديد مكان المحاكمة لإرضاء الجماهير الغاضبة، والحفاظ على إقامة المحاكمة وتأمينها دون حدوث حالة من الانفلات التمويه. وأكد أن تأمين محاكمة مبارك أمر صعب ومعقد، "هناك حالة كبيرة من الارتباك، وأعتقد أنه تجري دراسة عدة سيناريوهات لتأمين محاكمة مبارك"، موضحا أن المجلس العسكري يريد إنجاح عملية تأمين المحاكمة لإظهار قدرته على تامين المحاكمة على مستوى عالمي، وذلك مرتبطا باسترجاع الأموال المهربة للخارج، إضافة إلى سبب داخلي وهو قدرته على فرض الانضباط والسيطرة على البلاد. في سياق متصل، سادت حالة من الهدوء التام أنحاء مدينة شرم الشيخ وظهر الارتياح والسعادة علي وجوه المواطنين خاصة العاملين في قطاع السياحة بعد إعلان محاكمة مبارك خارج المدينة. وأعربوا عن اعتقادهم بأنه في حالة تمت المحاكمة بشرم الشيخ سيكون لهذا الأمر تأثيره السلبي على قطاع السياحة بالمدينة لعدة سنوات، خاصة وأنها كانت ترتبط في السابق بمؤتمر السلام ومن شأن إجراء المحاكمة على أرضها أن يؤثر على السمعة العالمية التي يحظى بها المنتجع المصري. يأتي هذا في الوقت الذي لم يطرأ فيه تحسن على الحالة الصحية للرئيس السابق. وأكد الدكتور محمد فتح الله مدير عام مستشفي شرم الشيخ، أن حالة مبارك سيئة للغاية، حيث تنتابه حالة من الاكتئاب الحاد. وقال رئيس الفريق الطبي المعالج لمبارك، إنه يوصي بأن يرافق مبارك حالة نقل محاكمته إلى القاهرة فريق طبي، وذلك تحسبًا لتعرضه لانتكاسة صحية مفاجئة جراء الإجهاد الذي يتعرض له خلال الجلسات. من ناحية أخرى، قام عمر نجل علاء مبارك بزيارة مبارك صباح أمس الأول وهذه الزيارة الرابعة بناء علي طلبه وظل معه معظم ساعات النهار وأخذ يمازحه بالرغم من حالته النفسية السيئة. وذكر شهود أن عمر كان بمفرده دون اصطحاب والدته هايدى راسخ التي لم تظهر بالمستشفي بالأمس، بينما بدأ التوتر والقلق واضحا علي زوجته سوزان ثابت والتي تبذل قصارى جهدها في محاولة منها لإقناع مبارك بتناول الطعام بصورة طبيعية والتي تشرف بنفسها علي تناوله له لكن بكميات قليلة جدا، وقد تناول طعام الغذاء بعد إلحاح حفيده. إلى ذلك نفى اللواء محمد نجيب مدير أمن جنوبسيناء في اتصال هاتفي مع "المصريون" ما أوردته الموقع الالكتروني ل "بوابة الأهرام" حول إبلاغه وزير الداخلية وقائد المنطقة العسكرية في سيناء بصعوبة نقل مبارك للقاهرة. وقال إن هذا الخبر "عار من الصحة تماما، حيث أنني حتى الآن لم أتسلم إخطار بمحاكمة مبارك في أي جهة". وصرحت مصادر أمنية رفيعة أن الداخلية قادرة على تأمين محاكمة الرئيس السابق وحبيب العادلي وزير الداخلية وستة من كبار ومساعديه، في أي مكان، وتأمين نقل المتهمين خلال مراحل التقاضي أيًا كانت الوسيلة التي تتم بها. واعتبرت أن علنية المحاكمات وإذاعتها على الهواء مباشرة يخفف ويسهل من إجراءات التأمين والحماية بمساعدة القوات المسلحة. وأوضحت المصادر أنه في حالة انعقاد المحاكمة في أرض المعارض فإن القوات المسلحة سيكون لها دور كبير في تأمين نقل المتهمين من سجن المزرعة إلى مكان المحاكمة، ومن المحتمل استخدام طائرة حربية في نقل جمال وعلاء نجلى الرئيس ولواء العادلى ومساعديه الستة ضمانا لعدم التعدي عليهم أثناء نقلهم، ولتتفادى مشاكل النقل البرى الذي يستلزم تأمين الطريق بأكمله منذ خروجهما من السجن وحتى وصولهم إلى المحكمة وسيتم نقل مبارك بطائرة إسعاف طائر حربي طائرة مجهزة طبيا لرعاية مبارك. ونفى المصدر أن تكون اتفاقية كامب ديفيد تمنع استخدام طائرة حربية في المنطقة (د ) وهي شرم الشيخ ونويبع. وأوضح أن الطائرات الهليكوبتر لا حذر عليها، لكن الحظر يقتصر على الطائرات الحربية فقط، ويتم التنسيق بين القوات الدولية والجانب الإسرائيلي حال استخدام طائرة إف 16 لحماية طائرة الإسعاف الهليكوبتر. وأكد المصدر أنه في حالة نقل مبارك سينقل قبل المحاكمة بيومين إلى القاهرة في إحدى المستشفيات العسكرية وسينقل فجرا.