في دراما الحالة الصحية لمبارك داخل محبسه الخمس نجوم بمستشفى شرم الشيخ، نجد أنه كلما كان هناك إجراء يتعلق بالتحقيقات معه أو محاكمته ،أو بحث نقله لمستشفى سجن طره نسمع ونقرا عن تدهور حالته الصحية ،فهل يكون مريضا ،أم متمارضا بادعاء المرض والامتناع عن تناول الطعام أو العلاج والى آخر هذا المسلسل الذي نتابعه منذ دخل المستشفى في اليوم الذي بدأت معه التحقيقات . لا نعرف الحقيقة في الحالة الصحية لرئيس سابق كان يصفه أصدقاؤه الأمريكان بعد تحليل نفسي متطور له 4 مرات في العام بأنه يعشق الكذب. دخوله المستشفى في حد ذاته إذا لم يكن بترتيب مسبق ليقضي الحبس الاحتياطي فيه، وليس في سجن طره، بدعوى أن حالته الصحية لا تسمح، فان التفسير الآخر أن يكون مارس هواية عشق الكذب، وعاش حالة المرض ليذهب للمستشفى، وواصل هذه الحالة مستفيدا من كبر سنه وخضوعه لعدة جراحات. وهو منذ استقر في المستشفى ومع كل مليونية أو مطلب بنقله لمستشفى سجن طره أو الإسراع في محاكمته إلا ويتسرب خبرا عن دخوله في غيبوبة، وأحيانا وفاته، لكن إدارة المستشفى تنفي على الدوام. أحدث حلقة في هذا المسلسل ترافقت مع تحديد موعد محاكمته مع العادلى ونجليه وحسين سالم وستة من قيادات الشرطة الأربعاء القادم حيث تسرب فورا خبرا عن وفاته، ومن فعل ذلك يعلم أنه سيتم نفي الخبر، لكن الهدف هو استجلاب تعاطف الرأي العام، أو جانب منه، ليقول البعض أنه في طريقه للموت، فاتركوه، أو عاملوه برفق، أو أوقفوا محاكمته، أو أضعف الإيمان أن تكون محاكمته بدون حضوره للمحكمة. مدير المستشفى الدكتور محمد فتح الله قال الثلاثاء الماضي إن مبارك ممتنع تماما عن تناول الطعام، ويتناول بعض السوائل والعصائر فقط، وفقد الكثير من وزنه، كما أنه يعاني حالة من الضعف والوهن الشديد.فهل هو يتعمد عدم الأكل لسوء حالته النفسية، أم أنه يريد وضع حد لحياته حيث كان خارجا عن تصوره أن يسقط من على عرشه يوما بتلك الطريقة المهينة، فمال بالنا إذا كان محبوسا وسيحاكم؟.أم هو يواصل التكاذب كمحاولة للإفلات من المحاكمة أو تأجيلها لأطول وقت ممكن؟. عبارة " الضعف والوهن الشديد " ليس لها معنى إلا أنه يصعب نقله من سريره إلى محكمة في شرم الشيخ، فما بالنا إذا كانت المحكمة في القاهرة ، وتعني أيضا أنه يصعب نقله على سرير إلى القفص، إذ كيف يظل نائما أمام هيئة المحكمة ،كما أن القفص في حالته تلك يحتاج أن يكون مجهزا طبيا، وليس متصورا تحويل قفص في محكمة إلى غرفة رعاية مركزة ،خصوصا وأنه سيقف معه متهمون آخرون . لم يعد هناك مناص من محاكمة مبارك أمام الضغط الشعبي، وحضوره وجوبي، لأنه قيد الحبس الاحتياطي، وليس هاربا. ومن اليوم إلى الأربعاء قد لا تتوقف الأخبار السيئة عن حالته الصحية حتى يكون هناك مبرر قوي لعدم دخوله القفص. وهذا ما يحدث بالفعل ذلك أن مدير المستشفى قال يوم الجمعة وبعد إبلاغ سوزان له بموعد ومكان المحاكمة أن حالته النفسية سيئة للغاية، ومازال فاقدا للشهية. وقال الطبيب المشرف على علاجه إن لجنة من الطب الشرعي ستقرر جاهزيته للترحيل للقاهرة . هذه اللجنة قد ترى استحالة نقله لأي محكمة، فهل لو حدث ذلك يمكن أن يبقى في سريره بالمستشفى وتنعقد محاكمته ويتم إدخاله للمحكمة عن طريق الفيديو كونفرانس مثلا ؟. ما الحل إذا لم ينقل إلى القاهرة ويدخل القفص، وهو المشهد الذي سيكون الأهم في العالم في ذلك اليوم، وسيكون الأول من نوعه للمصريين ؟. هل يمكن أن تكون هناك تخريجات قانونية مقنعة لإعفائه من دخول القفص، أم يتم نقله تحت أي ظرف ؟.