"الخاسر الأكبر هو الوطن, ليست فئة دون أخرى, فكل قطرة دماء تسيل من شباب مصر سواء من هذا الطرف أو الطرف الآخر, مسئولية من دعا ومن قتل"، هكذا رأى الدكتور كمال حبيب، الباحث في شئون الحركات الإسلامية. وفي حين اعتبر أن "انتفاضة الشباب المسلم" كانت تمثل اختبارًا حقيقيًا لقوة "الإخوان" و"الجبهة السلفية" على الحشد، لم ير حبيب ما يشير إلى الحشود التي تجعل اليوم خارج سياق التظاهرات العادية. وأرجع حبيب دعوة الجبهة السلفية لمظاهرات وفاعليات اليوم بأنها تريد أن تكسب المزيد من النقاط لصالحها, إذا نجحت في الحشد، وأنها أرادت الاستفادة من قوة جماعة الإخوان لتصدر هذه القوة لها فى إظهار تجاوب المتظاهرين معها فى هذا الإطار. إلا أنه أكد أنه فى الوقت نفسه أرادت جماعه الإخوان أن تستغل الموقف أيضًا لصالحها باعتبار أن الإخوان على مدار تاريخهم يقومون بنمط القيادة من الخلف فاستغلوا من المشهد الأمامي, دعوة الجبهة السلفية لأنها كانت الطوق الكاشفة لهم, لكنها تنتقدها على الوجه الآخر, عبر بياناتها المنشورة قبيل الانتفاضة. ورأى حبيب أن "الإعلام هو من صنع حدث اليوم, من خلال التأثير بأنه يوم غير عادى, لكن تم إثبات إنه يوم عادى كغيره من الدعوات واثبت قدرة الجبهة والإخوان التى تكاد تكون في الثبات أو التراجع", على حد قوله وأضاف: "ليس هناك قدرة على استمرار الموجة تلك, واصفًا الأمر بأنه حرق أحد كروت التيار الإسلامى فى المواجهة الأخيرة فكان اختبار أمام قوة التوقعات العالية التى خرجت بموقف ثابت عن سابقه". وقال مختار غباشى، نائب رئيس المركز العربى للدراسات السياسية والإستراتيجية، إنه على الرغم من مرور هذا اليوم مرور الكرام إلا أن المشهد السياسى المصرى سيزداد تعقيدًا أكثر وسيدفع الجميع الثمن، إذ أن "النظام الحالى سيخسر الكثير ولن تكون هناك حالة استقرار حقيقية، وعلى الجانب الآخر ستخسر القوى المعارضة أيضًا من خلال مطاردتها والزج بالكثير منها فى المعتقلات واتهامها بالإرهاب مما يزيد كره الشارع لها". وأضاف غباشي: "هناك حالة من جس النبض بين جماعة الإخوان والنظام الحالى من خلال قياس قدرة كل منهما على مواصلة المسيرة فى مواجهة الآخر"، إلا "أن الوضع لايقاس حاليًا بمدى قلة عدد المتظاهرين من عدمه بل أصبح الجميع يراقب المشهد سواء فى الداخل أو الخارج من دعوات للتظاهر ونظام يجيش أجهزته لمواجهتها، لذلك من الواجب على الجميع التوصل الى حل ينهى هذه الأزمة لأن الجميع يدفع الثمن بداية من النظام والإخوان وبقية الشعب المصرى". على جانب آخر، اعتبر اللواء قدرى السعيد الخبير بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية ب "الأهرام"، أن رفع حالة الطوارئ للحالة القصوى, من جانب قوات الشرطة والجيش فى مختلف الشوارع والمحافظات كانت أحد أسباب تراجع قوة حشد التظاهرات فى دعوات الانتفاضة التى دعوا إليها . وأضاف أن "المتوقع كان أكبر من ذلك بكثير لكن أن تخرج الأعداد وحجم العنف بهذا الشكل دليل قاطع على حرق كارت الجماعة وأنصارها فى الحشد", وأشار إلى "أنه عادة أن يتم الإعلان عن مخطط أو تكتيك معين ثم يتم التراجع عنه بتكتيك آخر وهو ما قد تكون فعلته الجماعة أمام تظاهرات الجمعة".