قامت صحفية بلجيكية بالتنكر بزي امرأة منتقبة، في محاولة لاختبار تأثيره بعدما صار قانونا وطنيا، ولفهم لماذا تسبب "قطعة ثياب" كل هذا النقاش، كما كتبت وهي تسرد تجربتها في جريدة "ستاندارد"، الواسعة الانتشار والناطقة بالهولندية. وفي مقال طويل، أوردت ليفا فان دو فيلدا دوافعها لتلك المغامرة، وتساءلت "أريد أن أعرف لماذا يقابل ارتداء قطعة ثياب بالعقوبة، وكيف تشعر المرأة عندما ترتديها (النقاب). لتنفيذ تجربتها، لجأت الصحفية إلى أكبر شارع للتسوق في مدينة أنفير، ثاني مدن بلجيكا والتي تحظر بلديتها النقاب مسبقا، وشكل ما حصل معها "بروفة" لما يمكن أن تتعرض له امرأة منتقبة، حيث لم تحتج إلى المشي أكثر من 500 متر حتى تمثل أمامها كل عواقب تجربتها. وأوقفت عناصر من الشرطة الصحفية مرتين، في الأولى حذرها رجلان من أنها تعرض أمنها للخطر نتيجة "الاستفزاز" الذي تشكله للناس، وفي الثانية كانت نهاية التجربة، حيث خيرها عناصر آخرون من الشرطة بين أن تصعد الى شاحنتهم وتنهي تنكرها، وبين أن تعرض نفسها للاحتجاز 12 ساعة ولمخالفة. وتصف الصحفية ردود فعل الناس، متحدثة عن "نظرات استنكار، فضول وكراهية, وشوشات وأصابع تشير الي مشاة عاديين يصوروني"، وتضيف "سمعت بعض المارة يقولون: لماذا يفعل هذا الشيء هنا؟!". أما عن التجربة "النفسية" من داخل النقاب، فتصف الصحفية تواصلها مع أصحاب متاجر دخلت إليها، وتقول "إذا لم تكن تعابير الوجه موجودة (كما عند ارتداء النقاب)، يُفقد جزء هائل من التواصل الانساني". لكن اللافت فيما حصل مع الصحفية المتنكرة أن الشرطة لم توقفها نتيجة مرورها بالمصادفة، بل بعد مبادرة عدة أشخاص للاتصال ب"شرطة النجدة"، معبرين عن خوفهم من "ظهور امرأة مشبوهة في الشارع"، وهو ما أدى إلى تعقبها بسيارتي شرطة وأربعة عناصر.