أعلنت "الجبهة السلفية"، اليوم رفضها لدعاوى تأجيل "انتفاضة الشباب المسلم" التي دعت إليها غدًا الجمعة، ردًا على مطالبات إسلاميين بتأجيلها، خشية من وقوع أعمال عنف وسقوط قتلى خلال مظاهرات الغد. وقالت الجبهة في بيان أصدرته "تصاعدت نداءات مخلصة وأخرى خائفة وثالثة مغرضة، لمطالبة انتفاضة الشباب المسلم لتأجيل فعاليتهم الأولى "ثورة المصاحف" يوم الجمعة 28 نوفمبر، باعتبار أن فكرة التأجيل مفيدة من حيث إدارة الصراع بشكل احترافي وبأقل خسائر إذ تعتبر الانتفاضة -من وجهة نظرهم- قد حققت هدفها". وردًا على المطالبين بإلغاء تظاهرات الجمعة خشية سقوط قتلى، أضافت الجبهة "نحن أحرص الناس على عدم إراقة الدماء ومصلحة الوطن لكننا لن نتنازل عن حقوقنا ومستمرون في نضالنا وتبصير أمتنا بخطر عصابة الإجرام على الدين والوطن". وتشهد مصر توتًرًا متزايدًا تتناوله وسائل الإعلام، بسبب ما يسمونه "عنفًا متوقعًا" خلال تظاهرات الجمعة 28نوفمبر، التي دعت إليها "الجبهة السلفية"، إحدى مكونات "التحالف الوطني لدعم الشرعية"، وعرفت إعلاميا باسم "الثورة الإسلامية"، ودعوا فيها إلى رفع المصاحف. وأصرت الجبهة على موقفها برفض مطالب التأجيل، لأنه "سيدفع للإحباط في صفوف الشباب المسلم وهم رأس مالنا في هذا الحراك وسيفقدهم الحماس ويشعرهم بالهزيمة، مع ملاحظة أهمية الحفاظ على الطاقات البشرية لأقصى درجة ولذلك فالنزول وإثبات الموقف ولو كان محدودا أفضل". واعتبرت الجبهة أن "مقصود الحراك هو رفع قضية الهوية وراية الشريعة ومن الخطأ الخلط بينه وبين الاستنزاف الاقتصادي أو الإنهاك الأمني فهو مقصود لذاته وله الأولوية". وتابعت في سياق مبرراتها لرفض التأجيل أنه "سيبدو كاستجابة للتهديد بمجازر ونجاح مخططه هذا في إرهابنا وإرهاب الناس وخروجنا من الشارع كقوى محركة وفاعلة في الحدث، مما يدفعه لتكرارها ضد أي حراك آخر مع ملاحظة أنه يمتلك الإعلام ولا ينظر للبعد الاقتصادي فلن ترهقه تكرار المحاولة". وشككت الجبهة في نوايا السلطة الحالية إذا ما قررت تأجيل مظاهرات الجمعة، قائلة "لن يوقفوا سيناريو العنف الذي هم أهله لو كانوا قد خططوا له بالفعل وسيستخدمون أجهزتهم الإعلامية الفاسدة بشكل مبالغ فيه لترهيب المجتمع، وربما إعداد أعمال إجرامية -لا قدر الله- ليست جديدة عليه كحادثة القديسين أو إشاعة الفوضى وسيصورون دعوة التأجيل على أنها خداع للناس وليست للحفاظ عليهم". وأشارت إلى أن "لإنهاك العملي على الأرض مع الحفاظ على الأرواح أولى وهو المطلوب، ولذلك فأيًا ما كانت نتائج هذا اليوم فاستمرار التظاهر في موجات ثورية متتابعة مع رصد التكهنات الشائعة باستغلال الحدث لتسويغ انقلاب داخلي لن يوقفنا عن استمرار النضال لو افترضنا حدوثه". من جانبها، دعت جماعة "الإخوان المسلمين"، المتظاهرين إلى "الحفاظ على الدماء المصرية وادخارها للدفاع عن الوطن ضد أعدائه"، مؤكدة "استمرار الحراك الثوري يوم الجمعة تحت شعار تحالف دعم الشرعية " الله أكبر... إيد واحدة". وشددت على ضرورة "التزام السلمية كشعار للثورة المصرية"، "تجنب التواجد في أماكن تمركز الجيش والشرطة"، رفع أعلام مصر والشعارات الثورية المعتادة"، "الانتشار في كل ربوع مصر وشوارعها وميادينها". وأكدت "أن من يرتكب أعمالاً غير سلمية أويرفع شعارات غير ذلك لاينتمي إلى الثوار، ونحذر من أن أجهزة المخابرات والأمن قد تصطنع أحداث عنف لتبرر منهجها المعهود في القتل والقمع ونحمل الانقلاب الدموي مسئولية أي دماء مصرية أو انتهاكات في هذا اليوم".